كتبت – أماني موسى
قالت د. أمل الهزاني، من الرياض، أن ما يشهده العالم الآن من ظرف صحي طارئ وغير مسبوق هو السبب في انهيار المنظومات الصحية حول العالم، والأمر غير مرتبط بتقدم بلد وتأخر أخرى.
 
وأضافت في لقاءها ببرنامج "نيران صديقة" المقدم عبر شاشة سكاي نيوز عربية، إيطاليا وأسبانيا وهم دول معروفة بتطور منظومتهم الصحية وقدرة هذه الأنظمة على استيعاب المرضى في ظل الظروف العادية، ولم تكن هذه المنظومة على استعداد أن تتلقى كل هذه الأعداد التي تتخطى الآلاف فجأة، والوباء تفشى في شمال إيطاليا، وطبيعة المجتمع الإيطالي قريبة إلى حد كبير من المجتمع الخليجي حيث البيت الواحد به 3 أجيال من الأحفاد للأجداد، ولذا وقعت الإصابات الأكثر بين كبار السن.
 
لا يوجد دولة بالعالم تستطيع استقبال مئات الآلاف من المرضى لعلاجهم دفعة واحدة
وتابعت، أصيب نحو مليون ولا يوجد دولة بالعالم تستطيع أن تستقبل مليون شخص للعلاج، فلذلك السياسات لكل حكومات العالم الآن هي التباعد وعدم الاختلاط الاجتماعي تجنبًا لنشر العدوى وتفشي الوباء، ولذلك هذا يفسر اضطرار الأطباء في إيطاليا إلى انتقاء من سيتم علاجه ومن سيتم تركه لمصيره ليواجه الموت، والحقيقة ليس لديهم خيارات أفضل.
 
الكثير التزموا بمنازلهم خوفًا من خطورة الوضع
ولفتت إلى أن هناك تباين كبير بين أداء الحكومات في مواجهة الفيروس ووعي الناس، فكثير من الأفراد يرفضون الامتثال في بيوتهم ويرفضون تنفيذ تعليمات منظمة الصحة العالمية، وهناك على الجانب الآخر كثيرين يشعرون بالخوف الحقيقي ومن ثم ملتزمون بمنازلهم، خاصة في ظل تصاعد الأعداد للوفيات والإصابات بالفيروس حول العالم.
 
مع ضرورة أن يتم مراجعة كافة الأنظمة الصحية بالعديد من الدول، ومراجعة الأخطاء والإخفاقات لتجنبها في وقت لاحق.
 
تفشي الفيروس في أوروبا فاجئ الكثيرين
وفي ذات السياق قالت د. نجاة عبد الحق، من برلين، البعض اعتقد أن سبب تفشي الإصابات بالفيروس بين مواطني الدول الأوروبية هو تأخر اتخاذ الإجراءات الوقائية، لكن لا بد أن نعرف أن النظام الصحي الإيطالي يختلف عن النظام الصحي الألماني ويختلف عن الألماني والبريطاني، وأنا أفهم أن هناك حالة في أوروبا تفاجئ الجميع والبعض يرجعها للتقصير.
 
استهان أهل إيطاليا بالإجراءات وقالوا أن الأمر ليس خطيرًا فتفشى الوباء
وتابعت، ما حدث في إيطاليا هو نتيجة إهمال المتابعة للإجراءات الوقائية من قبل رؤساء البلديات مثل ميلانو وغيرها حيث استهان أهلها بإجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي، وقالوا أن الأمر ليس خطيرًا وهنا كان الخطأ الكبير الذي أودى بحياة الآلاف من الإيطاليين.
 
النظام الصحي في ألمانيا قوي والألمان بشكل عام شعب صحي
وأردفت أن ألمانيا بلد غير مركزي وكان بها كمية توعية عالية جدًا، والوفيات قليلة نسبيًا، والنظام الصحي في ألمانيا قوي والألمان بشكل عام شعب صحي، ولكن تجدر الإشارة إلى أن أعظم نظام صحي بالعالم لا يستطيع وقف العدوى ولكن هدفنا إبطاؤها.
 
تجهيز ساحات عامة بأوروبا لتصبح مستشفيات ميدانية لتلقي العلاج
والآن يتم تجهيز ساحات عامة لتصبح مستشفيات ميدانية لتلقي العلاج، وسرعة الفحص تقي من تطور الحالة والتسبب في الوفاة، مؤكدة على ضرورة مرادعة الأنظمة الصحية بالعديد من البلدان، وأحد الانتقادات الواسعة جدًا للنظام الصحي بأوروبا هو عمل خصخصة بالنظام الصحي بعدما كان عامًا متوفر لكل المواطنين الألمان، والقطاع الصحي في ألمانيا يعاني من نقص الممرضين.
 
وأوصت بضرورة مراجعة الجانب الاقتصادي نظرًا للفارق بين رواتب الجنود وبين رواتب الأطباء والممرضين بألمانيا، وبينهم فرقًا كبيرًا، وعليه يجب مراجعة الأمر ودعم النظام الصحي بات ضرورة وليس رفاهية.