كتب : سليمان شفيق

أنا اللي بالأمر المحال اغتــــــــــــوي

شفت القمر نطيت لفوق في الهـــــوا
طلته ما طلتوش إيه انا يهمنـــــــــي
و ليه .. ما دام بالنشوة قلبي ارتوي
عجبي !!
كلما نظرت خلفي اشعر بالفخر واذا نظرت امامي اشعر بالخوف !!
 
 
كانت طفولتي تركض امامي هذا الصباح ، احاول مراجعة 2019 ، اختلطت السنوات منذ تفجر الوعي الاول ..منذ ستين عاما حينما كان عمري سته سنوات، ليلة راس السنة ، امي تصطحبني للكنيسة ، تخشي ان انام فتحفزني بأن بابا نويل لو اتي وانا نائم لن انال هدية ،وكانت هديتي رؤية الروح من خلف بخور الشورية وحضن أمي ، وفي سنوات الوعي الثاني حينما كنت خمسة عشر عاما كنت لا انام ايضا ولكن كانت هدية بابا نويل سجارة وكأس ، وبعدها بسنة ..عرفت طعم القبلة الاولي ، واول رائحة لانفاس انثوية. 
 
من انا ؟  وما علاقة الزمان بالمكان ب الانا ؟ تساؤلات تلاحقني منذ نصف قرن دائما في ليلة رأس السنة وفي مطلع كل عام جديد  ، سنوات كانت تسكرني الصلاة والرياضات الروحية واخري اسكرتني المشروبات الروحية ، أو عشق كأس معتق من حب ، وسنوات عدة قضيتها في زنزانة السجن او خندق القتال وفيهما كنت اشعر انني عدت الي رحم امي.. انتظارا للولادة الجديدة في وطن ظللت احلم بة ولم اراه ، وها انا في سجن الجسد وسكرة ألم المرض ابحث عن 2019 ، لا اتذكر منه سوي الم الحب ، نعم ان تحب فأنك تتخطي نفسك ، وتبحث عنها في غيرك ، وتتألم ان تعيد نفسك لنفسك ، كانت 2019 حلم لم اعيشة ولم انام حتي اراه ، عام مثل كل عام في رحلة في رحلة البحث عن معني للحياة وللحب وللالم وللحرية في الجسد او خارج الجسد، بالروح نحيا وبالجسد نعيش.
 
كلما نظرت خافي شعرت بالفخر وكلما نظرت امامي شعرت بالخوف ، واحلامي تتناثر كالمياة من بين اصابعي ، ولا ارتوي الا من رحيق عذوبة مضت ، لست ادري هل أنين العمر ام هواجس الجسد ، ام وجع الروح ، كان الانتماء راس الحكمة ولكنة صار راس المخافة، واصبح الوطن حلم من احلام الكري و صار الزمن عشرين دواء وداء ، وانتظار مالا ينتظر ، ولم يتبقي من حب الحياة سوي الكتابة بحثا عن معني للحياة وربما الرزق.

واردد مع توفيق زياد :
أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي
وقفت بوجه ظلامي
يتيما، عاريا، حافي
حملت دمي على كفي
وما نكست أعلامي
وصنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافي
أناديكم... أشد على أياديكم!