مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية : الصين نجحت في مواجهة الفيروس .. العالم سيمر بركود اقتصادي شديد

كتب - أحمد المختار
 
في عملية توصيفِ بسيطة للوضع العالمي ، يمكن وصفُ الحال كالآتي:  " آمالٌ كبيرة تَخرج من الولايات المتحدة و الصين و بعضِ الدول ، بشأن إمكانِ التوصل لعلاجٍ قريب لفيروس كورونا " .
 
في المقابل إجراءات استثنائية ضخمة و ضخٌ للأموال بصورة غير مسبوقة حول العالم ، منذ الحرب العالمية الثانية .
 
و في هذا الشأن ناقش الإعلامي " مهند الخطيب " في برنامج " غرفة الأخبار " علي شاشة " سكاي نيوز عربية " ، تداعيات تفشي الفيروس ، حيث استضاف البرنامج عدداً من الضيوف ، منهم : 
 
الخبير في الاقتصاد السياسي الدكتور " ناصر قلاوون " ، حيث قال من " لندن " : " الأزمة الصحية العالمية بدأت ، و قد تستمر إلي نحو عامين ، لأن صناع القرار أخذوا علي حين غرة ، لم يكن يعتقد أحد أن الأزمة ستمتد إلي كارثة تصيب كافة القطاعات الاقتصادية كالنقل الجوي و البري ، و ستصيب الشحن ، و ضعف دخول الدول النفطية " . 
 
انتظار المعجزة الصحية
و تابع " قلاوون " : " نحن في انتظار المعجزة الصحية ، من حيث وجود دواء ناجع ، للحد من التأثيرات السلبية ، لافتاً أن الصين عمدت إلي التلاعب أرقام خسائرها بسجلاتها ، منوهاً أن النموذج الياباني هو الأفضل حتى الآن ، باستثناء مدينة هوكايدو ، فكافة الخطط الحكومية بالعالم تعمل علي دفع الضرر لمدة 6 أشهر أو نهاية العام " . 
 
مهمة صناع القرار هي بعث الأمل
و أوضح : " بالطبع فمهمة صناع القرار هي بعث الأمل ، فالمحللين يمكنهم إعطاء أرقام و بالتالي نتخوف ، فالنظام العالمي بني علي العولمة و حرية التنقل و المنافسة التجارية ، فنحن نشهد في بريطانيا دعوات لكسر القيود بين سلاسل السوبر ماركت ، لمنع الاحتكار ، و أيضاً كسر القواعد الأوروبية فيما يخص عجز الميزانية ، حيث تدعو كل من إيطاليا و أسبانيا بهذا " .
 
الأحداث تسبق الجميع
و أكد : " رغم وعود البنك الدولي و صندوق الدولي للدول المتضررة من تفشي الفيروس ، لكن الأحداث تسبقهم ، فالتحركات علي المستوي الوطني و اتخاذ مجموعة الإجراءات جاءت بعد فترة انتظار طويلة ، و ما يقلقني الآن بالمقارنة مع أزمة 2008 و الهروب من الأسهم إلي الذهب ، فالذهب الآن رغم ارتفاعه لكنه يتراجع تحت 1500 دولار للأونصة ، و هو ما يبين الصراع بين الشركات لحفظ السيولة ، انتظارً للأسوأ " .
 
لكل أزمة ذروة 
و أكمل : " يوجد انطباع الآن أن الأزمة وصلت إلي الذروة ، فالصين قامت بفتح بعض المصانع ، لكن أوروبا تعيش الأزمة الآن ، فرغم عدم صدور قرار رسمي بريطاني بالحجر ، إلا أن الواقع يُظهر العكس ، لا يوجد أحد في القطارات ، أو سلاسل الفنادق ، مشيراً إلي أن الحكومة الفرنسية قد تستغل بعض الفنادق و تحويلها إلي مستشفيات صحية ، فالنموذج التجاري الآن و المنافسة ، باتت أن من يريد أن يبقي في السوق ، لن يجد حجوزات في المستقبل ، و الضغط علي أسواق الإقامة ، فالأزمة لم تعد تؤثر علي الشركات الصغيرة و المتوسطة بل امتدت لتصل إلي الشركات الكبرى كشركات الطيران و سلاسل الفنادق ، و أتوقع غلق أسواق الأسهم و السندات ، تجنباً للانهيار و الإفلاس " .
 
الصين
و أضاف : " من حق الصين أن تعطي صورة وردية عن الأوضاع الحقيقية لديها ، للحفاظ علي شعبها ، لكني أتفق مع الرواية الأمريكية أن الصين افتقدت الشفافية منذ اليوم الأول " .
 
 
من جهته ، قال الأستاذ " مجدي صبحي " مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية ، حيث قال من " القاهرة " : " هناك شبه إجماع الآن ، بأن العالم سيمر بركود اقتصادي شديد ، نظراً لتفشي الفيروس ، و هو يماثل ما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي ، أو أزمة 2008 " .
 
ما يميز الأزمة الحالية 
و تابع " صبحي " : " ما يميز تلك الأزمة ، بأنه هناك وعي لكيفية الخروج من الأزمة ، مقارنةً بما حدث القرن الماضي ، فالحكومات حول العالم أقرت خطط بزيادة السيولة و توفير القروض المدعمة للشركات ، حتى لا يحدث استغناء عن العمالة ، و حتى تستمر تلك الأنشطة في العمل ، و بالتالي نحن نواجه أزمة حقيقية الآن ، لكن هناك إجراءات غير مسبوقة لتجنبها " .
 
ما ينقص تلك الأزمة
و أوضح : " ما ينقص الأزمة الحالية ، هو غياب التنسيق علي المستوي الدولي ، لتجنب أزمة عالمية ، لا تخص فقط الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية ، بل تخص العالم حالياً ، لتفشي الوباء بشكل كبير " .
 
انكماش اقتصادي كبير
و أكد : " الانكماش الاقتصادي الكبير في منطقة اليورو يعني تراجع معدل النمو ، ليصبح معدلاً سالباً ، حيث ظهرت إحصائية تقول أن ألمانيا ستشهد انكماشاً مقداره ما بين " 1.5 % إلي 6 % " ، فالنسبة الأولي تعني أن الأزمة ستنتهي قريباً ، أما النسبة الثانية في حال طول أمد الأزمة ، و هذا أكبر اقتصاد أوروبي ، كما هو الحال فرنسا تتوقع معدل سالب " 1 % " ، إيطاليا ربما حسب التقديرات ستحقق معدل نمو " 0 % " هذا العام ، و بالتالي هذه الاقتصاديات ستتراجع ، و تحقق إنتاجاً أقل من الماضي " . 
 
الصين 
و أكمل : " لابد من الوضع في الاعتبار ، أن الإجراءات الصينية خاصة بالصين ، فالنظام السياسي الصيني يسمح بذلك ، ربما يكون تكرار نفس الأمر في بعض الدول صعباً ، لكن أعتقد إلي كبير أن الصين نجحت في مواجهة الفيروس ، رغم إنها أضيرت اقتصادياً من الفيروس ، حيث ظهرت بعض التقديرات أن الصين حققت في الربع الأول من العام الحالي معدل انكماش " 9% " ، و هو لأول مرة تشهده الصين ، منذ انفتاحها علي العالم الخارجي ، فالصين الآن بدأت في فتح بعض النشاطات بعد أن أُغلقت لمدة شهرين " .
 
 المنطقة العربية 
و أضاف : " كحال جميع الدول ، تأثرت قطاعات عديدة بالفيروس ، مثل قطاعات النقل و السياحة ، لكن الضرر الأكبر هو أسعار النفط " .