كتب – روماني صبري 
تسبب فيروس كورونا المستجد، يوم الاثنين الماضي في انهيار الأسواق العالمية تزامنا مع  تراجع أسعار النفط، ما جعل الصحف الغربية تصف اليوم بـ"الاثنين الأسود"... اجتاحت الحيرة سكان العالم بسبب هذا الفيروس، الذي تسبب في إلغاء العديد من التظاهرات الثقافية والرياضية، منع التجمعات في الحفلات الغنائية ، إغلاق المدارس ووضع الملايين من الإيطاليين تحت الحجر الصحي، وما زاد من وتيرة القلق، ارتفاع أعداد المصابين في الولايات المتحدة الأمريكية. 
 
وفي ضوء ذلك ناقش برنامج " النقاش" المذاع عبر فضائية فرانس 24، تبعات الفيروس على العولمة، أين هو التعاون الدولي في مواجهة الداء المستورد من الصين ؟
 
هل ما حدث يوم الاثنين الأسود كان متوقعا؟ 
قال يونس بلفلاح، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إن انهيار الأسواق العالمية لم يكن متوقعا، لكن الفكرة هي أن الناس ربطت  بين مجموعة من المواضيع المختلفة، مثل أسعار النفط كونها تزامنت مع أزمة فيروس كورونا والاضطرابات السياسية في عدد من دول العالم في الشرق الأوسط." 
 
وتابع :" بالطبع هذه المواضيع هي التي تؤثر على المشهد الاقتصادي العالمي، لكن لا يمكن أن نجعل هذه المشاكل السبب الرئيسي في انهيار البورصات في العالم، فلنبتعد عن الدراما والعالم على أي حال لازال بخير." 
 
وأوضح :" لا يمكن إنكار أن فيروس كورونا اضر بالاقتصاد والسياحة في العالم، هذا أمر طبيعي، حتى مؤسسات النقل والطيران الجوي، وذلك لان الصين أول مستثمر في العالم، وتابع :" هناك خسارات قبل موضوع النفط تقارب 4 مليار دولار، وجاءت أزمة النفط نتيجة "الجيوسياسية"، الخلاف حول تخفيض أسعار النفط بين المملكة العربية السعودية وروسيا، لزيادة إنتاج النفط، وكذا إنهاء اتفاق "الأوبك" بين البلدين."
 
موضحا :" فيروس كورونا سبب حالة من الهلع في دول العالم، بسبب الإجراءات الوقائية الشديدة والمبالغ فيها للتصدي للفيروس والتي اتخذتها الحكومات."
 
ولفت :"في ايطاليا منعوا الخروج والتجمعات والغوا الاجتماعات والمعارض والمؤتمرات، هذا كشف الهستريا المبالغ فيها، والتي أضرت بالاقتصاد." 
 
كورونا نموذج للعولمة 
وبدوره شدد كمال طربيه، الصحفي والمحلل السياسي، على أن فيروس كورونا نموذجا للعولمة، ولا يعترف بحدود ولا يحتاج إلى تأشيرة سفر وتأشيرة دخول، وكشف هشاشة العولمة." 
 
موضحا :" حتى على مستوى الاتحاد الأوروبي ليس هناك من خطة لتضافر الجهود والتنسيق بين الأجهزة في الدول الـ27، لمحاولة الحد من انتشار هذا الوباء، وسمعنا اليوم وأمس أصوات من داخل الاتحاد الأوروبي، تندد بهذا الأمر." 
  
وتابع  :"المشهد الآن وكأن كل دولة تحاول الخروج بنفسها من دائرة الخطر، دون الالتفات إلى باقية الدول المجاورة، عبر إغلاق الحدود ومنع الطيران إلى ما هنالك، وهذا يدل على أن العولمة عندما لا تعود مصدر ربح وجمع ثروات والكسب السريع لا تهم الحكومات، رغم أن هناك تنسيق بين الدول."
 
مضيفا :" أما فيما يتعلق بصحة الناس ومنع الأخطار الوبائية فنجد أن كل دولة للأسف تهتم لحالها فقط." 
 
العولمة ليست خصوصية لهذا الفيروس
وأكد جاك مخباط / أخصائي في الأمراض الجرثومية والمعدية، أن هذا الوباء بدأ ينتشر ويمتد في العالم، اعتدنا كل عام أن ينتشر فيروس الأنفلونزا بالطريقة نفسها في كل بلاد العالم." 
 
وتابع :"  إذا العولمة ليست خصوصية لهذا الفيروس .. كل دولة راحت بتسكر على حالها وهذا مؤسف، كنا نأمل أن يحدث العكس، حين ينتشر وباء بهذه الطريقة يجب أن تتضافر جهود  الدول وتساعد كل دولة بعضها حتى يعلنون انتصارهم على هذا الوباء."