ترعى الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا بحضور البنك الدولي، حيث تعقد الجولة الأخيرة لها في 27 و28 الجاري للوصول إلى حل نهائي للأزمة.

كانت المفاوضات التي عقدت يومي 12 و13 فبراير الجاري في واشنطن، برئاسة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن وبحضور رئيس البنك الدولي، نصت علي قيام الولايات المتحدة بالاشتراك مع البنك الدولي بوضع الصورة النهائية لاتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

مصر تستعد
ونظمت اللجنة العليا لمياه النيل، الاثنين الماضي، اجتماعًا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، شارك فيه الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري، وممثلي وزارات الدفاع والخارجية والمخابرات العامة.

استعرضت اللجنة خلال الاجتماع، أخر مستجدات ملف سد النهضة، للاستعداد للمشاركة المصرية في الاجتماع، الذي عقده وزير الخزانة الأمريكي لوزراء خارجية ومياه الدول الثلاث ( مصر وإثيوبيا والسودان) في واشنطن يومي ٢٧ و٢٨ فبراير الجاري، بمشاركة رئيس البنك الدولي.

الوفد المصري
وتوجّه سامح شكري وزير الخارجية، الأربعاء، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في واشنطن، لحضور الاجتماعات الوزارية التي تنظمها الإدارة الأمريكية لمصر والسودان وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة بحضور البنك الدولي.

كما وصل الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، والوفد الفني المرافق له إلي الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في جلسات التفاوض حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

تأجيل إثيوبيا
من جانبها، أعلنت إثيوبيا، الأربعاء، إنها طلبت من الولايات المتحدة تأجيل الجولة الأخيرة من المحادثات المتعلقة بسد النهضة، الذي تبنيه على النيل الأزرق لإنتاج الطاقة الكهربائية، ما يؤجل الحل المحتمل للقضية الذي أشعل أزمة دبلوماسية منذ سنوات.

وأكد المتحدث باسم وزارة المياه والري والكهرباء، بزونه تولشا لوكالة "رويترز": بدون الدخول في تفاصيل "طلبنا لأننا بحاجة لمزيد من الوقت للتشاور".

الالتزام المصري
أما المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، فقد أكد أن مصر تلتزم بالمسار المفاوضات الذي تنظمه الولايات المتحدة والبنك الدولي، يعتبر الهدف من الاجتماع الحالي اتفقت عليه الدول الثلاث في اجتماعات سابقة

أضاف "حافظ"، أن هدف هذا الاجتماع هو وضع اللمسات الأخيرة لاتفاقية ملء وتشغيل سد النهضة، ووضع الجانب الأمريكي والبنك الدولي رؤيته على ضوء جولات المفاوضات التي أجريت بين الدول الثلاث منذ اجتماع الأول يوم 6 نوفمبر الماضي.

حسن النية
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن تشارك مصر في الاجتماع تعتبر تماشيا مع المنهج المصري الذي يتميز بحسن النية والرغبة في الوصول إلى اتفاقية نهائية حول ملء وتشغيل سد النهضة.

وتابع، أن المفاوضات تضم وزيري الخارجية والموارد المائية والري ضمن الاجتماع الوزاري الذي تدعو إليه الإدارة الأمريكية، قد لعبت الإدارة الأمريكية دور بناء على مدار الأشهر الماضية في مساعدة الدول الثلاث للتوصل إلى الاتفاق النهائي.

الاتفاق النهائي
ويشمل الاتفاق النهائي: التفاوض على عناصر ومكونات اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، منها ملء السد على مراحل، فواعد محددة للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة التي قد تحدث خلال عملية ملء السد، وقواعد التشغيل طويل الأمد، وتشمل التشغيل في الظروف الهيدرولوجية الطبيعية، وآلية التنسيق بين الدول الثلاث، التي تتولى متابعة تنفيذ اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة.

كما يتضمن الاتفاق بنود تحدد البيانات الفنية والمعلومات التي يتم تداولها للتحقق من تنفيذ الاتفاق، وأحكام تتعلق بأمان السد والتعامل مع حالات الطوارئ، بالإضافة إلي آلية ملزمة لفض أية نزاعات قد تنشأ حول تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق.