كمال زاخر
3ـ المقدمة (جزء ثان)
يشير الكاتب إلى أن تتبعنا لتاريخ الليتورجية عبر القرون يكشف لنا اتها ليست مجرد نصوص جامدة استقرت عبر الزمن بل هى خبرات تتراكم وتتجه ناحية النمو، شهدت حراكاً اضاف وحذف وعدل، ويجد الباحث نفسه ملزماً بدراسة هذه الإضافات والتعديلات والمحذوفات حتى يعرف، بحسب الكاتب :

أولاً : الدوافع التى حتمت بهذ، إن كانت لاهوتية نتيجة الصراعات العقائدية لمقاومة البدع، أو إن كانت بيئية نتيجة التطور الطبيعى والفكرى والحضارى، أو هى مجرد استعارات من تقاليد أخرى لأقطار مجاورة كان لها تأثير ما فى وقت ما مثل تأثير تقليد سوريا على مصر وتقليد الإسكندرية على روما.

ثانياً : ثم ندرس هذه الإضافات أيضاً حتى نكتشف مدى خضوع هذا النمو وهذا التطور لقانون ما، ثم ارتباط هذا القانون بالتقليد اللاهوتى العام أو العقيدة الإيمانية العامة التى تعيشها الكنيسة.

ثالثاً : ندرس الأثر الذى نجم عن هذه الإضافات ، على المدى البعيد والقريب، على إيمان الشعب وعلى عبادته ونشاطه في متابعة الليتورجيا والإشتراك فيها ووعيها.

رابعاً : ندرس مدى انسجام حركة هذا النمو وهذا التطور وهذه الزيادة أو النقصان الحادث الآن. ثم مدى إمكانياتنا فى التحكم فيها، فإن كان لها ضرورة مُلحة لصالح العبادة وملائمة البيئة وتطورها نستزيدها، لأنه معروف قطعاً لدى كل علماء اللاهوت والتقليد والدراسات الكسية بوجه عام أن النمو صفة طبيعية فى التقليد الكنسى بكل صوره.

خامساً : ندرس أيضاً ما سقط من التقليد الليتورجى عبر القرون، وما تقلص عنه فتجمد وتوقف سواء كان عن إهمال أو عدم دراية أو بحكم التغيير والإنتقال من حكم إلى حكم ومن لغة إلى لغة ومن بيئة إلى بيئة، فنكشفه ونشرحه.

ويستطرد الكاتب : وفى النهاية توضع هذه الأمور كلها تحت التقييم اللاهوتى، وبعد أن تفحص فحصاً مخلصاً يالنسبة لأهميتها فى العبادة والإيمان تُقنن كنسياً حتى تأخذ طابعها الإيمانى العام.

ومازلنا نطالع معاً محتوى المقدمة، حيث يصدمنا الكاتب حين يقترب من واقعنا "السقيم" الذى لايتمشى مع حقيقة الكنيسة لاهوتياً بحسب تعبيره