عبد المنعم بدوى
فى الليل يستعصى عليه المنام  ...  يدرك الشيخ القلق : إن ليلته طويله ككل ليله فى أيام العزل الإجبارى ، بسبب وباء الكورونا ، وإنه لاعزاء لروحه المتعبه.

يجلس على حافة السرير فى غرفة نومه وقد أنحبست حياته بين هذه الجدران الأربعه ، جدران باهته ، ستائر مهترئه فارقها اللون ، أثاث متهالك يقاوم الفناء.

كان يذهب إلى النادى فى الصباح يقابل أصدقاءه ، يثرثرون معا فيأتنس بهم ، يكسرون معا حدة الوقت والإحساس المروع بالوحده ...  لكن النادى مغلق هذه الأيام حسب التعليمات .

شغل الراديو على محطة الأغانى ، هذه الأغانى تدفع الماضى الى قلبه بغير هواده ، تذكر أنه كان يعشق تلك الأغانى ، وأنه كان كثيرا ما سمعها فى أيام شبابه .

ينظر الى فراشه ، كاد أن يجن ، خاف أن يأتيه الموت فجأه ...   فتوجه الى دولابه ، وأخرج بذلته الصوف الإنجليزى ، وخرج من الشقه فى هذا الهزيع الأخير من الليل .

كان يمشى من غير هدف فى وحدة خالصه ...  وجد نفسه أمام قسم الشرطه  " مقبوض عليه " وأمين الشرطه المناوب يطلب منه التوقيع على المحضر قائلا له :

ـ  محضر مخالفة تعليمات رئيس الوزراء
ـ غرامه أربعة آلاف جنيه ..  أو الحبس