نعيم يوسف

أراح الملايين من المرضى.. وغير تاريخ الطب
تخيل أن شخصًا ما يستطيع تخفيف آلام ملايين البشر، وإتاحة الفرصة للعلم للتطور، والقضاء على الألم والعذاب أثناء العمليات الجراحية، هذا ليس وهمًا، بل ما فعله العالم الأمريكي وليم توماس جرين مورتون، مخترع التخدير عن طريق التنفس.
 
العالم.. ابن المزارع
ولد وليم توماس جرين مورتون، في 19 أغسطس، عام 1819، من أسرة أمريكية، حيث كان والده يعمل مزارعًا، ولكنه تعلم، ودرس الطب، ومارس مهنة طب الأسنان، بعد أن تخرج من كلية بالتيمور لطب الأسنان عام 1842، ثم استكمل دراسته عام 1944، على يد الدكتور تشارلز جاكسون، بمدرسة هارفارد للطب، وحصل على درجة الطب الفخرية عام 1852 من جامعة واشنطن ببالتيمور. 
 
العذاب في العمليات الجراحية
قبل "مورتون"، كان الأطباء يقيدون المريض على منضدة العمليات، حتى تنتهي العملية الجراحية، وفي كثير من الأحيان كانت تنتهي العملية الجراحية بالوفاة، على الرغم من المحاولات الكثيرة في العديد من دول العالم لابتكار اختراعًا يخفف من آلاف المصابين، ومنها محاولات استخدام "الأثير" في التخدير، ولكن جميعها لم تنجح.
 
طبيب متفاني
لم يكن "مورتون" مجرد طبيب يعالج مرضاه بهدف الثراء السريع، بل كان نموذجا للتفاني في العالم لتخفيف آلام الناس، ولذلك بحث عن وسيلة تخفف أوجاع وعذاب من يخضعون للعمليات الجراحية، وتوصل إلى استخدام "الأثير" وابتكر له جهازًا خاصًا للاستنشاق.
بداية التجارب
 
بدأ تجاربه على كلبه، ووجد أن هذا الغاز له تأثير كبير على التخدير، ثم جربه على نفسه، إلى أن جاء له مريض طلب منه تخفيف الألم بأي شكل كان، فعرض عليه استخدام طريقته الجديدة فوافق المريض، وبعد استفاقته مرة أخرى، أكد له أنه لم يشعر بالألم، ونُشرت هذه التجربة وأثارت جدلًا كبيرًا، وأدعى البعض ومنهم أستاذه كروفورد لونغ، أنهم أصحاب الاختراع الجديد.
 
عاش عالمًا.. ومات فقيرًا
بسبب التضارب الذي حدث لم يستطع "مورتون" الحصول على براءة اختراعه، وحصل فقط على براءة اختراع جهاز التخديرالذي ابتكره، وعاش حياته، مع زوجته إليزابيث وايتمان، فقيرًا، إلى أن توفى في سن صغير، عن عمر يناهز 48 عامًا، وبالتحديد في 15 يوليو عام 1868.
 
تكريمه بعد وفاته
بعد وفاته، تم تكريم العالم الكبير الذي أسدى للبشرية خدمة ساعدت الملايين على البقاء على قيد الحياة، وتم تشييد تمثالا بالقرب من مقبرته في بوسطن الأمريكية، وكتبوا عليه عبارات تقول: "وليام مورتون مخترع ومكتشف التخدير عن طريق التنفس، مما أدى إلى تخفيف الألم عند إجراء العمليات الجراحية، وكانت الجراحة قبله عذاباً ولكن بعده أصبح العلم قادراً على التحكم في الألم وعلى القضاء عليه".