(1837- 1904 )
إعداد/ ماجد كامل
من بين أشهر الكهنة الذين لعبوا دورا خطيرا ومؤثرا في الدفاع عن العقيدة الآرثوذكسية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين يقف القمص فيلوثاوس ابراهيم بغدادي في المقدمة . ولقد ولد خلال عام 1873 بمدينة طنطا ؛وتعلم في طفولته في الكتاب القبطي ؛ ولقد أجاد اللغات العربية والقبطية والإيطالية ؛ كما تعلم مباديء الحساب والتجارة ؛

ولقد عمل في بداية حياته كاتبا بمديرية الغربية وكان ذلك خلال عام 1855 ح ولكنه لم يمكث فيها ـأكثر من عامين إذ كانت نفسه عطشي إلي مزيد من العلم . وعند زبارته لمدينة القاهرة ونتيجة مقابلة له مع البابا كيرلس الرابع ؛ طلب منه الالتحاق بمدرسة الأقباط الكبري ؛وبعد تخرجه ونظرا لتفوقه في اللغة القبطية ؛قام البابا كيرلس الرابع بتعيينه مدرسا للغة القبطية بمدرسة الأقباط الكبري بحارة السقايين ؛ ثم تمت سيامته كاهنا بمدينة طنطا عام 1863 ؛فأظهر نبوغا كبيرا في الوعظ فلقد كان صاحب صوتا جهوريا ؛ حاضر البديهة ؛ مشحونا بالروحيات ؛ شخصية قوية جذابة سديد الرأي واسع الاطلاع ,لقد دفع كل هذه المواهب البابا ديمتريوس الثاني الي الاستعانة به في الرحلة النيلية لمحافظات الوجه القبلي عام 1867 ؛ ولقد أستمرت هذه الرحلة حوالي ثلاثة شهور . وفي عام 1874 ؛تم نقله إلي للعمل كاهنا في الكنيسة المرقسية الكبري بكلوت بك .ولقد كانت له مراسلات مع القديس العظيم الانبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة ؛ والقمص عبد المسيح المسعودي الكبير ؛ كما حصل علي عدة نياشين من الخديوي توفيق والخديوي عباس حلمي الثاني ؛كما كرمه إمبراطور أثيوبيا النجاشي يوحنا إذ كتب إليه رسالة خلال عام 1882 جاء فيها "إلي الأب المعظم مستقيم الرأي والضمير كنز الحكمة واسع العقل وطويل الروح ؛الراعي الحافظ أمانة الإسكندرية ".كما وصله خطابا آخر من النجاشي فيليك عام 1899 يطلب فيها كتبه لترجمتها إلي اللغة الأثيوبية ويهديه أرفع الأوسمة الأثيوبية .

ومع بداية تأسيس المدرسة الإكليركية في 29 نوفمبر 1893 ؛ فأستعان به يوسف بك منقريوس أول مدير للإكليركية في تدريس الدين المسيحي من خلال كتابه "تنوير المبتدئين في تعليم الدين " . ويذكر الأرشيدياكون القديس حبيب جرجس في كتابه الرائد "المدرسة الإكليركية بين الماضي والحاضر " ةتحت عنوان "المعلم الأول " :- " قررت اللجنة الملية بجلستها المنعقدة في يوم الأثنين 5 طوبة 1612 للشهداء الموافق 13 يناير 1896 تعيين جناب الإيغومانس فيلوثاوس معلما لاهوتيا لتلقين تعليم الدين ؛ وكان الإيغومانوس فيلوثاوس الرجل الوحيد المتضلع في الدين في ذلك العصر ؛ ولم يكن في الطائفة غيره ؛ ولكنه مع الأسف الشديد كان كبير السن وكان مريضا ؛ وكان أستاذا قديرا شائقا ممتازا ؛يمر الدرس وهو ساعتان كأنه ثوان لما أولي من حلاوة الأسلوب ؛ وسحر في المسامرة ؛ وجاذبية في الكلام ؛ ويذكر للتاريخ أنه لم يدرس خلال تلك المدة القصيرة (خمسة عشر يوما فقط أغمي عليه بعدها ؛ وحمل إلي منزله وتوفي بعد ذلك) سوي بضع صفحات من كتابه تنوير المبتدئين في تعليم الدين ؛ وتفسير الإصحاحين الأول والثاني من سفر التكوين " .,ولقد تنيح بسلام في 10 مارس 1904 عن عمر يناهز 67 عاما ؛ ولقد أثري المكتبة القبطية ب 4 مؤلفات قيمة هي :-

1- تنوير المبتدئين في تعليم الدين .
2- نفح العبير في الرد علي البشير .
3- الخلاصة القانونية في الأحوال الشخصية .


4- الحجة الآرثوذكسية ضد اللهجة الرومانية .
هذا غير العديد من الخطب والمواعظ والمقالات المتناثرة .

ومن بين مؤلفاته الشهيرة نذكر البرلكس الشهير الذي نرتله طوال الفترة من عيد القيامة المجيد حتي نهاية الخماسين المقدسة وهو " يا كل الصفوف السمائيين رتلوا لإلهنا بنغمة التسبيح وأبتهجوا معنا اليوم فرحين بقيامة السيد المسيح ..... ألخ ". كما نذكر أنه أول من أدخل طقس تمثلية القيامة إلي قداس عيد القيامة وطوال فترة الخماسين المقدسة بعد أن أستعارها من أخواتنا الروم الآرثوذكس ؛ ثم قام بتعديلها بعدها حسب الطقس القبطي .