چاكلين جرجس
        " ماسبيرو " ذلك الصرح العملاق بكل ما له من مكانة و تاريخ ودور وإسهامات يستشعرها أى مواطن محب لبلده عند ذكر أسمه ، فهو صوت الأمة الإعلامى و عمودها الفقرى الذى يعبر عن التوجة العام للدولة وسياساتها الخارجية و الداخلية .. ويذكر أن  إتحاد الإذاعة و التليفزيون قد بدأ فى بث برامجه عام 1960 ، كانت تحت إدارته ثلاثة مؤسسات ، مؤسسة للتلفزيون و مؤسسة للإذاعة ومؤسسة للهندسة الإذاعية ، أما الأن فبموجب قانون رقم 92 لسنة 2016 في شأن التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام تتولى إدارة المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة تقديم خدمات البث والإنتاج التليفزيوني والإذاعي والرقمي من خلال " الهيئة الوطنية للإعلام " أى " إتحاد الإذاعة و التليفزيون " سابقًا .

        لكنه كغيره من المؤسسات العتيدة التى تصيب و تخفق ، تحقق نجاحات عظيمة فى فترات و يصيبها الإخفاق فى مراحل آخرى .، فعلى سبيل المثال و بعدما حقق التليفزيون المصرى نجاحات غير مسبوقة فى قطاع الإنتاج الدرامي بأعمال لا يمكن أن ينساها المشاهد المصري و العربي مثل  :  ليالى الحلمية ، رأفت الهجان ، أرابيسك ، زيزينيا ، الزينى بركات ، الهودج ، هارون الرشيد ، ناهيك عن أهم البرامج التليفزيونية مثل : " ذكريات و حكايات ، اوتوجراف ، شخصيات و نجوم ، و يا تليفزيون يا .... " وغيرها الكثير  ، كما كان التميز الإذاعي التاريخي بروائع البرامج الناجحة غي تفاعل الجماهير معها مثل : كلمتين وبس ، قال الفيلسوف ، قطوف الأدب من كلام العرب ، قل و لا تقل " وغيرها ..

     و عليه ،  كان استحسان المشاهد المصري و العربي بخبر تفعيل  قرار التليفزيون المصرى ليعود إلى الحياة ويحقق قفزة كبيرة إعلامية كبيرة ليرجع لسابق مجده مرة أخرى بعدما وصلت مرحلة الهبوط من أعلى هرم المجد الإعلامى إلى القاع حيث قدرت حجم خسائر و مديونية الهيئة الوطنية للإعلام فى عام 2019بنحو 7 مليارات و66 مليون جنيه، وبلغ رصيد القروض طويلة الأجل فى 30 يونيو 2019 نحو 9 مليارات و516.7 مليون جنيه ، فقام بتوقيع بروتوكلا ضخما مع مجموعة " إعلام المصريين " لإنشاء قناة فضائية جديدة تهتم بخدمات الأسرة ويكون محتواها بالدرجة الأولى موجه للمنطقة العربية، وهى باكورة مجموعة قنوات فضائية تبث من خلال النايل سات و تقوم بتقديم خدمات إعلامية متنوعة من خلال تطوير المحتوى الإعلامي بالقناة الفضائية المصرية والقناة الأولى والثانية للتلفزيون المصرى ..

    و عليه ، فقد انتظرنا بلهفة باكورة إنتاج هذا التعاون و كلنا أمل أن يكون مستحق لدعم مسيرة التقدم و النجاح لذلك الصرح الذى وُلد عملاقا لما قدمه تاريخه من زخم الأدوار التوعوية و الثقافية و التنويرية  و الإبداعية  عبر العديد من الأعمال التليفزيونية و الإذاعية فقد كان بمثابة الشريك الداعم لمؤسسات الثقافة والتعليم والصحة و الصناعة من خلاب رفع نسبة الوعى بسبل تحقيق التقدم و إعلاء لقيم و مبادىء إنسانية رفيعة لدى المواطن المصرى  .  

   لكن كانت المفاجأة الصادمة ، أنه و فى أولى مراحل تطويره ومع بداية برنامج التاسعة مساءا بمذيعات ينقصهن التدريب و الممارسة الفعلية ــــ ربما اقترح إعادة تدريبهن فى معهد الإذاعة و التليفزيون التابع للهيئة ، ذلك المعهد الذى قام بمهمة  تدريب اشهر مقدمى البرامج التليفزيونية و الإذاعية ــ  فالنشرة الإخبارية فن رفيع لا يتقنه الكثيرين ، ثم كانت الطامة الكبرى عندما بدأ الاستاذ وائل الإبراشى فقرته مع مفسد الجيل " محمد رمضان " والذى لا أعلم هل سبب استضافته فى هذا الصرح العملاق كان بدافع رفع نسبة المشاهدة للبرنامج و يركب سباق التريند العالمى مثلا... خاصة بعد كل اللغط الذى أُثير حوله فى الفترة الماضية ؛ أم لجماهيريته و شعبيته الزائفة ؟ !!، أو ربما كان هناك ثقة و قناعة غير مقبولة  لدى فريق الإعداد إن بعد استضافته لمحمد رمضان كنموذج لبعض الشباب المتهور أن البرنامج سيرفع نسبة الثقافة و الوعى لدى الجمهور ؟!!! كل تلك التساؤلات لم أجد لها أى إجابة شافية ربما مازلت ومازال البعض يبحثون عن المثالية و المصداقية لذلك الصرح العملاق الذى هوى و كان سقوطه مدويًا !!..

   ويا ماسبيرو يا ..هناك احتياج لإنشاء مراكز بحثية ومراكز استطلاع رأي تابعة لكم لتقول لكم كم الغضب الذي نلتموه جراء تلك البداية المخفقة لدرجة إشاعة أن البرنامج تم رشوته من مؤسسات النجم الشهير مقابل ذلك الظهور المهين للمشاهد المسكين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!