حمدي رزق
تلقيت سلامًا وتعقيبًا من القس مكاريوس فهيم قلينى «ماجستير فى اللاهوت» على مقال (إذا صلينا... كورونا)، يؤمن بالإنجيل والقرآن على ما ذهبنا إليه، أنه وقت العلم والعلماء والطب والأطباء، مع دعوة محترمة لرجال الدين أن يخلوا الطرق سالكة لسيارات الإسعاف.

يقول القس مكاريوس، فقط أردت توضيح صحة وجهة نظرك بإضافات من الكتاب المقدس، وأبرزها بمناسبة الكورونا «صلى وأدعو الطبيب»، وأعتقد ليست بحاجة للشرح، كما أن «بولس الرسول» وتلميذه «تيموثاوس» معروفة أمراضهما بالإنجيل، ورغم الصلاة بل وعمل المعجزات كان للاستعانة بالطب دور فعال معهما.

ومثلهما «الباباشنودة» معلم الأجيال وذهبى الفم، لم يلجأ لمبدأ التواكل على الله، بل الاتكال عليه، وبجانب الصلوات الكثيرة كان اللجوء للأطباء وطلب العلم الطبى بالداخل والخارج، ومثله رجل الصلاة والمعجزات البابا «كيرلس» والذى خضع لأوامر الأطباء عندما أصيب بجلطة فى ساقه، وكان يرفعها على مقعد صغير، ولم يمتنع عن هذا بحجة التواضع مثلا، وغيرهم من القديسين أصابتهم الأمراض، رغم صلواتهم الكثيرة.

ولقد جاء أيضا تحذير السيد المسيح للتلاميذ والشعب من خراب أورشليم (تم عام 70 م). وقال لهم: «صلوا لئلا يكون هربكم فى شتاء»، ولم يعترض أو يطلب منهم مواجهة الكارثة بالصلاة فقط وهذا يتوافق مع آية القرآن الكريم «لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة»، والمدهش قليلا وكنت أتمنى سماعه من الكاهن هو الإشارة لتعليمات الكتاب المقدس والتى تتوافق بصورة واضحة للغاية مع تعليمات وتوجهات (وليست توجيهات كما فهم البعض) بشأن التزام البقاء بالمنزل هذه الأيام لتتمكن أجهزة الدولة من محاصرة الفيروس وتحجيمه وعمل (حظر تجول له بمصر) وليس حظر تجول للمصريين، وهذا ورد بفم سليمان الحكيم بقوله: «الذكى يبصر الشر فيتوارى، الأغبياء يعبرون فيعاقبون» (أمثال 27 ).

ويؤكد الكلام بتوسع يشوع بن سيراخ فيقول: «أعطِ الطبيب كرامته لأجل فوائده، فإن الرب خلقه. لأن الطب آتٍ من عند العلى، وقد أفرغت عليه جوائز الملوك. علم الطبيب يُعَلّى رأسه، فيُعجَب به عند العظماء. الرب خلق الأدوية من الأرض، والرجل الفَطِن لا يكرهها. أليس بِعود تحول الماء عذبًا حتى تعرف قوته. إن العلى ألهم الناس العلم لكى يُمَجَّد فى عجائبه. بتلك يشفى ويزيل الأوجاع، ومنها يصنع العطار أمزجة وصنعته لا نهاية لها. فيحل السلام من الرب على وجه الأرض» (سفر يشوع بن سيراخ 38: 1-8).

ولقد أقر هذه الحقائق السيد المسيح بقوله: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى» (إنجيل متى 9: 12؛ إنجيل مرقس 2: 17؛ إنجيل لوقا 5: 31) لذلك فإن أوامر الإنجيل صريحة وحاسمة فالصلاة تسير جنبا إلى جنب مع الحذر وإرشادات الأطباء، لأن هذا يرضى الرب الذى قال: «لا تتقاعد عن عيادة المرضى، فإنك بمثل ذلك تكون محبوبًا» (سفر يشوع بن سيراخ 7: 39).
نقلا عن المصرى اليوم