محمد حسين يونس 

 عندما يكرم اللصوص و البلطجية .. و يبكي عليهم أشباههم .

يقول نيتشة أنه عند مستوى معين من إرتقاء البشرفي المعرفة تقل الصحبة وتزداد الغربة و ينعزل الافراد في وحدة تفتقد لحرارة التلاحم .. لقد إنفصل الشخص عن القطيع ليجد نفسة بعيدا عن مجتمعه .. يعاني من التفرد و التجاهل و عدم الفهم إنها برودة القمم
 
في بلاد اعلي أصوات أهلها .. للاغبي منهم والاقل تعليما و ثقافة و وعيا .. يصبح المنطق عبئا جالبا للمصائب و الاخطار ويلح الاخرون في تحذير صاحبه من سوء المآل و يصر الجهال علي معارضته و تسفيهه و قذفه بحجارة من سجيل السنتهم و أيديهم وأسلحتهم في بعض الاحيان ...هذا ما كان يحدث علي مدى التاريخ و لا زال رغم البون الواسع بين زمن البداية و اليوم
 
جويا .. فان جوخ ..شارلي شابلن ..موتسارت ..إيزادورا ...عمر الخيام ..مارتن لوثر كينج ..توم بين ....غاندى ..جيفارا ..إبن رشد ..البير كامي ..إنجلز ..نيتشة.. نصر حامد أبو زيد . ..جاليليو .. دارون ..فرويد ..جمال حمدان كلهم عاشوا علي القمم في وحدة و برودة .. و كانت نهايتهم درامية..لا تختلف عن ما حدث لسقراط أو كوبرنيكس أو عبدالله بن المقفع...أى الاتهام بالكفر و الزندقة و الخروج عن المألوف .. و التغريد خارج السرب 
 
هكذا نحن ..أو السفهاء منا .. لا يقبلون إلا ما هو سائد من أكاذيب الحكام ونميمة المجتمع .. أو كما قال أحمد شوقي في مسرحية مصرع كليوباترا
((إسمع الشعب ( ديون) كيف يوحون إليه ..ملأ الجو هتافا بحياة قاتليه..أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه..ياله من ببغاء عقله فى أذنيه))
نحن  مجتمع .. يكرم فيه اللصوص و البلطجية .. و يبكي عليهم أشباههم .. و لا يسمع الصوت الخافت الذى يتحدث عن التطوير و التغيير .. 
يعيش عدد  منا في عزلة الوعي .. حيارى .. غير مسموعين ..و لا أمل لديهم في أن يستمع إليهم الغارقون في سحابات دخان الغفلة .. أو السكارى بمتع الثراء .. و الألقاب و السلطة 
 
 لا تحزن إذا كنت منهم .. فهذا وضع طبيعي  عندما ينخفض تطور البشر ليصل إلي درجة أقرب للضوارى و الوحوش في غابات مسكونه بكائنات تعثرت في التطور الفكرى و الإجتماعي و العلمي و إكتفت بترديد نشط للأكاذيب وأحاديث خداع المستسلمين .