محلل سياسي روسي : هذا ليس وقتاً لإلقاء اللوم و البحث عن مذنب .. و لم نبلغ ذروة الوباء بعد

كتب – أحمد المختار

وصف الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " ، المكالمة الهاتفية مع نظيره الصيني " شي جين بينج " بالجيدة جداً ، و قال : " نحن نعمل معاً بشكل وثيق لمواجهة تداعيات الفيروس.

بينما قال التفلزيون الصيني : " الرئيسَ شي عبر عن استعداد بلاده لمساعدة أمريكا ، بالسيطرة على كورونا ، معرباً عن أمله بأن تقوم واشنطن بخطواتٍ لتحسين العلاقات بين البلدين " .

و أحصت الولايات المتحدة يومي الخميس والجمعة ، عدد إصابات بفيروس كورونا الجديد أكثر من أي دولة أخرى في العالم ، متجاوزةً الصين و إيطاليا ، في وقتٍ يواصل الفيروس التأثير بشكل خطير على الاقتصاد العالمي ، الذي قال صندوق النقد الدولي إنه دخل في حالة الركود .

فهل هي بداية تعاون عالمي واسع لمواجهة الوباء ؟
و في هذا الصدد ، ناقش الإعلامي " كمال عُمان " في برنامج " بالتفاصيل " علي شاشة " روسيا اليوم " ، مع عدداً من الضيوف ، و منهم :

الدكتور " وائل عواد " الخبير في الشأن الأسيوي من " نيودلهي " ، و الذي قال : " الولايات المتحدة حاولت الابتعاد بشكلٍ أو بأخر تقليل خطر الإصابة بالفيروس ، و ظهر جلياً من خلال أحاديث الرئيس الأمريكي ، لكنه عاد تدريجياً في تغيير صيغة كلامه مع مرور الوقت ، بعد أن ضرب الفيروس الولايات المتحدة ، و باتت أكبر دولة في العالم بها إصابات ، و الأكثر تضرراً منه ، فالرئيس الأمريكي يبحث عن حلولٍ أخري ، إثر وفاة أكثر من " 1000 " شخص في الولايات المتحدة .

ترامب يريد المساعدة من الصين

و تابع : " الرئيس الأمريكي يحاول طلب المساعدة من " بكين " ، مُستغلاً علاقته القوية بالرئيس الصيني ، و أعتقد أنه أدرك خطأه ، جراء تقليل نفقاته نحو النظام الصحي ، خلال السنوات الماضية ، ملمحاً أن اتجاهه ناحية الصين ، قد تكلفه الثمن في الانتخابات الرئاسية المُقبلة " .

كارثة حقيقية
و أوضح : " العالم يواجه الآن كارثة حقيقية ، و علي العالم التكاتف لمواجهتها ، و تحديداً الدول العظمي ، و عليهم تبني رؤي سياسية واضحة ، تضمن استمرار و ديمومة ذلك العالم ، و الحفاظ علي الإنسانية ، و تحقيق انجازات في مجال الطب و الصحة و التسامح بين الشعوب ، عوضاً عن الحروب و سبق التسلح بالصواريخ الباليستية ، لذلك أري أن لابد من التعاون ، فالولايات المتحدة وجدت نفسها ، أصبحت خارجة عن المجتمع الدولي ، في ظل رؤيتها للتحركات الروسية و الصينية ، لمساعدة الدول المنكوبة مثل " إيران – إيطاليا – أسبانيا " ، و أيضاً في صربيا ، لذلك الولايات المتحدة لجأت إلي التعاون ، للعودة إلي مكانتها في المجتمع الدولي " .

نظام عالمي جديد
و أكد : " العالم حالياً في مرحلة مخاض ، و تشكل نظاماً عالمياً جديداً ، و البحث عن قيادة جديدة لذلك النظام ، فالخلاف الحادث بين الولايات المتحدة و الصين تارةً ، و الولايات المتحدة و روسيا تارةً أخري ، كلها قامت من أجل الهيمنة علي العالم ، و الولايات المتحدة تسعي لأن لا تكون الدول في صدارة المشهد و مساعدة الدول ، فالوضع العالمي الحالي يشهد نظاماً متعدداً الاقطاب ، و الولايات المتحدة أدركت بأنها لم تعد القطب الأوحد في العالم ، و أطالب الأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية بتشجيع ذلك التعاون " .

الرئيس ترامب
و أضاف : " الرئيس الأمريكي ترامب تربطه علاقات وثيقة مع الرئيس الصيني و أيضاً الروسي ، لكن هناك من هو داخل الإدارة الأمريكية غير راضٍ عن تلك العلاقات المتينة ، و الصين بدورها تسعي بدورها لتعزيز تلك العلاقات التجارية ، و كذلك أن يكون لها دوراً في حل تلك الأزمة الإنسانية " .
 
من جهته ، قال " ليونيد سوكيانين " الكاتب و المحلل السياسي من " موسكو " : " خلال الأزمة العالمية الراهنة ، تنكشف بشكل واضح مشاكل التنمية العالمية ، فالعلاقات الصينية الأمريكية خلال السنوات القليلة الماضية ، شهدت تعقدات و تأزمات كثيرة ، و حدوث تناقضات اقتصادية من الدرجة الأولي ، لكن المشاكل المعقدة التي تشهدها البلدان حالياً ، تجعلها تنسي تلك التناقضات ، و تأخد خطوات للتقارب ، بل و قد تتوثق تلك العلاقات بشكل كبير " .

روسيا و الصين
و تابع : " روسيا لجأت إلي توثيق العلاقات مع الصين ، فيما يتعلق بمواجهة فيروس " كورونا " ، و ندرك أن الصين هي من جابهت ذلك الخطر قبل الأخرين ، و اكتسبت خبرة كبيرة في مواجهة تلك المرض ، و بالطبيعي يجب الاستفادة من تلك المزايا ، و هذا هو رأي القيادات الروسية الكبري ، فالبني الرئيسية في روسيا مستعدة و منفتحة لهذا التعاون " .

لا وقت للوم
و أوضح : " عندما تعاني البلدان من أزمات كثيرة ، و تشهد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا ، فإنه ليس الوقت المناسب لإلقاء اللوم علي الأخرين ، و البحث عمن هو مذنب ، و الاتهامات المتبادلة ، فيحب تركيز الجهود علي تجاوز تلك الازمة ، و الحفاظ علي الأرواح ، و من ثم يمكن تحليل تلك الأزمة و الأوضاع بهدوء ، لنفهم أين موضع الخطأ ، و اتخاذ التدابير لتجنب تلك الأخطاء في المستقبل " .

 لم نبلغ ذروة الوباء
و أكد : " للأسف في ظل أعداد الإصابات التي نراها حالياً ، إلا أننا لم نبلغ ذروة الوباء ، و لم ندرك إلا الآن ، مدي كون التناقضات السياسية و الاستراتيجية من طرف الدول و بعض السياسيين و الشركات الكبري ، مبالغاً فيها ، فيتضح فجأة حدوث وقائع ، تبين أننا معرضون لمخاطر ، في ضوء تأزم أو فساد العلاقات ، و هو ما يعرقل بناء التعاون الفعال ، و ينبغي التعلم من تلك الدروس ، و بالرغم من كافة المشاكل في العالم ، علينا ألا ننسي الأزمات المفاجئة ، و التي تتطلب جهوداً مشتركة و تعاوناً سريعاً و ينبغي أن يظل مفتوحاً " .

من ناحيته قال " أحمد فتحي " كاتب و محلل سياسي من " نيويورك " : " بلا شك نحن نعيش في أزمة غير مسبوقة علي المستوي السياسي الدولي و الإقليمي ، و لذلك يتطلب حلولاً غير عادية لتجاوز الأزمة " .

لأ أري أي انفراجة
و تابع : " ما زلت لا أري أي انفراجة ، و بدء فتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية ، و خاصةً بين الولايات المتحدة و الصين ، لكن هناك عبارات تدل علي حسن النوايا ، علي الرغم من مواصلة الصين رفع الرسوم الجمركية علي الصادرات المتجهة إلي الولايات المتحدة ، و تريد أن تعيد عقارب الساعة إلي ما قبل المفاوضات التجارية بين البلدين ، و أري أن الرئيس الأمريكي " ترامب " لن يقبل ذلك ، مشيراً أن التعاون الحالي هو تبادل علمي و معلوماتي للبيانات ، للتحكم في انتشار و تفشي الوباء الغير مسبوق " .

و أضاف : " نحن أمام تحدٍ غير مسبوق ، و سوف يتلوه واقعٍ لم نراه من قبل ، و لم أري في حياتي مدي التزام المواطنين في نيويورك ، مثلما حدث في تلك الأزمة ، و هو ما سيؤثر مستقبلاً في أماكن العمل " .