قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن الاحداث التى نمر بها الآن لم يشهدها أحد من قبل بسبب انتشار فيروس كورونا، موضحا أنه سيلقى رسالة روحية يومية خلال الفترة المقبلة.

وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني - في رسالته الأولى التى بثها اليوم عبر تقنية الفيديو - إن ما نمر به هو فترة إستثنائية ولابد أن نعرف أن الله خلق الانسان وأن حياة البشر مرت بمراحل عديدة ومنطورة على مدى التاريخ الإنساني، موضحا أن الانسان خلال الأزمان الأخيرة أصبح عابدا لذاته وصار لا يري إلا نفسه، وبدأ يتهاون في حق الله ويبتعد عنه وينحدر إلى القاع رغم كل طرق التطور التى يشهدها العالم حاليا.

وأضاف البابا تواضروس الثاني إن في الآونة الأخيرة ظهر الالحاد والعنف والاباحيات والأنانية وأصبح كل إنسان يحيا وفقا لرغباته وأهوائه، ومن هذه الضعفات تولد عند الإنسان مشاعر خطيرة مثل الاحباط والخوف والحيرة والشعور بالذنب والاكتئاب والانتحار، وصار العالم وكأنه خاليا من الله وصار المخلوق وكأنه بلا خالق.

وتابع قائلا، إن الله من كثرة محبته للبشر أراد أن يوقظ الإنسان حتى لا يفنى بسبب شروره، وكان هذا الانتشار المفاجئ والسريع جدا لفيروس كورونا، وأن العالم كله بات لا حديث له إلا عن هذا الفيروس، وأصبحت دول تتحول بالكامل إلى حجر صحي.

وأشار إلى أن هذا الفيروس صغير جدا ولكنه صنع هذا العمل وأصبح يوجه رسالة للانسان يقول له فيها "أنت ضعيف إيها الإنسان" رغم كل مظاهر التحضر والتطور، لافتا إلى أنه هذا الوقت لا أحد يفكر إلا في هذا الأمر وهو زمن للتوبة وطلب الرحمة من عند الله، موضحا أنه سيبدأ حلقات بعنوان "كيرليسون" لتكون للتأمل خلال الفترة المقبلة.

ونوه إلى أنه سيتأمل في قطعة الصلاة التى تقال في نهاية كل صلوات السواعي بالاجبية وهى "ارحمنا يا الله ثم ارحمنا يا من في كل وفي كل ساعة".