منذ زمن بعيد اتأمل ماهو شعور مريم العذراء والنسوة ويوحنا تحت الصليب ؟
سليمان شفيق

كانت مريم  تسمع عويل النساء بنات أورشليم، يَنُحنَ على شباب هذا الذي يُساق كحملٍ صامت.. عميقة الإحساس والشعور، لأنّها، من بعد المسيح، أقرب خليقة إلى الله. ... هذه النفس الحزينة، الواقفة على جبل الجلجلة، عند صليب يسوع، هي مريم أمّه: “وكانت واقفة ... هذا السيف الذي اجتاز مرارًا في نفسها، ها هو اليوم يبلغ إلى أعماق قلبها: “ابن العذراء طُعِن بحربةٍ.

ورغم كل الاتهامات والادانات التي ادت الي الصلب والعار فقد وقفت الام والنسوة ويوحنا تحت الصليب ، لا يتألمن مثلة ولكنهم كانوا يريدون ان يصل الية انهم معة ومؤمنين به مهما قيل ، لم يكونوا يعرفون ان القيامة قادمة ، ولكنهم كانوا معة ومن أجلة .

هكذا نحن الان نتضامن مع من جرحوا من أجلنا ، ووجهت لهم الاتهامات من البعض والادانات من البعض الاخر ، ولكننا يجب ان نقف مع يوحنا وأمهات رامي كامل وكل من قدم للصلب في القرن الحادي والعشرين ، ووضعوا له اكليل شوك الاتهامات ، وطعن بحربة من يريدون اسكاته ، ونؤمن بالقيامة القادمة ، ولكني اجد البعض الان يتجادلون بعد القبض علي رامي ، بحزن مثلما كان تلميذي عماوس في طريق العودة من القدس .

وكان التلميذان يتجادلان، حزينين وفي حالة خيبة أمل وحيرة ولم يعرفا على يسوع القائم "لما دَنا مِنهُما وأَخذَ يَسيرُ معَهما " وظنا انه "غريب"، واما يسوع في رأيهما فإنه نبيٌ وقائدٌ سياسيٌ وعسكري،وعليه فقدَ التلميذان مغزى أعظم حدث في التاريخ،ولذلك فعندما مات يسوع فقدا كل رجاء ولم يفهما ان موت يسوع قدّم لهما أعظم رجاء ، فابتعدا عن الجماعة المؤمنين في اورشليم. وبرغم شهادة النسوة ونبوات الكتاب المقدس عن هذا الحدث، الا انهما لم يؤمنا، لقد تطلب الامر وجود يسوع حيّا وسطهما.
 
وقتها بدأ يسوع تعليمه  معهما بأسلوب حوار عن طريق طرح اسئلة : " ما هذا الكَلامُ الَّذي يَدورُ بَينَكُما وأَنتُما سائِران"، ماذا حدث؟ مما ساعد تلميذي عماوس على التعبير والتنفيس عن حزنهما وكأبتهما وخيبة املهما وتوضيح ما يجول في داخلهما من افكار وآراء. كان التلميذان يريان في يسوع "النبي" الذي يشبه ايليا او وليس يسوع الرب القائم، ويتوقعان منه قائدا سياسيا وعسكريا ولم يدركا انه المسيح الذي جاء ليخلص النفوس، "وكُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل".
 
ولكن مشاركة يسوع في كسر الخبز : "ولمَّا جَلَسَ معَهُما لِلطَّعام أَخذَ الخُبْزَ وبارَكَ ثُمَّ كسَرَهُ وناوَلَهما".. فكسر الخبز كانت علامة لحضوره الحي في وسطهم. "فانفَتَحَت أَعيُنُهما وعرَفاه.

هكذا فمن يري في رامي وامثاله قائدا سياسيا سوف يخسر ، لكن رامي انسان مصري مسيحي يجمل بين ثنايا قلبية قضية شعبة المصري ومطالب المواطنين المصريين المسيحيين ، نتضامن معة ونصلي من أجلة ومن اجل امه واخوتة ، ونعود له الى الكنيسة،كما جعل  حضور يسوع الحي من تلميذي عماوس شهوده في الكنيسة وفي الوطن و العالم. "فرَجَعا إِلى أُورَشَليم، فوَجَدا الأَحَدَ عشَرَ والَّذينَ مَعَهم مُجتَمِعين،" وهم يشهدون "إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقاً وتَراءَى لِسِمْعان.هكذا سنشهد قيامة رامي من خلف الاسوار طالت فترة حبسة ام قصرت ، وسيكون رمزا لقضيتة قضية المحبة وسيغفر لكل من ظلموه كما غفر السيد المسيح للجميع لانهم لايعرفون ماذا يفعلون ؟