محلل سياسي : أردوغان يستغل ملف اللاجئين كنتيجة مقابلة لسياسات اليمين في أوروبا
 
أحمد المختار
 
أكد وزير الداخلية القبرصي " نيكوس نوريس " ، أن بلاده لا يمكنها تحمل عبء تدفق المهاجرين الاقتصاديين إلى الجزيرة ، حيث إن عددهم تجاوز قدرة البلاد على استضافتهم ، وسط تصريحات مشابهة من وزير الداخلية الإيطالي " لويجي دي مايو " حول أزمة اللاجئين العالقين أمام الحدود اليونانية القادمين من " تركيا " .
 
و في هذا الصدد ناقش برنامج " الآن " علي شاشة " اكسترا نيوز " أزمة اللاجئين و المهاجرين ، الذين يريدون عبور الحدود اليونانية من " تركيا " .
 
حيث قال " مسعود محمد " الكاتب الصحفي من " روما " : " أوروبا استفاقت مؤخراً ، و كان عليها أن تعي منذ البداية ، بأن الرئيس التركي " رجب طيب أردوغان " هو مجرد " قرصان " ، مرة في " ليبيا " ، و مرة في " سوريا " ، فيجب وضع حداً له ، فتركيا هي عدواً للغرب و أوروبا ، و اعتقدت أنها فهمت ذلك مؤخراً " .
 
أوروبا 
و تابع " مسعود " : " الأوروبيين علي الدوام لديهم خطاب مزدوج ، يستهدفون دائماً الوصول إلي تفاهمات ، فهم لا يستطيعوا حسم أمرهم نحو شخص " أردوغان " ، فهم يعانون من فوبيا " الخوف " ، و أتمني هذه المرة أن يتخذوا عقوبات رادعة ضد " تركيا " .
 
خسائر أردوغان 
ذكر الكاتب الصحفي : " أن خسائر أردوغان المتواصلة في سوريا و ليبيا ، و فشله في ملف الغاز أمام " مصر " ، هي فرصة للأوروبيين أن يعلموا بأنه الآن في حالة تراجع ، و الجميع بات يعلم أن أردوغان أصبح يتاجر بمصير المساكين من اللاجئين ، و يلعب بهم و يتحكم في مصيرهم ، فقد استغلهم في السابق بالحصول علي أموال غزيرة ، و الآن بعد انتهاء مهمتهم ، رماهم و شردهم ، علي الحدود و الطرقات ، مثلما يفعل جيشه في قتل الشعبين " السوري و الليبي " .
 
ورقة اللاجئين
و أكد : " أردوغان لا يحترم حقوق الإنسان ، ولا حقوق البحار ، و الإيقاف عند حده يبدأ برفض ابتزازه ، و ثانياً : تنظيم عملية دخول اللاجئين إلي أوروبا بطريقة معتدلة دون تركها فقط علي كاهل " اليونان " ، و رفع تلك الحجة عنه " . 
 
الشمال الأوروبي 
و أوضح : " هنالك الكثير من دول الشمال الأوروبي تلعب لعبة سيئة ، بشأن ملف اللاجئين ، فهي تلقي بالحمل علي دول الجنوب الأوروبي ، بشكل ليس عادلاً و ليس مناسباً ، فأري بنفسي كوني عايش داخل إيطاليا ، الحكومة الإيطالية تحاول كثيراً مساعدة اللاجئين ، لكن العجز الاقتصادي داخل البلاد لا يساعد في أن تكون بقدرة " ألمانيا و السويد " أو الدول الأخرى ، في خدمة اللاجئين " .
 
و كشف : " الاتحاد الأوروبي يعاني من حالة بلبلة ، و عليهم حسم أمرهم ، فاليمين المتطرف داخل أوروبا الرافض لاحتضان اللاجئين و إعادة ترتيب أوضاعهم ، هي من تعطي " أردوغان " الفرصة للمتاجرة بذلك الملف " .
 
سوريا
و أضاف : " أردوغان يأمل من إقامة مناطق آمنة داخل سوريا ، بحشد جميع المسلحين الإرهابيين و إطلاقهم في جميع الاتجاهات لتنفيذ مخططاته ، و هي سوف تكون انتصاراً له " .
 
من جهته قال " فايق ديلو " المحلل السياسي من " برلين " : " أردوغان يعلم تماماً حجم المشاكل الداخلية بخصوص ملف اللاجئين في الدول الأوروبية ، و بالأخص في " ألمانيا " ، فهنا نري رفض اليمين المتطرف لقدوم المهاجرين ، و علي النقيض نجد المستشارة الألمانية / ميركل ، تجلس كثيراً مع " أردوغان " .
 
و تابع : " هناك حملات آنية ضد تواجد المهاجرين في ألمانيا ، و " أردوغان " يعلم ذلك جيداً ، و تصريح / ميركل ، بالموافقة علي إقامة مناطق آمنة في سوريا ، الهدف منها هو الحفاظ علي الإرهابيين الإخوانيين ، فقضية اللاجئين أصبحت تؤرق أوروبا بشكل كبير " .
 
و أوضح : " الاتحاد الأوروبي يجتمع لمجرد التشاور ، في تقوية الحدود بين الدول ، فالأزمة تكمن في الوصول إلي حل سياسي في سوريا ، و نري الانحياز الأوروبي في إبقاء ملف اللاجئين في تركيا ، علي العكس هناك قوات " سوريا الديمقراطية " لديها الكثير من اللاجئين ، ولا تحصل علي أي دعم و تمويلات أوروبية ، و عليهم أن يضعوا النقاط علي الحروف ، فالمنطقة الآمنة هي ترسيخ لقواعد إرهابية إخوانية إلي أين و متي شاء أردوغان أن يوجههم " .
 
و أضاف : " لابد من التعاون الأوروبي و دعم كلاً من " قبرص و اليونان " ، و نسمع الآن عن نقل عدداً من اللاجئين إلي شمال أفريقيا ، فقبرص بمفردها لا تتحمل اللاجئين ، لكن السؤال إلي أين يذهب اللاجئين ، هل تتم عودتهم مرة أخري إلي أحضان الإرهابيين في سوريا تحت إمرة الإخوان " . 
 
 و أكمل : " علي الاتحاد الأوروبي ، أن يكون حازم في وجه " أردوغان  " ، لأن أردوغان يريد تضمين الإرهابيين داخل اللاجئين المتجهين إلي أوروبا ، و هي سوف تكون كرة نار حارقة في وجه الجميع " .
 
و استمر : " الأوروبيين يصدرون بيانات ضد أردوغان ، و نراهم يجلسون معهم في جميع الاجتماعات ، و هم يعتقدون بأنهم بعيدين عن الأخطار ، و هو علي العكس سيكونون أول ما يتأثرون بالأوضاع في الشرق الأوسط ، و أردوغان لا يفعل شيء بدون الدعم الأوروبي ، و هم واهمين أن القضاء علي أردوغان سيكون داخلياً عن طريق الانتخابات ، و دعم الأطراف الأخرى مثل / أحمد داوود أوغلو " .