الأب أثناسيوس  حنين
ذكرنى عنوان مقالى بقصة معبرة عشتها فى طفولتى المتأخرة (عام 1958 من القرن الماضى (انا وجيلى صرنا من ذو القرنين !)’ وسأنقلها كما هى بتعبيراتها العفوية وكما سمعتها ولم أنساها ’بل  أذكرها جيدا والتى منها ’ سوف أقدم للقارئ العزيز خواطر وأشواق حول الموضوع القديم- الجديد (ألأبوة الروحية) .
Η πνευματική Πατρικότητα

(كان عمى ’حسب الجسد ’ يعمل طباخا فى ملجأ  سمالوط للاطفال الذكور ’ وكنت قد أعتدت أن أزوره فى الملجأ ولكى العب مع العيال اليتامى . كان يعيش فى الملجأ شيخ عجوز اسمه عم حنين طيب القلب صريح اللسان (وليس سليط اللسان مثل الكثيرين من عواجيز النهاردة !) ’ اعتاد الاولاود أن ينادوا عليه(بابا حنين) ’ وفى يوم  ’ كان قر بميعاد الغذأ’ عملوا  العيال دوشة وهيصة وكسير ورزيع  بالكورة الشراب (اللى كنا بنعملها بعد ما نسرق شراب ستى الاسود ونحشيه قطن وقماش قديم ’ وبعدين نخيط عليه جتت قماش بيضاء وتبقى كورة ابيض وةاسود تليفيزيونية اللى كان بيعلق عليها الكابتن اللطيف لمحمد لطيف ’ وبعد ما ستى تزعق وتنسى ’ نروح نسرق الفردة الثنية من شراب ستى ! طبعا كل مرة واحدة يسرق فردة شراب سته مش واحد بس كل مرة !!!) ’ كبيرة وشقاوة وصداع مما أغضب عم حنين جدا ...ووسط الدوشة ’ وكان ميعاد الأكل قرب ’ ذهب أحد الاولاد يستمسح عم حنين ويناديه  (سامحنا يا بابا حنين ) ’ هنا لم يتمالك عم حنين نفسه من الغضب وصرخ فى الولد ( سامحنى ايه وبابا ايه .. ’ يا ابن ال....الله  يلعن ابوك الأصلى!!! ) .

خطرت على بالى القصة ونقلتها كما هى ’ لكى ما أفهم مدى خطور اليتم الجسدى وأهمية البحث عن الأبوة الحقيقية ’ وأخطر منه اليتم الروحى والثقافى ’ فالطفل اليتيم حقيقيا ’ يبحث عن ابوة سطحية وشكلية وتبريرية وجسدية (دينية ناموسية)  ليعوض يتمه الموضوعى والروحى والنفسى (اللاهوتى ) ! (راجعوا مسلسلات هذه الأيام وحياة العائلات واليتم الروحى وبحث الأب نفسه عن أبوة فى بيته ’ اقولها بمناسبة متابعتى مسلسل (أريد رجلا) ’ وأصرار الست يأمنة على أن ابنها المستشار لازم يخلف "الواااد" حتى نجحت فى خراب البيت وتيتيم الواد المستشار سليم بك وخراب بيته وطلاقه من زوجته الاولى أمينة وتيتيم بناته وتيتيم الابن الواااد اللى حملت فيه مراته الثانية اللى فرضتها عليه أمه ) ’ عم حنين ’ علشان من نسرحش فى المسلسل ’  لم يخطئ بل قام بضبط الطفل اليتيم فى حالة تلبس  بسرقة "الابوة" مع سبق الشقاوة والنفاق وعدم الطاعة  والمصلحة المترصدة .  ألم يستغرب بولس الاب الروحى الحقيقى ذلك الغياب المأساوى للأبوة الروحية عند الكورنثيين الأذكياء زيادة عن اللزوم ’ مما دفعه الى الافتخار بخبرته الابوية ’ وهو الذى كان يهرب من ذكر خبراته الشخصية الا فى حالات الجفاف اللاهوتى واليتم الروحى وخيانة العهود ’ حينما كتب للكورنثيين المفتخرين ببجاحة بعلمائهم ومتفزلكيهم ومرشديهم ’ واليتامى روحيا وثقافيا ولاهوتيا (لأنه وان كان لكم  ربوات من المرشدين فى المسيح ’ لكن ليس اباء كثيرين ’ )’ هؤلاء

المرشدون الذين علموا الناس أن يفتكروا فوق ما هو مكتوب وأن ينتفخ الواحد على الأخر ....... ثم يكلمهم عن المعنى الحقيقى اللاهوتى والخرستولوجى والروحى للأبوة الروحية الحقيقية " لأنى أنا ولدتكم فى المسيح يسوع بالانجيل " 1كو4 : 6 -15 . لعل أكبر مشكلة فى الواقع المعاصر ’ هى أنه وبالرغم من صيرورة العالم قرية صغيرة وتعدد وسائل التواصل الاجتماعى ’ الا أن الانسان المعاصر يشعر شعورا عميقا بالوحدة والعزلة واليتم الثقافى والفكرى  ’ حتى أن الاصدقاء الظرفاء قال لى مرة : مين اللى قال انه ده وسيلة تواصل اجتماعى لما كل واحد داخل الفيس بوك باسم مستعار وبيقول اللى هو عاوزه ولا تشوف وشه ولا تسمع صوته ! انا ’ قال ’ مش ها اسميه فيس بوك ’ قلت له اما ها ىتسميه ايه ؟ قالها بالصعيدى التقيل ها أسميه قفا بوك !!!. بالرغم من سعادتى بالصداقات ’ لكن صدسقى مش غلطان ’ تشعر وسط الزحام ابيتم الروحى وخاصة أن الكل صاروأ بين ليلة وضحاها أباء شيوخ وعلماء لاهوت ومتخصصون فى العلاج الروحى  وأباء روحيون !

لأن موضوعنا يختص بأدق تدابير الحياة الروحية ’ فالكلمة الاولى هى للتوبة والاعتراف وتشخيص الواقع والداء واستقراء الدواء . لهذا نؤكد أن  النصوص الأبائية والنسكية والخبرات الروحية المتراكمة ’ نقول لا تعرف تعبير "اب الاعتراف" بل تعرف تعبير "الأب الروحى" ’ كما لا تعرف تعبير "سر الاعتراف ’ بل سر التوبة".

Το Μυστήριο της Μετάνοιας

الأبوة الرحية تشمل وتحتضن وتتفهم وتتعدى الاعتراف فقط بالخطئية ’ وان تعاطت معه ففى سبيل العلاج والشفاء ’ بينما الاعتراف يحصرنا فى جو المحاكم ونظرية العقاب والثواب وورقة مكتوب عليها الخطايا ’ وبدعة خطية الانسان الغير المحدودة والفدية الغير المحدودة ’ وان لازم يسوع يموت قتيل غلشان يكفر عن سيئاتنا ونخش فى الحيط مع أنسيلموس اسقف كانتربرى  وأتباعه من المتأنسلمون ’ لابد من خطايا ’ لكى يكون للاعتراف معنى  ناموسى ! مش ممكن أكون رايح لابى الروحى فقط لشركة الحب والثقة  ’ ممنوع على اساس الفهم الحالى للاعتراف وما ينتج عنه من تقزيم للانسان أمام الكاهن المعرف (بضم الميم وفتح العين وكسر الراء) بدلا من التعملق فى حضن الأب ’ وما ينتج عنه من استعجال الكهنة الشباب الجدد على أخذ اعترافات الناس بلا ابوة مما يخلق مشاكل رعوية كبيرة وسجس بين الشعب ’ وخاصة حين يجلجل  الكهنة الشباب المنابر بحماس ويتكلمون عن الاعتراف  بامثلة يفهمها الناس ’ وقد تكون فعلا ’ انها افشاء لاسرار البيوت فى الاعتراف . مرة دعانى شاب مرسوم كاهن جديد (لنج عا الزيرو صديقى وابنى الروحى الحقيقى)  عا الزيرو ’ واندهشت لطلبه أن أقوم بالوعظ ’ لا فى موضوع لاهوتى ولا فى انجيل اليوم ولا عن قديس امبارح  ’ بل طلب منى (بدالة شديدة وعشم صعايدة ) أن أعظ عن سر الاعتراف  ! (مع أنه لا يوجد سر بهذا الاسم ) !!! (قارن بين نفسية الابن الأكبر الذى عامل اباه معاملة قانونية وحسب الشريعة كأب اعتراف ’ والأصغر الذى عامل معاملة أباه معاملة انسانية ولاهوتية وواقعية   كأب روحى لوقا 15 ). يبدوا أننا لم نقرأ جيدا قصة تلميذ الأب (وليس الأنبا) أنطونيوس العظيم فى أبوته حتى أنه صار فترة أبا روحيا للاهوتى الكبير أثناسيوس ’ هذا التلميذ الذى أعتاد أن يذهب الى انطونيوس مع الأخوة ’ لم يكن يفتح فاه ’ بينما الجميع يتكلمون " ’ سأله الأب انطونيوس  عن سبب عدم كلامه ’ رد التلميذ " يكفينى أن أتطلع فى وجهك يا أبى " ’ هذا الكلام ليس كلاما أجوف أو مجاملات ساقطة ’ بل كلام لاهوتى كبيرفى قوالب انسانية ’ وهل للتجسد من معنى أخر ومن قصد مخالف !  ’ نحن  نقول لاهوتيا بالاقانيم ’ التى هى ثلاث اشخاص ’ وففى العمق اللغوى للتعبير ’ اقنوم – بروسبون ’ تعنى (وجه – شخص ) ...ولهذا لا نقول مع فاندايك (...والكلمة كان عند الله) يوحنا 1: 1  هذه أريوسية لغوية تلغى الابوة الوجودية ’ بل نقول (والكلمة كان شاخصا نحو الله -  الأب الشخص ’ وبشخوصه فى الأبا يتشخصن هو ويولد من جوهره الشخصى ليطل علينا فى وجه انسان نرى فيه وجه الأب بالروح ’ هنا تتحول الأقانيم من عقدة عقلية وصدمة ذهنية وعثرة دينية  الى متعة روحية وبركة أبوية ) ’ الولادة فى اللاهوت هى نتيجة الشخوص ’ ولا يشخص شخص فى وجه شخص أخر الا اذا أحبه وأسلم نفسه له .
قال لى صديق عزيز كاهن  مثقف ولاهوتى ’ نحن ’ الكهنة ’ نعانى من عدم توفر الأبوة الروحية ’ يقصد ’ صديقى ’ ان يكون للكاهن نفسه أب روحى وليس أب اعتراف ! لأن المفروض أن الكاهن قد تعدى مستوى الخطايا الحسية الفاضحة والمفضوحة ’ ودخل الى الأعماق ليقتنى نقاوة السريرة وتقديس الحواس  ليصل الى اللاهوى (الأباثيا) ويذوق عربون الثيؤسيس (الثيؤريا هنا على الأرض) ’ خطايا الكاهن عن حزنه على بماذا يكافئ الرب عن كل ما أعطانيه ؟ وفى وسط ذهول الرؤية وشركة الأبوة الروحية الناصجة والناضجة يصرخان معا ’ أى الكاهنان الكبير سنا والصغير سنا  (كأس الخلاص نأخذ وياسم الرب نشهد وندعو ونخدم ) أى أن مكأفاتنا  للرب ليست هى التبجح بقائمة من الخطايا ’ وحاليا صار الغفران (ديليفرى ) على شاشات الفضائيات وممكن ’ بكرة وبعده يحسنوا الخدمة ’ ويوصلوه للمنازل مع البيتزة والهامبورجر والسمك المشوى !!!  ’ بل ’ المكافأة للرب ’ هى اصرار على التقدم فى النعمة (كأس الخلاص أخذ ) ’ اكأفى ابوى بأننى  أخذ ثانى وثالث وعاشر وارتع وأتمتع وأكل من خيره !  الاعتراف بالذنوب فقط ’ مع لزومه ولكن فى معطيات مختلفة تماما حسب نصوص الأباء النساك والرهبان التأبين والتوابين الكبار’ هو نفسية أرض العبودية (سفر الخروج)’ التوبة والشركة والابوة هى مسيرة أرض البرية ’ القبلة ’ قبلتنا جميعا ’  (بكسر القاف وفتح الألف) هى أرض الميعاد ’ أرض الرؤية والـتاله والقداسة والثيؤريا ’ حيث سنرى الأبوة اللاهوتية ’ وجها لوجه ’ فى وجه الابن الوحيد فى روح البنوة وجها لوجه .

اليكم هذه القصة الواقعية ’ أبى الروحى هو الارشمندريت ميثوديوس كريتيكوس الاب (وليس الرئيس ) الروحى لدير المسيح القائم من الاموات ’ بمنطقة كاربينتريدى بضواحى أثينا . سلمنى له المطران سيرافيم لكى ما يساعدنى على الشفاء من جراحاتى ’ التى عشتها ’  فى بيت أحبائى . اكتشفت ’ وهنا العبرة ’ أننا والارشمندريت ميثوديوس كنا زملاء فى كلية اللاهوت بجامعة أثينا فى الثمانينات من القرن الماضى ’ وأكتشفت اننى أحمل شهادات علمية أكثر منه ’ كما أكتشفت أننى أعرف لغات أكثر منه ! ولكننى  أكتشفت أننى أصغر منه فى القامة والأبوة  الروحية ! قلت له كل ذلك فى جلسة روحية عاصفة (تحت البدرشيل ’ لا يجلس الأب الروحى مع أبنه الروحى الا ويلبس البدرشيل ويصلى معه صلاة "أيها الملك السماوى ...") وبدموع غزيرة واحباط وعراك مع احباطى ’ ليه ! مش مشينا فى نفس السكة ! ليه انت أب روحى وأنا يتيم روحيا ! قال لى ’ يا ابونا اثناسيوس ( أنت تحتاج شئ واحد ! سألته وسط دموعى ! ايه هو ! التركيز ’ تجميع شتات نفسك من الكور البعيدة والقريبة ’ وتسليمها للنعمة فى العبادات والهدوء وسوف تصير أبا روحيا ! ما لم يقله الاب ميثوديوس ’ تواضعا ’ هو أنه قد تربى على يد أباء روحيين حاذقيين ولاهوتيين (مش أباء طيبين الطيبون مالييون الدنيا حتى عند المسلمين ) وحول دراسة اللاهوت الى عبادة اللاهوت ’ وحول مكتبته الى قلاية ’ ومخدعه الى مذبح القلب ’ هذا أكله وشربه فى تراث كنيسته الطويل !
عدت الى كلمة التركيز التى قالها ابى الروح باليونانية الابائية  القديمة
Συγκέντρωσις
هرعت الى اصدقائى من قواميسى فوجدت العجب العجاب ’ كما كان يقول احد الأباء الروحيون المصريون الحقيقيون والذى يلد فى غيابه أكثر مما ولد فى حضوره ’ وجدت أن الكلمة كعادة الكلمات اليونانية من مقطعين
سين – كينترونوا
سين معناها (معا ) وكنا نراها على صور قبطية قديمة
Σύν Θεού
يعنى بنعمة الله ومع الله وفى معية الله
وكينترونوا يعنى أجمع فى المركز ’ انجماع طاقات الانسان النفسية والذهنية والروحية فى سبيل هدف محدد وعمل معين فى القلب المركزحسب المصرى العظيم مكاريوس . أذن عمل الأب الروحى ليس هو عمل القاضى الظالم الذى يبحث عن خطايا متهم امامه لا حول له ولا قوة ’ بل هو الأب الذى يساعد ابنه فى أن يجمع طاقات نفسه المشتتة وينطلق من جديد لابسا الحلة الاولى ومنتشيا بالخاتم وراقصا مع أصدقائه على انغام موسيقى عرس العودة الكبرى ’ العودة الى الايقونة الاولى ’ ايقونة الأب والتمثل بمسيحه.

مرة ’ وهذه قصة حقيقية من بستان الأباء المعاصرين ’  طلب أب كاهن شاب واعد نال من علوم الدنيا والدين الكثير ’ ’من أب أخر صديق فى حديث مودات عبر القارات ’ أن يسمح له بان يستـانس برأيه  من وقت لأخر على سبيل الارشاد (ربما يقصد أن يصير أبوه الروحى !) ’ فما كان من الكاهن الثانى الأكبر سنا وربما رتبة ’ أن قال للاصغر فى خجل شديد وحقيقى ’ بقينا احنا الاثنين نحتاج أب روحى ! وقبل أن يترك الصغر يقع فريسة  الشك فى عمق الصداقة ’ قال له الأكبر " أنا عندى أقتراح كل ما أكون أنا فوق وقوى روحيا ومنجمع فى نفسى ومتحد مع الرب ’ تكون أنت ابنى الروحى ’ وكلما أكون أنا ضعيف وتحت ويأس وفاشل ومتنيل على عينى ’ تكون أنت أبى الروحى " هنا شعر الأثنان أن عهد الأبوة الروحية وشركة النعمة قد تم توقيعه ’ أعظم ميثاق ابوة بين أبان يبحثان عن تعميق عمل الله فى حياتهم حتى يلدوا بعضهم بعضا فى المسيح ’ ومن ثم يقدرون أن يلدوا للسيد أولادا أصحاء ومتعافيين روحيا ولاهوتيا وأنسانيا ’ ولا يلدون أشباه روحيين وأشباح متدينة ومعوقين باسم محاكم تفتيش (سرالاعتراف)  التى يهرب منها 90 فى المائة من شعب الكنائس اليوم ’ لأنها محاكمة وليست شركة . القصة تحضرنى بعد القصة ’ والأفية الروحية تحكم ’ بين الأب وأولاده ’ طلعت نكتة فى مصر حينما كان ’ بنكرر كان !!! الأمن يسيطر على أحوال البلد ويتدخل فى خصوصيات الناس ’ ويدخل وراهم أوضة النوم زى ما بيقول عبد الغنى النجدى فى فيلم اسماعيل  ياسين (داخل أوضة النوم..........) ’  حتى أن رئيس سابق قال لرجاله من رجال أمن  الدوله بتوعه (عاوزهم بلابيص قدامى ) يقصد احضار خصومه امامه . المهم النكتة بتقول وهى على  شكل لغز  ( أن واحد صعيدى سأل صاحبه ’ انت عارف أيه الفرق بين رجل أمن الدولة وأب الاعتراف ؟  بعد ما داخ بلدياتنا السبع دوخات انه يلاقيها ما لاقهاش ! رد الثانى بشغف لعلعلع ! فقاله الاول بذكاء حاد وشماته ( يا أهبل راجل أمن الدولة يناولك (على قفاك حسب تفسير الأباء  الصعايدة!)  تعترف !!! بس ابونا أب الاعتراف تعترف يناولك !!!!). ولما كانت النكتة عند المصريين الأذكياء ’ تعكس واقع وتنقد منهج ’ فهذه النكتة تعبر أحسن تعبير عن الاحساس باليتم الروحى واللاهوتى أمام محاكم التفتيش الجديدة والربط المجحف بين الاعتراف والخطية بالعافية وبين الاعتراف والمناولة برضة بالعافية ’ ونروح بعيد ليه ّ لماذا  لا يعترف المثقفون ورجال الفكر والباشوات والشباب ؟ لأنهم فى حاجة لشركة ابوة واعية ’ روحية ’ لاهوتية ’ مثقفة وبنت بلد. هذا يفسر لماذا لا يقدر أن يمارس الابوة الروحية أى قسيس (مرسوم عشية ) بل لابد أن يكون قد أنولد روحيا وهو الاب  من أحشاء أب أخر مختبر ومستنير ومتأله العقل ولاهوتى  ويأخذ من الاسقف بركة الأبوة الروحية ’ ولهذا يسميه التراث الكنسى المستقيم

Ό Πνευματικὀς , Ό Γερόντας .
الأب الروحى والأب الشيخ . الى أن نلتقى فى لقاء أخر مع توثيق الابوة الروحية تاريخيا ولاهوتيا وكنسيا وأبائيا ’  لنودع أنفسنا وبعضنا بعضا وكل حياتنا لأنين وفكر  وأحشاء رأفة الأباء الكبار’ الكبار فعلا ’ أبائنا الحلوين فى كل مكان ’  الذين يتمخضون بنا وفينا ومعنا ’ الى أن يتصور المسيح فينا . أمين .