كتب – روماني صبري 
ناقش برنامج"بالتفاصيل" عودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باستخدام ورقة اللاجئين السوريين، للضغط على الدول الأوروبية حتى تسانده في تنفيذ مخططاته الشيطانية في الشرق الأوسط، وذلك بعد خسائره في ليبيا وسوريا، حيث شن الجيش السوري غارة جوية على جنود أتراك في إدلب سقط خلالها 33 جنديا تركيا في إطار عملياته العسكرية لتطهير البلاد من الجماعات المسلحة الموالية لتركيا هناك، إلى جانب قيام الجيش بإحكام قبضته على ريف إدلب الجنوبي بالكامل وصد هجوم للمسلحين المدعومين من تركيا على سراقب، وفي ليبيا قصف الجيش الليبي غرفة عمليات الضباط الأتراك بقاعدة معيتيقة فقتل 7 جنود أتراك بعد ساعات من إسقاط طائرة مسيرة تركية جنوب العاصمة.
 
استغلال ورقة اللاجئين
وقرا مقدم البرنامج تقريرا جاء نصه :" عقب اجتماع أمني عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قررت أنقرة أنها لن تعيق حركة المهاجرين واللاجئين الراغبين في عبور الحدود التركية نحو أوروبا فيما بدا ردا من تركيا على عدم انسياق حلف شمال الأطلسي وعواصم أوروبية معها في الشمال السوري.. استغلال ورقة اللاجئين في الضغط على المجتمع الأوروبي ليس جديدا، فقد سبق وفتحت تركيا حدودها، هذا إن لم تكن سهلت عبور اللاجئين إلى أوروبا وفق البعض، وعادت لتضبطها بعد ذلك من جديد إذ تفاهمت مع الجانب الأوروبي وكان من بين التفاهمات جوانب مالية. 
 
تركيا لا تستطيع حمايتهم 
وقال سمير صالحة، أستاذ القانون الدولي بجامعة اسطنبول، انه لا يوجد موقف تركي رسمي معلن لتغيير السياسات في التعامل حول اتفاقية اللاجئين، موضحا :" الحكومة التركية قالت مؤخرا أنها ملتزمة بهذه الاتفاقية الموقعة عام 2016."
 
وأردف :" لكن على الأرض الآن هناك مجموعات بدأت تتحرك باتجاه الحدود التركية متوجهين إلى البلاد الأوروبية ما كشف مغادرتهم البلاد التركية، وباعتقادي الشخصي لا أظن أن توافد اللاجئين في تركيا نحو الحدود مرتبط بقرار سياسي تركي  لتغيير سياسات النظام في هذه القضية، بل هو رسالة إلى أطراف عدة ، بان تركيا باتت لا تستطيع تحمل أعباء هؤلاء المهاجرين ماديا وامنيا." 
 
أردوغان متناقض 
أما بركات وقار الكاتب والمحلل السياسي، فأكد تناقض حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، من خلال استغلال ورقة المهاجرين، موضحا :" أليس الرئيس التركي هو من أعلن نشر قوات من الجيش في إدلب السورية لحماية السوريين هناك !، الآن يفتح لهم الحدود لمغادرة تركيا!." 
 
وتابع :" القرار اتخذ ليلا في اجتماع طارئ للحكومة التركية، لذلك تفاجئنا بذهاب مئات اللاجئين نحو الحدود لمغادرة البلاد .. كل هؤلاء معرضون للغرق في البحر والاختناق والقتل، ما حدث أمرا لا يمكن وصفه إلا بـ "بالاستفزاز للدول الأوروبية." 
 
ولفت :" من غير اللائق الدفاع عن القرار التركي أو تبريره، كونه انتهك حقوق الإنسان وعرض حياة المئات لخطر الموت وفوق كل ذلك ضرب باتفاقية اللاجئين عرض الحائط ." 
 
ينتهج سياسات رعناء
وشدد الكاتب الصحفي عبد المسيح الشامي، على أن سياسات حكومات الدول الأوروبية تتعارض مع سياسات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومشروع أردوغان لاحتلال الشرق الأوسط، موضحا :" أردوغان ينتهج سياسات رعناء تخالف كل رغبات دول العالم، لذلك تدفع بلاده فواتيرها الآن، حيث راح يعتدي على دولة عربية لها سيادة مثل سورية، بإرساله الجيش التركي هناك، ولفت :" قراره بإرسال اللاجئين السوريين إلى الدول الأوروبية، سيتحمل وحده مسؤوليته كونهم سيواجهون الكثير من المخاطر."