إعداد وتقديم : بيتر عاطف 

تعليق صوتي – فادي إبراهيم

 كانت الحروب في الماضي تحدث لاسباب عديدة مثل توسيع حدود الدولة او الاستفادة من موارد الدول الاخرى ,
والحروب الان تحدث للاستفادة من مصادر الطاقة,
لكن الحروب في المستقبل كما هو متوقع من كثير من العلماء ستكون بسبب مصادر المياه ,
فهل من الممكن حدوث ذلك ؟
تواجه مصر الان مشكلة وهي بناء اثيوبيا لسد النهضة الذي ترى دولة مصر انه يشكل خطرا عظيماً عليها ,
سنوضح في هذه الحلقة كل المعلومات عن سد النهضة الذي يقام في اثيوبيا وما هي خطورة هذا السد على مصر .
 
التتر
 
تشكل المياه (71%) من كوكب الارض ,
لكن معظم هذه الكمية من المياه هي مياه مالحة ,
حيث تشكل المياه المالحة (97.2%) من المياه على كوكب الارض ,
ونسبة المياه العذبة هي (2.8%) من المياه ,
اذا كانت هذه النسبة تبدو قليلة ,
فهاك خبر سئ اخر هو ان (2.1%) من المياه العذبة هي عبارة عن مياه متجمدة في القطب الشمالية والقطب الجنوبي
ومعنى ذلك ان باقي المياه العذبة هي (0.7%) 
واذا كانت هذه النسبة تبدو قليلة ايضا ,
فهناك خبر سى اخر هو ان نصف المياه الباقية هي مياه جوفية وليست مياه انهار,

ومعني ذلك ان نسبة المياه العذبة الموجودة في الانهار في العالم كله هي (0.35%) من المياه على كوكب الارض,
ليس هذا هي الخبر السئ الوحيد لكن كمية المياه العذبة تقل تدريجيا كل عام وذلك بسبب التغيرات المُناخية والتلوث الذي يضر البيئة مما يؤدي الى نقص مصادر المياه العذبة في كل عام ,
يعتبر نهر النيل هو اساس الحياة في مصر لان مصر تعتبر دولة صحراوية حيث (96%) من مساحة مصر عبارة عن صحراء لا يوجد بها مصادر للمياه ,
وكمية المياه التي تصل مصر سنويا هي (59 مليار متر مكعب من المياه ) منهم (55 مليار متر مكعب) تأتي من نهر النيل , والباقي وهو ( 4 مليار متر مكعب ) تأتي من مصادر اخرى مثل الامطار والمياه الجوفية وتحلية مياه البحر ,
وذلك يوضح اهمية نهر النيل لمصر حيث هو مصدر المياه العذبة الرئيسي لمصر ,
يمر نهر النيل في 10 دولة افريقية هي ( بوروندي ورواندا وتنزانيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان ومصر ) 
جميع الدول تعرف بأسم دول المنبع لانها ينبع منها نهر النيل لكن مصر تعرف بدولة المصب و ذلك لان مصر هي التي ينتهي عندها نهر النيل ,
وأي مشروع تقوم به مصر على نهر النيل لا يؤثر على الدول الاخرى , لكن اي مشروع تقوم به اي دولة من دول المنبع على نهر النيل سيؤثر على باقي الدول ,
ونصيب مصر سنويا من مياه النيل هو ( 55 مليار متر مكعب من المياه ) حسب اتفاقية 1959 بين مصر ودول نهر النيل 
ويوجد مصدرين لمياه نهر النيل التي تصل لمصر هما النيل الازرق والنيل الابيض ,
النيل الابيض يمد مصر بحوالي ( 16 %) من المياه ,
والنيل الازرق الذي تريد اثيوبيا ان تبني السد عليه يمد مصر بحوالي ( 84 % ) من المياه ,
اذا اثيوبيا هي اكبر مصدر لمياه نهر النيل لمصر ,
بدأت اثيوبيا تخطط لبناء السد منذ عام 2001 واستغلت اثيوبيا انشغال مصر بأحداث ثورة 25 يناير في عام 2011 وبدأت في بناء السد ,
وتكررت تاريخيا استغلال الدول للاحداث الكبرى في الدول الاخرى لتحقيق اهداف شخصية في قضية المياه ,
فمثلا في العراق قبل عام 2003 قبل احتلال امريكا للعراق كانت حصة العراق من مياه نهرين دجلة والفورات هي (100 مليار متر مكعب من المياه ) وبعد غزو العراق استغلت تركيا الاحداث وقامت ببناء سدود على نهرين دجلة والفورات وقلت حصة العراق في المياه واصبحت (30 مليار متر مكعب فقط ) بعد ان كانت (100 مليار) 
وهذا تماما مثل الذي فعلته اثيوبيا مع مصر ,
اذاً ما هي خطورة سد النهضة على مصر وكيف سيؤثر على مصر ,
تم الى الان الانتهاء من بناء حوالي (70%) من سد النهضة ,
سد النهضة سيقوم بتخزين (74 مليار متر مكعب من المياه) لتوليد الكهرباء  وبذلك سيصبح هذا السد هو اكبر سد لتوليد الكهرباء في افريقيا ,
وتريد اثيوبيا ان تخزن هذا الكم من المياه في خلال 3 سنوات ورفضت اقتراح مصر في تخزين المياه في 7 سنوات لتقليل الضرر على مصر ,
حيث اظهرت دراسات مصرية ان اذا قامت اثيوبيا بملئ السد في خلال 3 سنوات فستبور حوالي (51%) من الاراضي الزراعية المصرية ,
لكن ستقل هذه النسبة الى (17%) اذا قامت اثيوبيا بملئ السد في 7 سنوات ,
لكن تستمر اثيوبيا التمسك بملئ سد النهضة في 3 سنوات
وبذلك تخالف اثيوبيا الاتفاقيات الدولية بين دول نهر النيل التي تنص على موافقة جميع الدول على المشاريع المقامة على نهر النيل 
ومن اهم تلك الاتفاقيات الدولية هي اتفاقية اديس ابابا عام 1902 التي قدم امبراطور اثيوبيا وعداً لمصر والسودان بأن اثيوبيا لن تقوم بأي مشروع على نهر النيل الا بعد موافقة مصر والسودان 
وايضا اتفاقية عام 1929 وقعت بريطانيا اتفاقية مع الحكومة المصرية وكانت بريطانيا تنوب عن دول اوغندا وكينيا وتنزانيا ,
واعطت هذه الاتفاقية الحق لمصر بالاعتراض على اي مشروع يقام على نهر النيل يضر مصالح مصر, 
ثم جاءت اتفاقية 1959 التي تحدد حصة مصر من مياه النيل هي ( 55 مليار متر مكعب )
لكن دول نهر النيل واثيوبيا لا يعترفون بتلك الاتفاقيات الان ويرون ان مصر تأخذ كميات كبيرة من المياه ,
لذلك اقامت دول نهر النيل اتفاقية جديدة في عام 2010 تعرف بإتفاقية (عنتيبي) التي اقيمت في دولة اوغندا ,
ونصت تلك الاتفاقية على الغاء الاتفاقيات القديمة لنهر النيل وتقليل حصة مصر والسودان من مياه نهر النيل ,
ورفضت مصر والسودان تلك الاتفاقية , ووافقت عليها خمس دول هي (إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا ),
 
ومن المؤكد ان هناك دول معادية لمصر تحاول استغلال تلك الظروف ضد مصر ,
فقد قام وزير خارجية اسرائيل في شهر سبتمبر عام 2009 بزيارة اثيوبيا واوغندا وكينيا في زيارة كانت الاولى من نوعها ,
حيث كان معه عدد كبير من رجال الاعمال الاسرائليين الذين قاموا باستثمارت  في اثيوبيا بحوالي 300 مليون دولار ,
وفي عام 2008 قطعت اثيوبيا علاقاتها مع قطر بسبب بعض الخلافات ,
لكن في عام 2012 بعد عام واحد من بداية اثيوبيا في بناء سد النهضة عادت العلاقات بين اثيوبيا وقطر وفي عام 2017 قام امير قطر بزيارة اثيوبيا ووصلت استثمارات قطر في اثيوبيا الى حوالي 500 مليون دولار ,
وفي السنين الاخيرة زادت استثمارات تركيا في اثيوبيا الى ان وصلت الى 3 مليار دولار وهذه الاستثمارات وفرت حوالي 30 الف فرصة عمل للشعب الاثيوبي ,
والغريب في الامر هو موقف الحكومة السودانية بعد انا كانت رافضة تماما لمشروع سد النهضة , تغير موقفها في عام 2013 الى تأييد تام لسد النهضة عندما اعلن الرئيس السابق للسودان (عمر البشير ) دعم السودان للحكومة الاثيوبية في قضية سد النهضة , وان السد سيكون سبب في حدوث تقدم اقتصادي للسودان ,
وجاء هذا التحول في رأي الحكومة السودانية بعد زيادة استثمارات تركيا في السودان التي وصلت الى 500 مليون دولار في عام 2015.
 
نهر النيل هو اساس قيام حضارة مصر وهو شريان الحياة لمصر 
واي نقص في مياه نهر النيل ستسبب خسائر كبيرة جدا لمصر في جميع مجالات الحياة ,
ومن واجبنا ايضا تقليل استهلاك المياه للمحافظة عليها ,
شكرا لمتابعتكم لنا , ولا تنسوا الاشتراك في القناة والضغط على زر الاعجاب  
 
 
المصادر
تقرير اللجنة الدولية لسد النهضة

مصر ومشكلة مياه النيل أزمة سد النهضة – د. زكي البحيري

المياه والسلام والحرب: مواجهة أزمة المياه العالمية
- براهما تشيلاني

نهر النيل نشأته وإستخدام مياهه فى الماضى والمستقبل - د. رشدى سعيد