كتب – روماني صبري 

 
احتفل محبي المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، أمس الثلاثاء الموافق 10 مارس بعيد ميلادها، حيث ولدت الدغيدي في مثل هذا اليوم عام 1953، وصفها البعض بالمرأة الجريئة والمخرجة المثيرة للجدل، كونها فضحت في أعمالها ذكورية المجتمع ونظرته الدونية للمرأة، بينها وبين المتشددون ما صنع الحداد، يبغضونها وتناهض أفكارهم، انقلبت الدنيا عليها ولم تقعد حين قالت في تصريحات لقناة أجنبية :" الجنس اختيار شخصي ملوش اعتبارات من الآخرين، وهو حق لكل إنسان يمارسه وفقا لفكره وحسب عقليته وعاداته وتقاليده." 
 
الطفولة والشباب 
حكت الدغيدي في أحد اللقاءات التليفزيونية، أن والدها حصل على دكتوراه في اللغة العربية ، وكان يتعامل معها هي وإخوتها بمنطق الصواب والخطأ لا الحلال والحرام ، موضحة :" كلمة حرام وحلال لم نعرفها في تربيتنا ، كان هناك بعض التقاليد التي حرص والدنا أن يغرسها داخلنا مثل الأخلاق، وكل إخواتي نفس الأفكار ، ومكنش في بنات محجبات وقتها ، كنا بنلبس الميني جيب والقصير ، ولما ماما كانت تقوله ألحق بناتك لابسين قصير ، يقولها : مش كل البنات في جيلهم لابسين كده .
 

أعمالها 
 تخرجت الدغيدي في المعهد العالي للسينما عام 1975، وخطت أولى تجاربها الإخراجية عام 1985، تعد أول امرأة تخرج أفلاما روائية طويلة في مصر، وأخرجت 16 فيلما روائي طويل، دخلت مجال الإنتاج السينمائي عبر شركة "فايف ستارز" وأنتجت 7 أفلام روائية وهي : استاكوزا ، دانتيلا،  الوردة الحمراء، كلام الليل، الحكاية دول حكاية مع المخرج أحمد السبعاوي الذي قام باستبدال المخرجة إيناس الدغيدي به - مذكرات مراهقة،  الباحثات عن الحرية، ما تيجي نرقص، وجميعها من إخراج إيناس الدغيدي، ولاقت بعض أفلامها جدلاً حادا من البعض بدعوى الموضوعات أو المشاهد.
 
 
أول مخرجة سينمائية في مصر 
لم يكن الطريق أمام الدغيدي مفروش بالورود، حين قررت الالتحاق بمعهد السينما، حيث حاول إقناعها رئيس قسم الإخراج وقتها بأن مهنة الإخراج تقتصر فقط على الرجال، ولإيمانها بنفسها لم تنصاع له، لتصبح أول مخرجة سينمائية في مصر، وحول الحديث عن هذا تقول الدغيدي :" هيذكرني التاريخ غصب عن عين أى حد.. أنا أول وحدة خليت السينما المصرية تؤمن أن تكون المرأة مخرجة أنا اللي فتحت الباب ده .. أفلامي ستكون أفضل مما كنت عايشة".
 
رخصوا الدعارة 
خلال مقابلة تليفزيونية  كشفت عن رأيها القاضي بالسماح بترخيص مهنة الدعارة في مصر، حيث تعتقد أن السماح بها قانونيا يمنح الدولة الإشراف الطبي والجنائي على ممارسي هذه المهنة الغير قانونية حسب القانون المصري، بدلا من ممارستها في الخفاء ونشر الأمراض، وقد تعرضت لحملة ضدها من معارضين لما اقترحته.
 
 
لا للإخوان 
لطالما ناهضت الدغيدي أفكار جماعة الإخوان الإرهابية وجرائمهم في حق الشعب، فخرجت في تظاهرات 30/6  لتؤكد رفضها لصفقة  محمد مرسي العياط  بتسليم 60 كيلو من سينا لحركة حماس الفلسطينية ، وقتل الشباب أمام قصر الاتحادية من قبل الموالين لجماعته، وكذا لإشادة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة به ، وتخابره مع جهات أجنبية ضد وطنه مصر ، وكذلك تزويره الانتخابات الرئاسية وتعاونه مع مطابع الأميرية وتقديم رشاوى للفقراء مثل الزيت والسكر ، والهجوم على المعارضين دون دليل ، والإفراج عن قتلة المفكر فرج فودة ، وقتلة السائحين ، وتعيينهم في مناصب حساسة في الدولة مثل وزارة الآثار والداخلية وزارة الثقافة .
 
وأدلت الدغيدي في تصريحات بعد الإطاحة بنظام العياط، أن الفن كان له دورا في التخلص من هذا النظام، بقولها  الفنانين أول من احتجوا على جماعة الإخوان منذ وصولهم للحكم... ورفضت أشارك  في دعوة المعزول  مرسي للقاء وفد الفنانين في الاتحادية." 
 
الجوائز والتكريمات
حصلت الدغيدي، على العديد من الجوائز والتكريمات، من قبل مهرجانات السينما في مصر وخارجها ومنها : جائزة العمل الأول من الجمعية المصرية لفن السينما العام 1985، شهادة تقدير من مجلس نقابة المهن السينمائية العام1986،  جائزة تقدير من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، جائزة من المهرجان القومي الحادي عشر للفنون المصرية،جائزة أحسن إخراج من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الثالث عشر عام 1997، جائزة الإنتاج المتميز من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الثالث عشر العام 1997، شهادة تقدير من مهرجان بيونج يانج السينمائي الدولي وجائزة أحسن إخراج عن فيلم دانتيلا العام 1998 ، جائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جائزة شكر من مهرجان بيروت السينمائي العام 2001،جائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام 2004، شهادة تقدير من مهرجان جمعية الفيلم السنوي الثاني والثلاثون لجمعية السينما 2005 وغيرها من الجوائز.