محمد حسين يونس

الحياة يجب أن تسير .. و من المفترض أن يقوم كل منا بدور .. و إلا حدثت فوضي .. و حبس الناس في منازلها  لن يمنعهم من الإحتكاك بالأخرين .. من أجل إستمرار حياتهم ..
 
 ستشترى إحتياجاتك .. و ستذهب للدكتور و الصيدلية .. و ستحضر مصاريفك من البنك .. و ستدفع إستهلاك الغاز و الكهرباء و المحمول و النت .. و لا تقول  لي (أون لين ) .. فمعظمنا لا يتقن هذه اللعبة و لا يثق فيها .. 
 
و كل هذه الأنشطة يقوم بها أفراد لا يمكن الإستغناء عنهم .. ستتراكم القمامة ..لو توقف الزبالون عن العمل .. و ستزداد الجرائم لو أقفل قسم البوليس  أبوابه .. و سنجوع لو لم تكن هناك خضروات و فاكهة و عيش و لحوم .. و ملح و سكر و شاى .و سنعيش في ظلام لو لم يكن هناك كهرباء و عزلة  لو سقطت شبكة التليفونات .. أو إنقطعت المياة .. أو غرقت الشوارع بمياة الصرف الصحي . 
 
 علي العكس هناك وظائف غير حيوية  للمجتمع ..مثل نواب البرلمان و  موظفي الحكومة عموما  .. خصوصا بتوع الضرائب و التأمينات .. و القضاء .. والبيئة ..و الأفندية اللي بيترصوا في الشارع في إنتظار مرور التشريفة .. و بتوع الإعلان .. و الميديا .. و الصحافة .. و المدرسين  بتوع السناتر .. و الفقهاء و رجال الدين .. و من يبني العاصمة الجديدة و خطوط المترو و الكبارى و الطرق و الأنفاق ..
 
 كل هؤلاء .. يقعدوا في البيت إسبوع إسبوعين شهر شهرين بما في ذلك أغلب وزراء الحكومة .. الدنيا مش حتطربق .. لكن عم خليل جامع القمامة .. أو أم بخاطرها بياعة الخضار ..أو الست سنية الممرضة ..أو برعي المشرف في محطة توليد الكهرباء  فلا غني عنهم . و لو قعدوا في بيوتهم الحياة سوف يتغير نمطها . 
 
 للأسف هؤلاء الجنود المجهولين .. أغلبهم لا يمتلك رفاهية المكوث في المنزل .. لانه عايش يكسب ثمن عشاة كل صباح .. و لما تقوله الحكومة .. حنديك 500 جنية .. حيضحك .. دول حيخدهم أى حد إلا من يستحقهم ..
 
 لقد كشفت الكورونا .. هذا المجتمع .. و أظهرت أن من يمتلكون الأموال و النفوذ و السلطة( برازيت ) .. لو إعتكفوا .. فالحياة ستكون أفضل .. 
 
و أن الفقراء المعدمين الذين يجهدون لكسب عيشهم .. لا إستغناء عنهم .. إنها الحيرة .. التي تؤدى إلي فقد رؤية الطريق ....  فمن المستحيل عزل الناس .. في مجتمع الضياع  غير الناضج  هذا مهما  حاولت بالنصيحة و الإرشاد و إغلاق المدارس و الجوامع و الكنائس .. والقهاوى و السينيمات ... نحن في مأزق .. صدقوني