بقلم : د . مجدى شحاته
 
 حرب الاكاذيب والشائعات باتت واحدة من أخطرألأسلحة التى تهز المجتمعات والشعوب ربما تفوق فى بعض الاحيان قوى الجيوش النظامية أوجحافل الارهبيين حول العالم . تلك الحرب الرخيصة الغير أخلاقية والتى بدء اللجوء اليها خلال تجنيد  الكتائب الالكترونية فى كافة أنحاء العالم . فلا يكلف مروج الشائعة او الاكذوبة سوى بضع دقائق يقوم خلالها بفبركة خبر كاذب او صياغة شائعة ما ، ويبثها على الشبكة العنكبوتية لتنتشر فى نفس اللحظة فى كافة أنحاء العالم ، ويتلقف الاكذوبة او الشائعة آخرون واعادة نشرها وهكذا دواليك !! كثرت حرب الشائعات والاكاذيب فى الوطن الغالى مصر ، بين كل يوم والآخر ، نسمع ونقرأ المزيد من الشائعات والاخبار المغلوطة !!  خاصة بعد ان أنعم الله على كافة أرجاء مصر بالامن والاستقرار والسلام الاجتماعى والامنى  بعد الفوضى العارمة وحرب الشوارع وانتشار البلطجية وقطاع الطرق وتهديد وترويع الشعب التى استشرت فى أنحاء متفرقة فى البلاد وذلك فى اعقاب التجاوزات التى أعقبت ثوره 25 يناير 2011 . فى الاسابيع الاخيرة  تشهد مواقع التواصل الاجتماعى حملة ممنهجة لنشر الشائعات حول انتشار فيروس كورونا المستجد ، وكلها ادعاءات كاذبة تهدف الى زعزعة الثقة بين المواطنين والمسئولين ، ومنهم من يلجأ الى هذا الاسلوب الرخيص بغرض الشهرة وجذب مزيد من المشاهدات والمداخلات على المواقع الالكترونية . بخصوص هذا الشأن المزعج بل والمقزز ، يتطلب تطبيق القانون بكل الحزم على كل من يتداول معلومات غير صحيحة أو بث الشائعات المغرضة ، وان يكون قيد المساءلة القانونية وينال العقوبة الجنائية التى تصل الى الحبس ثلاث سنوات 
 
ان حرب الاكاذيب والشائعات والتى تنتشر عبر ( السوشيال ميديا ) حول فيروس كورونا ، والتى تبث يوميا بل ربما كل ساعة عن أخبار مغلوطة ومفبركة عن تفشى المرض ، بل وسقوط عشرات الضحايا  بين قطاعات مختلفة من الناس منها على سبيل المثال المدارس والجامعات ، والتجمعات السكانية والموظفين ، وأن الدولة تكتم على الاحداث ولا تعلن عنها !! فى الوقت الذى تصدر وتعلن فيه وبصفة شبه يوميه البيانات الدقيقة والموثقة من كبار المسئولين عن كافة الاخبار المتعلقة بفيروس كورونا بكل الشفافية والوضوح . وعلى جانب آخر ، أشاد فيه ممثل منظمة الصحة العامة فى مصر أكثر من مرة ودائما ، بسرعة الحكومة المصرية فى التعامل مع الموقف ، وحرصها على ابلاغ المنظمة بالحالة فور الاشتباه بها . كذلك أشاد المصدر المسئول فى منظمة الصحة العالمية بالاجراءات الوقائية التى اتخذتها وزارة الصحة والاسكان حيال الحالات التى تم الكشف عنها والمخالطين لها . فيروس كورونا الذى أصاب الناس بالهلع والخوف فى كل بلاد العالم ، سينتهى أمره بعون الله مهما طالت فترة انتشاره كما حدث مع كثير من الاوبئة التى عانى منها كل دول العالم من قبل ، وذلك عن طريق تطوير الامصال واللقاحات للحد من انتشاره او التقليل من قوة الميكروب . فالامر هنا خاضع للبحث العلمى وجهد المتخصصين فى مجال الطب الوقائى . أما الفيروس الثانى وهو الاخطر ، الذى يهدد البشر ، هو فيروس الشائعات والاكاذيب ، الذى ينخر ويضرب عقول البعض من مدمنى الشهرة على صفحات التواصل الاحتماعى . وينساق خلفهم كثيرون دون وعى أو ادراك نتيجة العدوى بفيروس الشائعات القاتل والاكثر فتكا من كورونا وألف كورونا    
 
 بات الأمر سخيفا ومقززا ، وفى كثير من الاحيان يسبب قلق وانزعاج للناس البسطاء ، والبعض من الناس أصبحوا يساهمون فى نشر الاكاذيب والشائعات بقصد اوبدون قصد ، من خلال تبادل تلك الاكاذيب والشائعات بغرض تسلية رخيصة أو لشغل أوقات فراغهم ولا يدركون خطورة الموقف . 
بجانب فيروس الشائعات والاكاذيب ، هناك فيروس القلق والخوف والرعب الذى انتاب البشر فى كافة أرجاء الارض ، والذى يتلازم مع الاخبار المثيرة من خلال وسائل الاعلام حول كورونا . نعم الحذر مطلوب ، والتوعية لتجنب المرض أمر واجب ، واتباع الاحتياطات الصحية لتجنب العدوى لابد منها . اما اذا تحول الامر الى حالة من الهلع والرعب والقلق ، فهذا وباء آخر لابد من التصدى له . وهنا يلزم الاشارة الى ان نسبة الوفيات بفيروس كورونا أقل كثيراعن نسبة الوفيات لأمراض يعانى منها العالم منذ مئات السنين . على سبيل المثال ، مرض الانفلونزا الموسمية العادية التى تصيب الملايين من الناس فى كافة انحاء العالم هى الاكثر خطورة وانتشارا من فيروس كورونا، والتى تحصد أرواح من البشر يفوق أضعاف وأضعاف كورونا .