بعد المخاوف الكبرى التي أثارها الأسبوع الماضي عالم متخصص في الأحياء الدقيقة بتحذيره من أن استنشاق البخار الناتج عن تدخين أحد الأشخاص يشبه "البصق في الوجه"، خرج دكتور نيال بينويتز، الأستاذ المتقاعد في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، ليقول إن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" لن ينتشر في بخار السجائر الإلكترونية ما لم يسعل الشخص المدخن عند الزفير.

 
وأضاف دكتور نيال أنه لا توجد أدلة كافية لإثبات أن البخار الناتج عن تدخين السجائر الإلكترونية يمكن أن يحمل قدراً كافياً من الجراثيم لإصابة الغير، موضحاً أن مقدار المخاط واللعاب في البخار يكون محدوداً جداً ومن غير الوارد أن يسبب عدوى.
 
وأظهرت العديد من الدراسات أن فيروس كوفيد-19 يسبب مزيداً من المضاعفات الصحية الخطرة للرجال مقارنة بالنساء، وهو ما جعل الباحثين في الصين يتساءلون عن السر وراء ذلك، وترجيحهم أن يكون للأمر علاقة بميل الرجال أكثر للتدخين، لأن حوالي ثلثي الرجال هناك يدخنون مقارنة بأقل من 5 % من النساء.
 
لكن مسؤولي الصحة العامة أكدوا أنه لا توجد أدلة كافية تدعم تلك النظرية، لاسيما وان البيانات تبين أن 1.4 % فقط من حالات الوفاة بسبب كورونا هناك كانت لمدخنين.
 
وأوردت بهذا السياق صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن دكتور نيال قوله "لا توجد بيانات تدعم النظرية التي تقول إن كوفيد-19 يمكن أن ينتشر من خلال البخار الناتج عن تدخين السجائر الإلكترونية. وما أفهمه هو أن بخار السجائر الإلكترونية الذي يتم استنشاقه يتألف من جزيئات صغيرة جداً من المياه، بروبيلين جليكول، غليسرين وكيمياويات خاصة بالنكهة، وليس قطرات من اللعاب.
 
أما الهباء الناتج عن عملية التدخين فيتبخر بسرعة كبيرة، بينما تكون الجسيمات المنبعثة عند السعال أو العطس كبيرة في الحجم ولهذا تبقى في الهواء لفترة طويلة نسبياً من الزمن. ولهذا لا أظن أن بخار السجائر الإلكترونية يشكل أي خطورة في واقع الأمر من حيث نشر مرض كوفيد-19 إلا في حالة أن سعل الشخص المدخن عند الزفير".