حمدي رزق
أقدم الملياردير الصينى «جاك ما»، الذى يُصنف كأغنى رجل بالصين، على التبرع لكل دولة إفريقية بـ100 ألف قناع واق، و20 ألف وسيلة كشف عن فيروس كورونا، تبرع صينى كريم، نموذج يُحتذى ومثال.

سيبك من تبرع محمد صلاح الذى يجرى تشييره كالعادة فى مثل هذه المناسبات، ليس مؤكدا، ولم يؤكده صلاح أو المقربون، يفكرك بتبرعه لمعهد الأورام الذى لم يأت بعد، يقينًا ثقيل على النفس، ومؤلم تماما، أن ترزح مصر تحت جائحة كورونا، دون تبرع كريم من مصرى كريم يفتتح باب التبرعات لإعانة الدولة على تغطية الاحتياجات العاجلة لمواجهة الوباء، ماسكات وأقنعة ومطهرات وأجهزة كشف عن الفيروس.

بعض رجال الأعمال المصريين لهم تواجد فى عواصم عالمية، وعلاقات دولية، ومصالح عابرة للحدود، يمكن أن يمدوا وزارة الصحة ببعض احتياجاتها من الخارج، هلا تكرموا بتبرع على هذا النحو، أو يتبرعون بما يساعد الحكومة على الوفاء بالمتطلبات العاجلة.

لا أبغى إحراجا، ولكن هذا وقت التبرع الكريم، صحيح عدد الإصابات لايزال فى الحد الأدنى، وهذا من لطف الله ورحمته، ولكن هناك آلافًا فى مرمى الإصابة، وهناك مئات الآلاف مخالطون، وهؤلاء جميعا فى حاجة إلى عزل وحجر، وهذا يكلف كثيرا، رؤساء العالم يتنافسون على تخصيص المليارات فى مواجهة الفيروس، يواجهون عدوا غاشما متسلحا بعدوى نشطة تجعل مواجهته عبئًا ثقيلًا على الاقتصاديات الفقيرة.

التبرعات التكافلية فى زمن الكورونا مطلوبة وبشدة، إعلان تكافل، فى وقته تماماً، أن الكل فى واحد، وأن الغنى يسكب من دلوه فى دلو الفقير، وأن من فقدوا أعمالهم، خاصة «عمال اليومية»، لهم ظهر وسند، ولهم إعانة حتى زوال الغمة، فقط تمكنهم من توفير الطعام والإيجار وفاتورة العلاج، المطلوب كثير على البسطاء، تحسبهم أغنياء من التعفف.

لا أثقل على رجال الأعمال وحدهم، الدعوة موجهة إلى كل الميسورين، من نجوم الفن والكرة، تبرعاتهم ليست فى قيمتها ولكن فى رمزيتها، فى المعنى الذى يشيع مع كل تبرع، معنى أن نجوم هذا المجتمع، من صنعهم هذا البلد، هم فى قلب هذا البلد، وفى ظهره فى الشدائد. أذكّر بحفلات المجهود الحربى لكوكب الشرق لدعم الوطن بعد النكسة، فقط للذكرى.

المطلوب ليس وقفًا على الأثرياء فحسب، ولكن أذهب إلى صناديق الزكوات والعشور فى المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ادخار الأموال فى زمن الجائحة لا يعبر عن خيرية، الخيرية أن تُخرج هذه الأموال دعمًا للمستشفيات، والمستوصفات، والحجر الصحى، تخرج لإعانة المحتاجين، وإغاثة المتضررين.

ليس هذا وقت بناء المساجد والكنائس، هذا وقت بناء المستشفيات، وقت إغاثة الملهوف، وقت تلبية الحاجات الطبية العاجلة، وتوفير المؤن العاجلة لمن فقدوا أعمالهم، عمال اليومية، هذا المجتمع لابد أن يعيد النظر فى جهوده الخيرية وتبرعاته.
نقلا عن المصرى اليوم