حسني: نجحنا نجاحًا ساحقا في ملف الثقافة.. وأنشأنا مكتبات في قرى لا يسمع عنها أحد

كتب - نعيم يوسف
قال فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، إن الكم الهائل من التنوع في المجتمع المصري يضعنا في مشكلة، معقبا: "كان لابد من تربية الأبناء بطريقة صحيحة، ولكن للأسف الشديد التعليم كان سيء جدًا، والتربية ناقصة تماما، ولذلك نجد الفوضى حاكمة بشكل كبير جدًا على الرغم من محاولة الأنظمة مع الشعب لكي يعرف واجباته وحقوقه، ولكن أنت أمام شعب لا يقدر حقوقه ولا واجباته"، لافتا إلى ضرورة تربية الشعب على تقبل المدنية ومعيشتها في المستقبل.
 
الثقافة والتعليم والمجتمع
وأضاف "حسني"، في لقاء مع برنامج "نظرة" المذاع على قناة "صدى البلد" الفضائية، ويقدمه الإعلامي حمدي رزق، الجمعة، أن المجتمع كان يحتاج إلى الثقافة والتعليم لكي يقدر حجم المسائل والظروف، وهذه كلها عمليات تقديرية، وإذا لم يفعل ذلك سيكون هناك فوضى في التصرفات والأفكار.
 
الشعب.. والحياة المدنية
ولفت وزير الثقافة الأسبق، إلى أن الشعب الذي ثار ثورتين متتاليتين يستحق أن يعيش حياة مدنية، مشيرا إلى أن نظام الرئيس الأسبق مبارك استطاع أن يجدد من نفسه كثيرًا من خلال تجديد الوزراء، والنظام قبل 25 يناير كان شابًا جدًا، وبغض النظر عن سن الرئيس وبعض الوزراء، فإن القوة الضاربة الاقتصادية كانت شابة جدًا.
 
تأسيس دولة مدنية
وأشار إلى أن النظام حاول تأسيس دولة مدنية، على الرغم من وجود تضاد في بعض التوجهات والشخصيات، لافتا إلى أن النظام بعد 30 يونيو أصبح لديه شمولية في الرؤية لكي يرى المشروعات وتأثيرها بشكل أكبر، ويعيد ترتيب الحالة الاجتماعية والاقتصادية، والتجديد في الحياة وعرض إغراءات في مساحات جديدة من الأرض للبعد عن أمراض التكدس السكاني.
 
الحراك الاجتماعي
وأوضح "حسني"، أن الحراك الاجتماعي يؤدي في النهاية إلى السلم العام، ويؤدي في النهاية إلى الدولة المدنية وبناء المستقبل، ونسيان الإشكالات الموجودة، والأمراض الاجتماعية، لافتا إلى أن هذه الأمراض التي تحول دون نمو الدولة الوطنية هم المتأسلمين، والتربية، والتعليم، موضحا أن الشخص
المتعلم يختلف عن "الشخص المتربي"، لافتا إلى أن التربية مهمة جدا لأنها تعطي شكلًا للمجتمع، لكي يواجه كل الظروف من السلم إلى الحرب.
 
المتأسلمين والدولة الحديثة
وشدد على أن "المتأسلمين لديهم صبر وجلد، ومشروع "ولديهم دين بدماغهم هما، وهي دي المصيبة، ويغيبونك عن واقع عظيم لكي تذهب إلى واقع آخر، وتكفر كل من هو ليس في حظيرتك"، لافتا إلى أنه عانى من هذا التيار حتى أثناء وجوده في الوزارة لأنهم كانوا ضد كل ما يفعله، وصدامه معهم كان منطقيا في التعامل معهم، وكان يحترم دماغهم لكي يعرف طريقة التعامل معهم.
 
استغلال ظروف الشعب
وأكد على أن هذا التيار تمدد واستطاع اختطاف المجتمع من خلال السكر والزيت في المجتمعات الفقيرة، مضيفا: "هما كانوا معاهم خطة وعارفين بيعملوا إية ومعاهم فلوس، ومتعرفش كانوا بيجيبوها منين، واشتغلوا بحاجات الدولة مكانتش تقدر تشتغل بيها، والدولة كانت بتقول ياعم دول شوية زيت وسكر، ولكن ده كان خطر، لأنه هز الدولة من تحت عشان تقع".
 
الدولة وملف الثقافة
وعن مدى نجاح الدولة في ملف الثقافة، قال "حسني": "في مسألة تثقيف المجتمع نجحنا نجاح ساحق، لأننا كنا بنبني المعدات اللي تخلينا ننتصر، وعملنا مكتبات في كل المدن والقرى والنجوع في المناطق المختلفة، وعملنا خطة في آخر ثلاثة سنوات وبنينا 150 مكتبة في قرى ونجوع محدش يعرف أسماءها ودي كانت سعادة غامرة، وكان يتم بناؤها بطريقة مناسبة لهذه المجتمعات".
 
التغييرات في الدول المحيطة
وتحدث عن مستوى الثقافة والتغييرات التي تحدث في الدولة المحيطة ومنها المملكة العربية السعودية، موضحا أن ولي العهد مقتنع تماما بقيمة الثقافة، وأهميتها للسياحة الثقافية، ونفس الأمر في الكويت والإمارات، وعلينا الدخول في منافسة شريفة كبيرة جدا مع من حولنا، ولدينا الأدوات، والشعب المبدع الذي يعرف كيف يؤدي في الفن والثقافة، مشيرا إلى أهمية أن يكون المثقف لديه قيمة ذهنية كبيرة، ويؤثر فيمن حوله.