Medhatbe9@gmail.com
 
كنت قد كتبت مقالًا على موقعنا الرائع " الأقباط متحدون " منذ حوالي 7 سنوات حكاية الطفل "عبد المسيح.ع" (9 أعوام) ـ والذي قضت محكمة جنح مستأنف أحداث بني سويف ببراءة الطفل من تهمة سرقة 5 أرغفة من مخبز ، وذلك بعد أن تنازل صاحب المخبز. وجاءت الجلسة بعد استئناف محامي الطفل ضد الحكم الصادر بإيداع الطفل بالأحداث غيابيا بتهمة سرقة 5 أرغفة من الخبز البلدي من أحد المخابز بمركز الفشن، وحرر على إثرها صاحب المخبز محضرًا ضد الطفل في شهر مايو 2013 يتهمه بسرقة 117 رغيفًا من الفرن. "ابنى أخد خمسة أرغفة فعلاً بس مسرقش، وهيسرقهم إزاى وابنى بيشتغل عندهم فى المخبز، كل العمال فى "الفرن" بياخدوا العيش اللى عايزينه، هكذا لخصت مريم عيسى والدة الطفل عبد المسيح عزت عزيز والذى يقيم هو وأسرته الفقيرة بمدينة الفشن جنوب المحافظة قصة حكم إيداعه و2 من أصدقائه مؤسسة الأحداث فى تهمة سرقة الخبز.أي أنها ليست قضية الطفل عبد المسيح وحده ، ولكنها قضية مجتمع أصابه الحول الحيثي ، بعد أن أجرم في حق هؤلاء ثم على حين غره استدعى البعض من نخبته الخايبة  قيم التدين والنزاهة والشرف والعدالة ، واستدعى البعض مظلوميات وبكائيات الطائفية فقال لأنها قضية "عبد المسيح" !! 
 
يامن تستدعون الدين لتظلموا أطفالنا ، فإن الإسلام جاء بِدرء الحدود ، أي أنها تُدْفَع إلى أن تَثْبُت ثباتا بيِّنا والْمَجَاعَة التي كانت في زمان عمر بن الخطاب شُبْهَة تُدفَع بها تُهمة السرقة ؛ لأن السارق في سِنِيّ المجاعة إنما ألجأه إلى السرقة الجوع والفاقة، تقول الأية القرأنية الكريمة "فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم "..يَعْنِي مَنْ دَعَتْهُ ضَرُورَةٌ إِلَى أَكْلِ الْمَيْتَةِ وَسَائِرِ الْمُحَرَّمَاتِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ .وَالْمَخْمَصَةُ هي الْجُوعُ وَخَلَاءُ الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ . وَالْخَمْصُ ضُمُورُ الْبَطْنِ ، وَرَجُلٌ خَمِيصٌ وَخُمْصَانٌ وَامْرَأَةٌ خَمِيصَةٌ وَخُمْصَانَةٌ ؛ وَمِنْهُ أَخْمَصُ الْقَدَمِ ، وَيُسْتَعْمَلُ كَثِيرًا فِي الْجُوعِ وَالْغَرَثِ ؛ قَالَ الْأَعْشَى : تَبِيتُونَ فِي الْمَشْتَى مِلَاءً بُطُونُكُمْ ** وَجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائِصَا . 
 
وصدق الكاتب الجميل منير بشاي ( أخي في البشائيات ) عندما قال " ايها المسيح : انت عندما رأيت الجموع اشفقت عليهم وقلت لتلاميذك اعطوهم ليأكلوا ولم تشأ ان تصرفهم جياعا لئلا يخوروا فى الطريق.  ولما لم يكن مع التلاميذ مال او طعام غير خمسة خبزات وقليل من السمك امسكت بالخمسة خبزات وباركتها ووزعتها على الآلاف من الناس فأكلوا وشبعوا وفاض من الطعام الشىء الكثير. اللهم امسك بهذه الخبزات الخمسة التى كادت ان تودى بعبد المسيح الى السجن وباركها كما فعلت منذ ألفى عام واشبع بها كل جوعان فى ارض مصر. العبارة التى قالها السيد المسيح ان "الفقراء معكم فى كل حين"  لم تكن قبولا لظاهرة الفقر فى العالم، بل كانت ادانة لكل انسان يساعد على الفقر فى كل جيل..." ... وصدق علي بن أبي طالب ومقولته الخالدة " لو كان الفقر رجلاً لقتلته .
 
مرة ثانية وددت التذكير بحدوتة " عبد المسيح " بعد أن تكاثرت حواديت الرسائل السلبية التي نرسلها لأطفال زماننا والأزمنة القادمة والخالية من قيم المحبة والعطف والتراحم... 
" .