د. مينا ملاك عازر

أستيقظ الزوج ذات صباح وذهب الى الحمام  ليغسل وجهه، نظر الى المرآه فإذا بوجهه مليء بالرسومات بمختلف الألوان، كانت زوجته الصغيرة  الطفولية

  البريئة القلب،  قد خربشت قليلا على وجهه  النائم، كانت قد فعلت ذلك بحب كبير، طامعة في الصباح أن تضحك عليه، فيركض خلفها  ويمسكها ويلعبون ويلهون سوية، ثم يعانقها ويخبرها  بأنه يحبها ثم يضحكها على وجه نفسه؟؟؟ طيلة اليوم، هكذا كانت تحلم تلك المسكينة، عندما فعلت ذلك في الليلة الماضية، غسل وجهه وهو غاضب،  ثم توجه الى المطبخ ليشرب القهوة التي اعتادها كل صباح، حيث كانت لم تعدها زوجته البريئة، أرادت أن تشاجره قليلاً طمعاً في بعض  الرومانسية التي طالما رأتها في الافلام وقرأتها في بعض الروايات ، لكنه حين لم يجد القهوة  زاد غضبه ذهب إليها، ابتسمت في وجهه ظنت  بأنه سيضحك في وجهها ويعاتبها معاتبة الاطفال  الصغار،  لكنه صرخ في وجهها وصفعها حتى طرحها أرضاً، "أنا لم أتزوجك لألعب معكي،  أنا رجل ولست طفلاً صغيراً،  تزوجت لأكون أسرة، لأنجب أولاداً،  لأكون رجلاً في أعين الكل، هل جننتي؟  تريدين أن تعيشي قصة حب وغرام ورومانسية، افيقي فأنت لستي بطلة أحد تلك الأفلام،  وتلك الروايات التي كنتي تقرئينها،  قد أنتهى زمنها، فهي لا تصنع البيت ولا الطعام، ولا تربي الأولاد "
 
قال هذا وهو يصرخ في وجه المسكينة ثم قال لها وهي تبكي "اليوم سأعزم أصحابي إلى الغداء،  اريد أن يكون كل شيء جاهز عندما أحضر، هل فهمتي؟  ويا ويلك اذا وجدت نقصا منك " وخرج وهو  يرى نفسه السيد الآمر الناهي في البيت،  يرى نفسه السيد الذي لا تخرج زوجته عن  طوعه،  تركها مكسورة مخذولة تبكي بشده حتى أنها لم تستطع أن تتنفس جيداً فهي مريضة، وحين تبكي يكاد ينقطع نفسها، وهي تسرع في تحضير الطعام ،  والدموع لا تفارق خديها ، لم يكفيه كونه فعل ما فعله بها، بل قص على أحد رفاقه ما حدث في الصباح وهو يضحك ويقول : " قال حب ورومانسية زوجيه قال ،  هكذا يجب  معامله النساء يا صاحبي،  وإلا لن تتعلم المسؤولية  أبداً،  ولن تكون أماً صالحة، عليها أن تعلم أن الزواج ليس ما تشاهده أو تقرأ عنه "
 
لكن لحسن الظن أن صديقه ذاك حكيماً عاقلاً لم يكن مثله،  بل لم يسمح له بإكمال الحديث،  وقاطعه قائلاً " أي رجلاً انت؟ ما كل هذه القسوة؟ أهكذا تعامل زوجتك؟ أهكذا يكون الزوج الصالح؟  فهي كالوردة البيضاء عليك ان تعاملها برفق، وأن تكون لطيفاً معها، تداعبها ولا تكسر بخاطرها، ويحك يا رجل ما ذكرته قبل قليل من طبخ وتربية للأبناء هو في الأصل من بسيط وظائفها، وكونك حنوناً ولطيفاً معها يزيدها حباً وشغفاً، لكنها ليست خادمة لديك ولا جارية، عد إلى رشدك وتب الى الله وعد الى زوجتك  وأكرمها ولا تحزنها بعد الآن. 
 
والآن فلنتوقف وعليكم أحبائي القراء أن تنتظرونا المقال القادم لنعرف ماذا جرى؟ وماذا كان رد فعل الزوج على ما قاله صديقه له؟
المختصر المفيد ردود أفعالنا تغير حياتنا.