كتب - أحمد المختار
توجهت موجة جديدة من المهاجرين المتواجدين داخل " تركيا " إلي الحدود " اليونانية " ، و هو الأمر الذي دفع " أثينا " إلي إرسال تعزيزات أمنية مكثفة إلي حدودها ، و تمكنها من منع دخول " 4000 لاجئ " عن طريق حدودها البرية و البحرية ، و عزمها لحماية حدودها ، يأتي ذلك في ظل تهديدات الرئيس التركي " رجب طيب أردوغان " بإغراق القارة الأوروبية بسيلٍ من المهاجرين ، في محاولة ابتزاز منه لنيل استعطاف الدول الأوروبية في معاركها المُشتعلة في كل من " سوريا و ليبيا " ، و في إطار ذلك ناقش برنامج " الآن " علي شاشة " اكسترا نيوز " أخر التطورات في هذا الملف ، من خلال استضافة عدد من الضيوف و منهم :

الدكتور " زكريا حمودان " مدير المؤسسة الوطنية للدراسات و الإحصاء من " بيروت " : " أقصي ما يمكن أن يقوم به الاتحاد الأوروبي هو غلق الحدود أمام المهاجرين ، فمصلحة تركيا اليوم هي رمي البشر بطريقة غير شرعية و غير قانونية و غير أخلاقية " .

و تابع : " أردوغان يقف الآن بجوار الجماعات الإرهابية و الجهادية التي حوصرت في سوريا ، و هو حامل ورقة الإسلام الجهادي في العالم ، و هو من حمي التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة و داعش ، و أغرق سوريا بالمقاتلين الأجانب ، و لذلك لن تقف أي دولة أوروبية بجانبه ، حيث فوضح " أردوغان " أمام العالم ، و اعتباره الراعي الأول للإرهاب ، و يستمر في خرق حقوق الإنسان " .

و أكد : " الاتحاد الأوروبي في حال أوقف السياحة تجاه تركيا ، سوف يُلحق أضراراً كبيرة بالاقتصاد التركي ، فالمشكلة تكمن في استخدام هذا الشخص للبشر بطريقة وقحة سواء المرتزقة و الجماعات الإرهابية في إدلب أو ريف حلب الشمالي و في ليبيا أيضاً ، فطريقته الواضحة الآن هو استخدام السياسات القومية التركية في إعادة احتلال أجزاء خارج البلاد ، و هي دليل سقوطه المدوي في الجبهة الداخلية ، و هو عندما تقدم في الشمال السوري ، تراجع بعضها مباشرةً ، و التعاون الوثيق بين الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الروسي سوف يشكل رادعاً لسياسات ذلك الشخص ، فكونها وسيطاً بين إيصال الغاز الروسي إلي الدول الأوروبية ، أصبحت تركيا ملتزمة بين الجانبين " .

و أضاف : " لا يحق لحزب أردوغان أو أي حزب تركي أن يتواجد في ليبيا ، فالذهاب هناك كان عن طريق إرسال المرتزقة و العائلات السورية إلي ليبيا ، مشدداً أن النظام التركي يسعي للحصول علي مكاسب إضافية سواء من الاتحاد الأوروبي أو اتفاقية " F 35  " مع الولايات المتحدة ، و إعادة الدور الأمريكي بصورة أخري إلي المنطقة ، و الاستفادة من موقع تركيا الاستراتيجي ، و محاولة لعب دور الوسيط الاقتصادي بشكل أكبر ما بين الاتحاد الروسي و أوروبا ، و أتوقع فشل مخططاته سواء في تلك المشاريع أو بالداخل التركي " .

من جهته قال الصحفي " إبراهيم كابان " من " برلين " : "  تركيا تستهدف اليونان ، لوقوفها ضدها في حصول أنقرة علي دعم حلف الناتو في شمال سوريا ، و يحاول أردوغان استغلال تلك الوسيلة ، للضغط علي الاتحاد الأوروبي في حصد مزيد من الأموال ، لا لصرفها علي اللاجئين السوريين المتواجدين داخل أراضيها ، و إنما لاستخدامها في تمويل عملياتها الإرهابية في سوريا " .

و أوضح : " أحزاب المعارضة التركية أيدت خطط النظام التركي و مشاريعه داخل و خارج البلاد ، و بالأخص في ملف التدخل بسوريا و المعارك المحتدمة في محافظة " إدلب " السورية ، عدا حزب " الشعب " الجمهوري المعارض و المُقرب من الأكراد ، و الذي يمثل القوة رقم ثلاثة داخل البرلمان التركي " .

و أكد : " تركيا دخلت في أزمة جديدة ، و هي تحاول بشتى الوسائل ، بالاستفادة من الحاضنة الأمريكية و الروسية و الأوروبية في آن واحد ، فمسألة اللاجئين السوريين ، أصبحت كورقة ضغط يلوح بها أمام الاتحاد الأوروبي ، عقب رفضه الانضمام معه في مغامراته الغير محسوبة في سوريا ، و هذا هو أيضاً موقف حلف الناتو برفض التدخل ، فهي بدون شك دولة غازية و محتلة للأراضي السورية ، فالجهات الدولية حتى هذه اللحظة تكتفي بالتصريحات النارية ، و أوروبا لديها الرغبة في تقبل دخول اللاجئين السوريين إلي أراضيها ، دون الاشتراك في تلك الحرب بسوريا " .
و أوضح : " النظام التركي حاول تهديد أمن قبرص و اليونان في البحر المتوسط ، و لم يقابله ردود عنيفة من الولايات المتحدة أو روسيا ، لكن الاتحاد الأوروبي علي النقيض يحمل في مخالبه عدداً من الضغوطات يُمكن أن يستخدمها و علي رأسها " الاقتصاد " ، فدولة مثل ألمانيا لديها حجم تبادل تجاري كبير مع تركيا ، و يكون من الوارد توقيع عدد من العقوبات علي الجانب التركي " .

و أكمل : " إذا لم تكف تركيا عن الارتماء في أحضان روسيا ، بديلاً عن حلف الناتو ، سوف يواجه " أردوغان " عقوبات شديدة في المرحلة القادمة ، في ظل الرفض العام الأوروبي له و لسياساته ، فحتى هذه اللحظة لا يوجد موقف واضح من الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا ، إذا سوف تكون تطورات لاحقة ، فالاتحاد الأوروبي ينظر بعين الاعتبار إلي موقف الولايات المتحدة في المنطقة ، حيث هناك أكثر من نصف الأحزاب الألمانية السياسية يرفضون التعاون مع تركيا ، لكن الحزب الاشتراكي و الذي ترأسه المستشارة " أنجيلا ميركل " ما زالت تواصل تعاونه مع أنقرة " .
و أضاف : " أردوغان يستغل سقوط الكثير من جنوده في ليبيا أو سوريا ، و استثمارها للحفاظ علي مكتسباته في الداخل التركي ، و يستفيد من ذلك السيناريو في خلط الأوراق في الشمال السوري ، و في إدلب ، لزيادة أعداد الجنود من 2000 إلي 15000 جندي ، و نشر الآليات العسكرية ، و توسيع دائرة التدويل لهذا الصراع " .