الراهب يونان المقارى
لا ينتظر المسيح النفس حتى تخرج من ظُلمتهاوتنهض من كبوتها
بل ما إن تطلبه حتى يأتى إلى عمق جحيم القلب
 
ويشق الحجارة الثقيلة الجاثمة على النفس
ويفتح القبور ويقيم الميت الحقيقى
 
ويُخرِج من غياهب السجن النفس المُغلَق عليها
فهو رئيس الكهنة الذى يُميتها عن سيرة الشر
 
وهو السبّاح الخبير البارع الذى ينتشلها من هوة الظُلمة وعمق الموت
وهو لُباسها الروحانى غير الفاسد
 
وهو رُبان سفينتها الحاذق الذى يعبر بها العواصف والزوابع والأمواج
وهو القادر على تغييرها مهما بلغت من الضّراوة والعتو والجموح
 
فالذى غيّر طبيعة الخمس خبزات إلى كثرة
والذى أعطى صوتاً لطبيعة الحمار غير الناطقة
 
والذى حوّل الزانية إلى العِفة
والذى هيأ طبيعة النار المُحرقة لتندى على الذين كانوا فى الآتون
 
والذى ذلل لدانيال طبيعة الأسود
لهو قادر كذلك أن يُغير مثل هذه النفس الخَرِبة الحرون
من الخطية إلى صلاحه
 
من كتاب الأعمال الكاملة للقديس ابو مقار
العظات الخمسون
ترجمة الراهب يونان المقارى