في مثل هذا اليوم 19 مارس1799م..
حصار عكا عام 1799، كان محاولة غير ناجحة للجيش الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت لحصار مدينة عكا، حيث نجح العثمانيون بمعاونة الاسطول الإنجليزي في هزيمة الجيش الفرنسي ، وكانت نقطة تحول لغزو نابليون بونابرت لمصر والشام.

تمثل عكا موقع استراتيجي هام نظراً لموقعها المطل على الطريق بين مصر وسوريا، فأراد نابليون الاستيلاء على ميناء عكا بعد غزوه لمصر، وكان يأمل في تأجيج ثورة السوريين على حكم العثمانيين وتهديد الحكم البريطاني في الهند. ولكن بعد حصار يافا وإرتكاب نابليون لمجازر على حامية يافا وسكانها كان الدافع وراء إستبسال حامية عكا في الدفاع عن مدينتهم من بطش بونابرت .

الحصار:
ضرب نابليون الحصار حول عكا في 19 مارس 1799م عن طريق المشاة فقط، اعتقد نابليون أن المدينة ستسقط بسهولة. في مراسلاته مع أحد ضباطه عبر عن اعتقاده بأنه خلال أسبوعين سيتمكن من إسقاط أهم النقاط في طريقه لغزو الأراضي المقدسة قبل التوجه إلى القدس.

ومع ذلك، رفض والي عكا أحمد باشا الجزار وقواته الاستسلام، وصمدت أمام الحصار لشهر ونصف. لعب حاييم فرحي، مستشار يهودي للجزار، وذراعه الأيمن، دوراً محورياً في الدفاع عن المدينة، وقاد بنفسه المعركة ضد الفرنسيين. قبلها غزا نابليون يافا، وقام الجنود الفرنسيين بهجوم وحشي على المدينة، وذُبح آلاف الأسرى الألبان على شاطئ البحر، قبل أن يتحرك الفرنسيون شمالاً. وكان أهالي عكا على علم بما جرى في يافا (الكثير منهم من الألبان).

ساعد أسطول إنجليزي تابع للبحرية الملكية بقيادة وليام سيدني سميث في تعزيز الدفاعات العثمانية وأمد المدينة بمدافع إضافية يحرسها البحارة ومشاة البحرية. وذلك باستيلائه سميث قيادته في البحر على مدافع أرسلت على ظهر السفن الفرنسية من مصر لقصف الطريق الساحلي من يافا. قام خبير المدفعية أنطوان دفليپو، بنقل قطع المدفعية الفرنسية إلى حامية عكا وأشرف على تدريب رجال الحامية لإستخدام تلك المدافع ضد الجيش الفرنسي.

وبعد حصار دام شهرين لم ينجح نابليون بونابرت في إختراق أسوار المدينة وخاصة عقب فشله في الهجوم الأخير في 10 مايو، قرر نابليون رفع الحصار في 21 مايو 1799م، وإنسحب إلى مصر.

ذكراه:
في عكا المعاصرة، يوجد التل الذي عسكر عليه ناپليون، جنوب شرق أسوار مدينة عكا، ويوجد في عكا أيضاً شارع نابليون بونابرت.

نابليون كان يعمل جاهدا لتجنب الحرب مع تركيا وسعى بكل الوسائل لمودتها والتفاهم وإياها، ولكنه فشل فى إقناع الدولة العثمانية بالغرض من حملته على مصر، وعندما شعر بخطر الجيش التركى، وزحفه فى اتجاه مصر برا وبحرا قرر أن يبادر هو باحتلال سوريا وفلسطين، وبالفعل حقق انتصارات واستحوذ على مناطق عدة حتى توقف عند عكا وواليها فى ذلك الوقت كان أحمد باشا الجزار.

و نابليون قام بفرض حصار على عكا ولكنه فشل فى اقتحامها وارتد إلى مصر بعدما فقد عدد كبير من رجاله تحت أسوار عكا، فقد بلغ عدد القتلى الفرنسيين 2200 قتيل منهم 1200 قتلوا فى المعارك، وخاصة فى حصار المدينة، و1000 ماتوا من الأمراض، وبلغ عدد الجرحى 2500 جريح ومريض.

وبرر المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "عصر محمد على" فشل نابليون، بأن العقبات التى اعترضت الجيش الفرنسى فى حصار عكا كانت شديدة، فقد واجه الأسطول الإنجليزى الحصار البحرى ومنع وصول السفن الفرنسية، ولم يجد نابليون سوى طريق الصحراء الشاق، فانقطع عنه المدد، بينما كان الجزار حاكم المدينة يتلقى المدد والمئونة والذخيرة بحرا، وهو ما ساعده على التصدى للقوات الفرنسية.

وتذكر بعض المراجع التاريخية أن خسائر الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت لم تكن لتقف عند حد مقتل 2200 قتيل و250 جريحا، بل وصلت إلى 5 من أكبر جنرالات جيشه فى المعارك، وهو ما جعله يتراجع عن احتلال المدينة ويعود إلى مصر.!!