تريزة سمير
لا اقصد عرض تجربة  المجتمع الأمريكي في مواجهة فيروس  ( كورونا) بهدف التعالي والتمييز واظهار الفرق بين المجتمع المصري والأمريكي في مواجهة الوباء،  إطلاقا  وانما لنقل الواقع في هذا المجتمع وما يحدث فيه من اجراءات وقائية الى بلدنا الحبيب مصر ،  سأنقل لكم تفاصيل عشتها وشاهدتها من  ولاية نيوجيرسي  ، حتى نتعلم منها في مجتمعنا المصري ، كان ٢ مارس هو بداية ظهور اول حاله كورونا  بولاية كاليفورنيا،  لم تبدأ اي اجراءات وقائية إلا بعد ظهور ٨ حالات في ولاية واشنطن،  وظهور حالات اخرى في نيويورك،  ومن ثم بدأت المخاوف وترتيب الاجراءات الوقائية وتنفيذها ، ففي بداية الاسبوع الماضي بدأت بعض المناطق التعليمية في ولاية نيوجيرسي بوقف الدراسة لمدة اسبوعين ، وفي نهاية الأسبوع،  تحديدا يوم الخميس الماضي ١٢ مارس ، أعلنت بعض المناطق التعليمية في نفس الولاية وقف الدراسة،  وتم تطبيق القرار على جميع المناطق التعليمية بالولاية ، وذلك يوم الاثنين ١٦ من مارس ، ومع ارتفاع معدل الإصابة بالفيروس في ولايتي نيو جيرسي ونيويورك ، تم اتخاذ قرار وفرض حظر التجوال في ولاية نيوجيرسي  من الساعة الثامنة مساءا إلى الساعة الخامسة صباح اليوم التالي ، وبدأ تنفيذ قرار الحظر ١٦ مارس الجاري

بعد وقف الدراسة،  ووجود وقت طويل بلا دراسة خرج الكثيرون إلى الحدائق العامة ، وخاصة بعد ان كان الطقس مناسب للخروج ، وهنا صدر قرار أخر بغلق الحدائق العامة،  وظهرت قوات  آمنية تراقب اي تجمعات

اما عن تخزين الإحتياجات الأساسية من الطعام وغيرها فبدأت أزمة ظهورها في الأسبوع الماضي ، وبدأ الإقبال الجنوني لشراء الأطعمة ومواد التنظيف ، وفرغت بعض المحال التجارية الكبيرة من البضائع  مثل ( شبرايت - الوليمارت  ) هذا الشكل المخيف استدعى وجود اجراءات تنظيمية من الحكومة وهي تنظيم الشراء ووضع حد أقصى للشراء وخاصة المناديل والمواد المعقمة التي تحد من سرعة انتشار الفيروس

وبعد وجود تجمعات كثيرة للشراء ، رغم المخاوف العديدة من وجود خطر حقيقي قامت المحال التجارية بتنظيم دخول اماكن الشراء وعدم تواجد اكثر من ١٠ او ٢٠ عميل ، على حسب سعة المكان ، وبهذا يقل التجمع داخل اماكن البيع ، أما عن المولات المختلفة والتايم اسكوير في منهاتن،  وغيرها من الأماكن التي تشهد اقبال  المئات والألاف  بشكل يومي فقط تم اغلاقها جميعا ، وفي المطاعم والكافيهات المختلفة تم منع الجلوس ، وعلى من يريد شيء ان يأخذه ويمشي مسرعا ،  نعم توقفت الحياة في أمريكا بشكل مخيف ، ولكن كل تلك الاجراءات تحد من سرعة انتشار فيروس كورونا المميت

اما عن الكنيسة فأصدر الانبا ديفيد اسقف نيوجيرسي ونيويورك قرار  بوقف القداس الإلهي وذلك في ولايتي نيو جيرسي ونيويورك،  وتم تنفيذ القرار على جميع الكنائس الأرثوذكسية في الولايتي .

وعلى الجانب الأخر تجمعني صداقة مع زميلة صينية،  قمت بالاتصال بها فورا بعد ظهور وانتشار الفيروس بشكل مخيف ، أكدت ان الوضع استقر في الصين ، سألتها هل وجدتم العلاج ، قالت لم نجد العلاج حتى الأن نحن فقط نفذنا اجراءات الوقاية المعلن عنها من منظمة الصحة العالمية،  وعدم الخروج من المنزل وقف سرعة انتشار العدوى. 

ارجوكم تلك الاجراءات مهمة جدا حتى نعبر الى الآمان ، اتمنى من الكنيسة المصرية وقف القداسات بشكل مؤقت حتى لا تحدث كارثة .

فلنحاول تطبيق تجربة المجتمع الأمريكي حتى نضمن سلامة أهلينا وانفسنا والمجتمع بأكمله .