كتب روماني صبري
سلط برنامج" قصاري القول"، المذاع عبر فضائية "روسيا اليوم"، الضوء على نجاح الجمهورية الصينية في هزيمة فيروس كورونا المستجد، عكس القارة الأوروبية التي باتت تعاني الارتباك مع ارتفاع حالات الوفاة والإصابات.
 
بعد كورونا .. هل  يحتاج العالم إلى الديكتاتوريات ؟ 
فيما تتعافى الصين من فيروس كورونا، وتداوي جراحها بعد أن تمكنت تطويقه بسرعة تبدو مدهشة لبلد يقطنه مليار ونصف المليار تقريبا، بدأت أوروبا العجوز تعاني من هذا الوباء الذي انتشر بشكل كبير في الولايات المتحدة، لماذا استطاعت الصين أن تتغلب على هذا المرض فيما عجزت الديمقراطيات الغربية والتي وضعت أنظمة تعتبر الأولى من نوعها والأكثر امتيازا بالعناية الصحية كأمريكا وأوروبا، هل يكشف ذلك عن الخلل في النظام الديمقراطي في العالم، وهل سيميل العالم نحو الشمولية، بالفعل استطاعت الحكومة الصينية أن تفرض على مواطنيها قيودا صارمة لتجنيبهم الموت بهذا المرض، ولكن هل يحتاج العالم إلى ديكتاتوريات لمواجهة هذه الأنواع الفيروسات؟ 
 
فيروس ديمقراطي 
وقال محمد الشرقاوي أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسون، بالولايات المتحدة الأمريكية، مازحا :" الدول فرضت الحجر الصحي، وهذا يجعل الوباء ديمقراطي، كونه لم يفرق بين الشمال والجنوب، والدول الغنية والفقيرة." 
 
التقدم العلمي لم ينقذ أوروبا من كورونا 
ولفت :"ايطاليا على وجه الخصوص، واسبانيا أصبحتا في وجه العاصفة الآن كونهما باتا بؤرة للفيروس، بعد أن كانت الصين المرتع الخصب له، ويبدو أن المنظومة الغربية التي اعتمدت حرية الحركة والاستثمار والبحث عن الأسواق لم تنتبه إلى أن وحدة التحليل الأساسية ليست الربح والفائدة والمضاربات في السوق المالية." 
 
وأردف :" ما نشاهده اليوم تذكيرا حقيقيا بأن التقدم العلمي وتبني الأنظمة الاقتصادية لا ينقذ الدول من هجوم الفيروسات، كما يحدث اليوم على ارض الواقع
 
دون غيره جعل العالم يرتبك ! 
وأشار :" ثمة نظريات تشير إلى أن ثمة  تعثر في الطبيعة فباتت  العدوى تنتقل من الخفافيش إلى الإنسان، وهناك من يقول أن ثمة مؤامرة صينية لتدمير الدول الغربية، وكذا تقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة هي من أطلقت الفيروس على الصين لتدمر اقتصادها، وتابع :" هذه تأويلات لكن من الناحية العالمية لازلنا لم نكشف حقيقية سبب الإصابة، ولماذا هذا الوباء دون غيره جعل العالم يرتبك ؟!." 
 
موضحا :" البشرية برمتها مهددة الآن من هذا الوباء، وتتضافر الجهود بين منظمة الصحة العالمية، وكل الوكالات الدولية والمختبرات وأكثر من 35 شركة  لتطوير مصل للقضاء على هذا الوباء." 
 
الإنسانية لم تستعد له 
ولفت :" مر العالم بكوارث شبيهة في السنوات الماضية، مثل سارس، ايبولا، الجمرة الخبيثة، لكن للأسف الإنسانية لم تستعد لفيروس كورونا، اعتقدنا ربما بأن  لكل دولة استقلالها وسيادتها والياتها العلمية، التي ستنقذها حين يتفشى فيروس خطير، لكن بعد كورونا من الواجب عدم الاعتراف بهذا، ما حدث ألغى كل هذا السجال والاختلافات المذهبية." 
 
وأردف :" يقول فيلسوف ألماني :" يجب أن نعود إلى القانون الطبيعي وقيم الإنسانية"، نعم هذا ما نحتاجه اليوم، كما نحتاج للبرجماتية حتى تحمي الفرد والأسرة من أعراض هذه الأوبئة ومن مخاطر أخرى قد تحدق بالعالم في أي وقت."
 
موضحا :"النظام الرأسمالي والشيوعي وأنظمة العالم الثالث، كلها في نفس الحلقة الآن، لا أحد يستطيع أن يلوح انه الفائز أو انه نجح في كبح جماح المرض، والصين الآن تجري حرب علاقات عامة وتحاول كسب الرأي العام العالمي حتى تؤكد انتصارها على المرض، لكن يجب  التأكد أن ووهان الصينية معقل الفيروس لم تعد كذلك." 
 
وتابع :" أصبحت ايطاليا تشهد مقابر جماعية لدفن ضحايا هذا الوباء، وشدد محمد الشرقاوي أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسون، بالولايات المتحدة الأمريكية، على انه لا يجب اعتبار الصين انتصرت على فيروس كورونا بشكل كامل، مشيرا إلى أن الفيروس لازال موجود ما يعكس أن بكين لم تتجاوز الاختبار وهذه المعركة الصعبة."