د. مينا ملاك عازر
في وجهة نظري، أن الحكومة المصرية تأخرت في أن تأخذ إجراءات شديدة ومتشددة تجاه مكافحة فايروس كورونا،وهذا بحسب فهمي البسيط للوضع الطبي والتقني للفايروس، لكنني لا أشك لحظة أنهم ينجحون الآن في مكافحته، وفي منع الشعب المصري أن يلقى نفس مصير الشعب الإيطالي بالرغم أنه من المفترض أن إيطاليا أكثرتقدماً من مصر وكذلك الصين أكثر تقدم منا.

لا أشك أنهم في إطار النجاح، كما لا أشك لحظة بأن الكثير من المواقف التي يتخذها البشر متراخين في أعمالهم تؤدي لكوارث بشرية، هذا الذي يجعلني أقلق من بعض التواني الذي يلحق بنا أثناء القرب من الوصول للحظة النجاح المنشودة والقضاء على الفايروس، لا أجامل الحكومة في وجهة نظري، هي تأخرت بالمقارنة لما قامت بها نظيرتها التايوانية بنجاح رائع خاصة وأنها تقع بالقرب من موطن الفايروس أو قل من حيث أعلن عن وجوده بنشاط وكثافة ووحشية أقصد الصين بالطبع.

ينجحون بفضل إجراءات يتخذونها بشكل بطيء في وجهة نظري، لكن واثقين من أنفسهم، ينجحون بفضل أطباء يتقاضون بدل عدوى 19 جنيه، في وقت يتقاضى القضاة الذينيجلسون الآن في منازلهم، ربما لاتقاء فايروس كورونا، آلاف الجنيهات بدل عدوى، أنا لا أنظر لأحد في رزقه، لكنني أتعجب من تلك الحكومة التي تهمل حق الأطباء في بدل العدوى للآن بالرغم من أنهم على خط النار كما يقولون في الجيش وبالمواجهة للعدو المتربص بنا، ولولاهم بعد الله لما رأينا شفاء في الوقت الذي تريح الجميع وتؤمنهم، وتقدر بدل عدواهم وتحميهم، حتى هؤلاء الذين لا يتعاملون مطلقاً من الفايروس، لا خطر عليهم، هل يغير الفايروس هذا مفهومهم، ويجعلهم يرحمون هؤلاء الغلابة خريجي كليات القمة شكلياً ويعطونهم حقهم الذي قضت به المحاكم، ولم تزل الحكومة تضرب به عرض الحائط.

صديقي القارئ، مصر بلد آمن يقع في شمال شرق أفريقيا ويقطنه شعب تعداده تقريبا مئة مليون غير الأجانب، به أطباء يحتاجون لنظرة من المسؤولين ومن الشعب خاصة الآن، وهم على المحك، فإن كنت لا أعذر هؤلاء الذي توانوا في المنصورة عن الانتقال بالمتوفاة فيما بعد لمستشفى النخيلة للعزل الصحي، والتي كانت مصابة بفايروس كورونا، لكنني لا أعذر أيضا الحكومة إذ لا تقدر هؤلاء وكم الفدائية التي يقومون بها، ولا تعوضهم، نعم هي مهمتهم، ولذا يجب تقديرهم على امتهانهم هذه المهنة كما تقدرون أخطار لا يتعرض لها من يمتهنون مهن أخرى بأموال طائلة.

آخر القول رب ضارة نافعة، تغير المفاهيم والأحوال.

المختصر المفيد احفظ بلادنا يا رب.