محلل سياسي : الصين تتهم أمريكا بنشر كورونا .. إذا فمن المسئول عن نشره في إيطاليا ؟!!
كتب - أحمد المختار

في ترجيح لفرضيات سابقة تُحمل " الولايات المتحدة " مسؤولية انتشار وباء " كورونا " في " الصين " ، خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية " ليان جهاو " ليطرح بشكل مباشر ، فرضية مسؤولية " الجيش الأمريكي " عن انتشار الفيروس في محافظة " ووهان " .

و في هذا الصدد ناقش الإعلامي " محمد بن علي " في برنامج " اسأل أكثر " علي شاشة " روسيا اليوم " هذه الفرضية الصينية ، حيث استضاف عدداً من الضيوف و منهم :

الدكتور " وائل عواد " الخبير في الشئون الأسيوية من " نيودلهي " : " من المستبعد أن نري تصريحاتً من مسئول صيني دون الاستناد إلي بعض الحقائق ، لأخذها علي محمل الجد ، خصوصاً أن الوباء وقع في فترة الاحتفالات بالسنة الصينية ، و كانت الصين في أوج تعاملاتها الاقتصادية مع دول العالم ، لذلك توقيت ذلك الفيروس و انتشاره في وسط الصين ، يرجح الأقاويل التي ذكرت في البدايات حول وجود بعض المختبرات ، كون الصين من أكثر الدول التي تضررت بشدة جراء ذلك الوباء " .

لماذا الآن ؟
و تابع : " الاتهامات حول تسبب الأطعمة الصينية في نشر ذلك الوباء ، فمعظم جيران الصين أيضاً يتناولون تلك الأطباق منذ مئات السنين فلماذا الآن ؟ ، هذا هو السؤال ، فالصين عندما تطلق تصريحات من ذلك القبيل ، هي لا تكون من الهواء ، فبكين تعلم أن الولايات المتحدة من أبرز المنافسين ، و الصين لديها بعض الحقائق العلمية حول تلك التصريحات " .

و أكد : " الصين ليست في تلك المرحلة في حاجة للرد علي تلك الفرضيات ، فالأولوية لديها العمل علي تعويض الخسائر الاقتصادية الفادحة الناجمة عن تلك الأزمة ، لكن الصراع مع القوي العظمي ، و احتدامه بين دولتين حول العالم ، بدلاً من التعاون فيما بينهم و التقرب من قيادة العالم ، عوض التفرد بقيادته 

كورونا " حرب مُسيسة "
و أضاف : " لماذا حظرت الولايات المتحدة الطيران إلي جميع الدول الأوروبية عدا المملكة المتحدة " بريطانيا " ، فهناك ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي بالقرب من روسيا ، فلماذا أبقت علي مقاتليها ، و أبقت علي 20 ألف قطعة حربية ، و قامت بحظر الطيران ، و استثنت بريطانيا ، التي انسحبت من الاتحاد الأوروبي مؤخرا ً، و المثير للجدل أن الولايات المتحدة تدرك أن الخسائر الاقتصادية لتلك المجتمعات سوف تؤثر مستقبلاً علي التعايش بين تلك الدول ، فالصين كانت معنية بهذا الفيروس " .

 و استطرد قائلاً : " الحرب البيولوجية التي تقودها الولايات المتحدة ، تجعلها في خانة الاتهام أمام العالم " .

من ناحيته قال الدكتور " عاطف عبد الجواد " المحلل السياسي من " واشنطن " : " الولايات المتحدة لا تهتم في هذا الوقت بالاتهامات المتبادلة حول نظرية المؤامرة و الشكوك ، إنما تهتم بأن يتجمع العالم و الخبراء معاً ، للوصول إلي لقاح و إيجاد سبل لمكافحة الفيروس ، و ترجو من حكومات العالم أن تقوم بأدوارهم تجاه شعوبهم ، للحد من الانتشار المرعب لهذا الفيروس " .

نظرية المؤامرة

و تابع : " إذا افترضنا تلك النظرية بأنها صحيحة ، فالصينيين في حاجة للرد علي ذلك السؤال ، من المسئول عن نشر الفيروس في " إيطاليا " ؟ ، و هي حليف للولايات المتحدة ، و من المسئول أيضاً عن نشر الفيروس داخل الولايات المتحدة نفسها ، و تسببه في إحداث دمار للاقتصاد الأمريكي " .
 حالة عدم الثقة المتبادلة بين " الصين " و " الولايات المتحدة "
و أوضح : " البلدين قادرين علي تخطي حاجز الثقة بينهما ، لأن الخطر أكبر ، فالخطر لا يهدد الثقة فقط ، بل يهدد الجنس البشري بأكمله ، مؤكداً أن الصين في نهاية الأمر سترضخ و تعترف بأن العادات الغذائية و الصحية لها هي السبب في تفشي الوباء ، فهذا الفيروس ينتقل بين البشر عن طريق انتقال العدوى ، و تساءل : " هل يتوافر لدي المواطن الصيني العادي مطهرات لليد " ؟ ، فالريف الصيني لا يتوفر فيه ذلك ، و سيدركون أن العادات لدي المواطنين الريفيين الصينيين هي السبب في نشر الفيروس " .

لماذا استثناء " بريطانيا " من قرار الحظر الأمريكي ؟
و أضاف : " القرار الأمريكي استند أن بؤر انتشار فيروس " كورونا " تتركز في 3 مناطق و هي " الصين ، كوريا الجنوبية ، إيطاليا " ، فإيطاليا هي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ، يدخل المواطنين إليها و يخرجون منها دون تأشيرة أو حجر صحي " .

أما بريطانيا : " فهي بالطبع استثناء لأنها لم تعد عضواً في الاتحاد الأوروبي ، و لم يعد هناك حرية تنقل بين الناس و بريطانيا كما كان في الأول ، لكن دون شك تظل بريطانيا جزء من أوروبا ، ولا يفصلها عن جيرانها سوي قناة ، فهذه القناة صغيرة و ضيقة للغاية ، و كان لابد من أن لا تُستثني بريطانيا من هذا القرار " .

و أكد : " الرئيس ترامب يفكر الآن في فرض حظر علي التنقل بين المقاطعات و الولايات داخل أمريكا نفسها ، رغم وجود استثناء في التبادل التجاري مع الدول الأوروبية ، فالولايات المتحدة تضررت أيضاً و قد يدفع الفيروس اقتصادها إلي حافة الهاوية " .