محلل سياسي : الحكومات غير شجاعة في مصارحة شعوبها أن " كورونا " سيقضي علي أعداد كبيرة من البشر
كتب - أحمد المختار
كلنا في قارب واحد ، تعليقً صدر من الرئاسة الروسية حول أزمة " النفط " العالمية ، لكن يظل فيروس " كورونا " هو الأبرز ، فهناك العديد من الدول اتخذت قراراتً أثارت الجدل ، مثل قرار الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب  " باستثناء بريطانيا من حظر تعليق الرحلات ، و هذا ما فتح الحديث هو استغلال بعض الأطراف للأزمة ، فهل سيكون فيروس " كورونا " بوابة لتحالف الخصوم و الأعداء ، أما ستطغي الاتهامات البيولوجية بين الدول ؟

و في هذا الشأن ناقشت الإعلامية " ياسمين موسوس " في برنامج " بالتفاصيل " علي شاشة " روسيا اليوم " ، عدداً من الضيوف و منهم  :

قال " قسطنطين بلوخين " محلل سياسي بالأكاديمية الروسية للعلوم : " نحن نعيش الآن للأسف في وقت التغيرات و التهديدات و التطورات ، فنشهد حالياً أزمات مثل ظهور السلاح و الهجرة ، و الإنسانية عليها أن تتخطي تلك الأزمات ، فمن الواضح أن التحدي الرئيسي للإنسانية هي مواجهة الفيروس ، رغم محاولات الولايات المتحدة لاستغلال تلك الأزمة و شيطنتها للصين ، و تحاول توجيه الضربات للاقتصاد الصيني ، فالرئيس الأمريكي يكره الصين ، فالأزمة العالمية الراهنة يجب علي كل البلدان التوحد لمواجهتها " .

نظرية المؤامرة
و تابع : " الاتهامات المتبادلة بين الصين و الولايات المتحدة ، حول تعمدها نشر الفيروس في الصين ، هي من قبيل نظرية المؤامرة ، فحجم التبادل التجاري بينهم كبير جداً ، و هناك أيضاً أحياء للصينيين داخل الولايات المتحدة ، فالصين تعد مصنعاً صغيراً للمنتجات الأمريكية ، فتلك الاتهامات غير حقيقية ، فالعالم يعيش الآن علي الاعتمادية القوية ، فكان من الأولي أن تحمي الولايات المتحدة نفسها من الفيروس ، ولا يمكن أخذ تلك الاتهامات علي محمل الجد " .

و أضاف : " روسيا ستتصرف مثل بقية البلدان ، بتقليل عمليات السفر حتى بالنسبة للمسئولين إلي الخارج ، و هذا أمر ضروري ، و علي الجميع تخطي تلك النقطة و تجاوزها ، ولا بد من اتخاذ إجراءات أمنية و ابتكار أدوية حول ذلك المرض و الفيروس ، فقد أصبح بمناسبة جائحة عالمية " .

روسيا
و أكمل : " سعر النفط المنخفض ، لن يؤثر علي روسيا ، فنحن نملك رصيداً كبيراً من الذهب ، نجحت في تجميعه تراكمياً علي مدار السنين ، فروسيا واجهت أزمات أكبر من ذلك في تاريخها ، مثل أزمة الاتحاد السوفيتي و انهياره في تسعينيات القرن الماضي ، فتلك الفترة شهدت تضخماً كبيراً ، و أدت إلي انهيار العملة ، فالأزمة المالية الحالية أو أزمة فيروس كورونا كلها مشاكل يمكن لروسيا تخطيها " .

من ناحيته قال " مناف كيلاني " كاتب و محلل سياسي من " باريس " : " لابد من التوحد في الرؤى لمواجهة ذلك المرض ، فالعدوى تنتشر بمعدل أسرع من محاولة أي دولة لإيجاد علاج لها ، فالبشرية بالتأكيد لن تفني ، لكن قسماً كبيراً منها سيتعرض للفناء بشكل يفوق التوقعات ، فأي حكومة تعجز عن مصارحة شعوبها بتلك الحقيقة " .

و تابع : " الوقت تأخر فالبحث العلمي لا يمكنه أن يسابق الزمن ، فالشركات الخاصة بالأدوية و العلاج ، لم تكن تتوقع أن تظهر تلك الأمراض ، و أن تتفشي بهذا النحو ، فالمصالح الضيقة من ناحية الأغراض التجارية تتحكم في ذلك " .

الصين تكذب حول أرقام ضحايا " كورونا "
و أكد : " إدعاءات الحزب الشيوعي الصيني بأنه تم احتواء الفيروس و تقليل عدد الإصابات ، هي مناورة سياسية فقط ، فكيف يمكن أن نصدق الصين ؟ ، فهذا المرض انتشر منذ عام 2003 ، و قامت الحكومة الصينية حينها بإخفاء تلك المعلومات عن العالم ، لأسباب تجارية ، فهي تريد أن تبقي مصنعاً للعالم ، فالقيادة الصينية لا تريد أن تري تلك الحقيقة " .

العولمة
و أضاف : " لا يمكن لوم الرئيس الأمريكي حول قراراته ، و الدول الأوروبية من منطلق الوطنية ستشرع لحماية شعوبها  ، فالعولمة هي من تسببت في تلك الأزمة ، و نريد أن نحل المرض سببته العولمة بمزيد من القرارات تصب في كفة العولمة ، فإغلاق الحدود أصبح أمراً حتمياً ، لمنع انتقال المرض من مكان لأخر ، ولا توجد حكومة شجاعة بشكل كافي لاتخاذ مثل هذه القرارات " .

من جهته قال " إيهاب عباس " إعلامي و باحث في الشأن الأمريكي من " واشنطن " : " علي دول العالم أن تتفق و تتحد لمواجهة الفيروس ، و الحد من عدد الوفيات ، فالاتهامات المتبادلة بين الصين و الولايات المتحدة لا بد أن تجعل الدولتين يجلسان معاً ، قبل أن تتحول إلي حربٍ ضروسٍ بينهم ، و قرار الحظر الأمريكي للرحلات مع الاتحاد الأوروبي ، و الإبقاء علي بريطانيا فقط ، هو محاولة لترك الباب مفتوحاً مع أوروبا ، لتكون بوابة للتعامل بين الولايات المتحدة و أوروبا " .

و أكد : " لا تستطيع أي دولة في ظل العولمة و سرعة التنقل و نمط الحياة ، أن تضع شعبها في حجر كامل ، ولا بد أن يكون هناك خروقات ، و ينتقل المرض بسهولة داخل الدول ، فالإجراءات التي تتخذها الدول هي محاولة للسيطرة علي انتشار الفيروس " .

و أضاف : " إيطاليا عزلت نفسها و أمريكا عزلت نفسها عن أوروبا ، فالدول تسعي لتقليل الخسائر الاقتصادية ، من خلال اتخاذ عدداً من القرارات للحيلولة من تفشي المرض ، لكن يجب علي دول العالم أن تنسي خلافاتها السياسية و تتحد لمواجهة الفيروس " .

و اختتم : " يجب علي العالم أن يوفر الأمن و الأمان لكل الشعوب ، ولا نتحول كأفلام آكلي لحوم البشر " .