بقلم - عزت بولس 
تابعت منذ أيام، بث التلفزيون السويسري لتقرير عن مصر وأوضاعها تحت قيادة الرئيس السيسى لمده ساعة كامله. حقيقي لم أندهش لفقر الأرقام بذلك التقرير التليفزيوني، كما أنني لم أتعجب لضحالة المعلومة التي عرضها التقرير الغير مهني، وذلك لجملة أسباب منها تفهمي للحالة الغربية الأن بحكم حياتي معهم. 
 
فبعد أن أعتقد العالم الغربي بأنه أستطاع أن ينجح في خطته الشيطانية بمعاونة الأكابر من الشياطين الداخلية والخارجية لتقسيم مصر، كجزء من خطة تقسيم المنطقة العربية. خرجت الجموع المصرية لإبطال كل تلك المؤامرة – المصري في جيناته حضارة تفوق تفكير الغرب للسيطرة عليه – ليبقي السؤال لماذا يحاول الغرب بمساعدة البعض داخليًا وخارجيًا إجهاض ما يمكن أن نُسميه " صحوة مصر " بعد 30 يونيو، ولماذا يريد هؤلاء أن تعود مصر للعشوائية والانحدار التي كانت عليها قبيل30 يونيو؟؟
 
بحكم حياتي الكاملة بسويسرا لمدة 40 عام، أستطيع وبشكل قريب للحياد أن أفهم طريقة التفكير السويسري بكافة تفريعاته وبالطبع منها السياسية.
فهم – أي المواطن السويسري- يعتقدوا بشكل أو بأخر أن كل بلد لها طريق للحضارة مختلف عن طريقهم ورؤيتهم وثقافتهم وسياستهم، إنما ينتظرها الفشل المبين. وأري أنه من الخطأ أن تحكم بحدود خبرتك أنت "فقط" على خبرات الأخرين للنهوض مثلك.
فلكل تجربة بشرية مفرداتها ولكل شعب خصوصيته الحضارية التي تجعل من طريقة للنهوض من براثن الجهل والتطرف والغيبيات للإلحاق بالحضارة " تجربة متفردة" لها سماتها ومعاييرها التي قد لا نتفق جميعاً عليها لكننا نتفهمها ونحترمها، كتجربة تستحق الدراسة والفهم وليس الرفض والتشنيع وإطلاق الأحكام الشاذة. 
 
وأتساءل: لماذا لا يقوم جهابذة السياسة والأعلام بالغرب بمتابعه ما تقوم بيه مصر من مشاريع عملاقه تنجز خلال فترات قياسية تجعل تنفيذها " معجزة"؟؟
المشروعات بمجالات الطاقة ومواجهة العشوائيات وغيرها من مبادرات صحية وفكرية-القضاء على فيروس سي، بنك المعلومات، الإصلاح التعليمي، القضاء على قوائم الانتظار بالمستشفيات الحكومية -التي قد تم إنجازها في خلال الخمس سنوات الماضية تستحق الاحترام والتقدير وتؤكد جدية النظام الحاكم بقيادة الرئيس السيسي في الوصول بمصر لباب الحضارة والمستقبل ركضًا وليس سيرًا.
 
أن ما تقوم بيه الدولة المصري الأن من جهود جبارة لتخلص من الأحياء "العشوائية"  التي تُركت كبؤر إجرامية لسنوات طويلة يكفي وحده للفخر، فالعشوائيات المكانية أنجبت العشوائيات الفكرية والثقافية وغيرها بمصر، كانت تلك العشوائيات لسنوات طويلة حضانات الإرهاب والجريمة، والأن يتم تحطيم تلك الحضانات، لخلق إنسان يعيش بطريقة أدميه في احتياجاته الأساسية ليكون بالتبعية أدمي مع مجتمعه وأدمي بفكره. 
 
أتفهم نوعاً ما يُقلق الغرب من مصر، وتحديدًا النقلة النوعية الكبيرة التي تركز عليها قيادة مصر في تطوير القوات المسلحة المصرية، وزيادة كفاءتها وتنوع تسليحها. ولكن أقول إن بلد كمصر بجيش قوى ليس معناه دولة ستعتدي على أخرين، ذلك زمن أنتهى بموت من أبتكره، لكن مصر تتسلح لتحمى حدودها وأرضها ونيلها. أليس من حقنا حماية بلادنا؟؟الأمم المتحدة تنص على ذلك الحق لكل دولة. ونحن من حقنا الهب للدفاع عن أنفسنا دون انتظار لتدخل من أحد.
 
لدى قناعة بأن التطور التي تشهده مصر هو ما يُقلق بعض الدول بالغرب. فالبعض يُريد لمصر أن تكون سوق للعقل الغربي فقط ومنتجاته، ولا تكون هي قادرة على ابتكار أي شيء للحضارة. 
 
كل التحية والتقدير والاحترام، لكل من يعمل لمستقبل مصر وبناءها كدوله مواطنة كاملة متحضرة لشعب يستحق ألا يفتخر بالماضي فقط بل بالحاضر الذي يصنع المستقبل.