كتبت - أماني موسى
قالت الكاتبة والروائية د. ريم بسيوني، أنها من مدينة الإسكندرية وكانت لا تعرف الكثير عن القاهرة الإسلامية إلى أن سافرت إلى جامعة أكسفورد التي تحوي مباني من القرون الوسطى، وشعرت بسحر وحب تجاه هذه المباني العريقة.
 
مشيرة إلى أنها قامت بالتدريس لفترة في هذه الجامعة، ثم عادت إلى مصر واستقرت فيها عام 2013 وزارت للمرة الأولى مسجد السلطان حسن، وشعرت بأن هناك شيء ما أثر فيها كثيرًا، وبكت، فسألت من هو السلطان الحسن فأخبروها أنه سلطان قام بجمع كل أمواله لبناء هذا المسجد ثم قُتل، ومن هنا جاء شغفها بالآثار المملوكية من مساجد ومدارس في مصر، وقامت بالقراءة عن عصرهم من مكتب مصرية وأجنبية، ومن هنا كانت رواية "ولاد الناس".
 
موضحة أن لفظ ولاد الناس كان يطلق على أبناء المماليك المجهولي النسب والهوية، حيث كان يتم خطفهم من أسرهم وهم صغار، فأطلق عليهم لفظ "ولاد الناس".
 
وأضافت في لقاءها ببرنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" المقدم عبر شاشة cbc، إنما أولادهم الذين أنجبوهم وهم معروفي الأب والأب والنسب، وبعد جيلين يصبحوا مصريين.
 
وأوضحت أن رواية أولاد الناس بها 3 قصص الأولى تروي بناء مسجد السلطان حسن، والمهندس الذي قام ببناء المسجد، والقصة الثانية تروي الاشتباكات التي دارت بين المماليك داخل المسجد، وكيف أن هذا المسجد شهد جزء كبير من تاريخ مصر، لافتة إلى أن عصر المماليك أطلق عليه المؤرخون الأجانب أنه أخر عصر ازدهار للدولة الإٍسلامية، وأنه من أفضل العصور للدولة الإسلامية، ثم القصة الثالثة عن دخول الأتراك "العثمانيين" واحتلال مصر والفارق بينهم وبين المماليك في التعامل مع المصريين.
 
مشددة أن العصر المملوكي تم ظلمه تاريخيًا من خلال طمث العديد من الحقائق عنه، ولذا قامت بمحاولة إنصافه من خلال روايتها أولاد الناس، وتسليط الضوء على هذا العصر.
 
وكشفت بسيوني عن أجزاء من روايتها وقصص الحب التي حوتها، ومنهم فاطمة التي أحبها أحد الملوك وتزوجها ورفضت أن يشاركها فيه جواري وإماء، ومن شدة حبه لها انصاع لطلبها، وقام بعمل مصحف خاص بها تم عمله على مدار سنوات لأجلها.
 
وأوضحت أن قصص الحب التي وردت بالرواية بهذه القوة نابعة من كونها تؤمن بالحب وبوجوده في كل زمان، وأن هناك قصة حب بين بطلين كانا أعداء في البداية وتحول عدائهم لحب بذات القوة، مشيرة إلى أن كل قصص الحب لا بد أن يكون بها عناء لأن المعاناة جزء من الحياة، إما أن تحب بكل نفسك وإما ألا تحب.
 
وتابعت أن أبطال روايتها من السيدات يتميزن بأنهن أقوياء وهي ترى أن الست المصرية قوية منذ قديم الأزل، وأن المرأة المصرية في عهد المماليك كانت تشترط على زوجها إذا أتي بجارية أن يتم تطليقها.