عصام نسيم
كنت أتحدث مع صديق منذ حوالي أسبوعين فقال لي هل تابعت شاكوش ؟ 
قلت له أي شاكوش الذي أتابعه شاكوش النجار ؟
قال لي ضاحكا أنه مغني مهرجانات اشتهر وأصبح حديث البرامج بعد أن حقق مكاسب بالملايين من يوتيوب وأصبح ضيفا على كثير من البرامج التلفزيونية وأصبح حديث الساعة !!
ولأنني أرى دائما أن ما يسمى بالمهرحانات هو نتاج حالة التردي في كل شيء الذي وصل إليه مجتمعنا !
تردي في التعليم الذي يخرج لنا سنويا اشباه متعلمين !
تردي في الأخلاق والقيم والمبادئ حتى أصبح الاحترام والذوق في التعامل أمر غير حاضر في كثير من نواحي تعاملتنا
تردي في السلوكيات والمعاملات بشكل عام .
تردي في الفنون والبرامج وما تقدمه القنوات الفضائية بشكل عام والتي أصبح هدفها الأول والأخير هو تحقيق الربح المادي من خلال إذاعة اعلانات في برامج تقدم الزيف أو العبث أو الدجل أو السفه أو السخف !!!
تردي حتى في شكل التدين في مجتمعنا الذي أخذ المظهر دون الجوهر والكلام بعيد عن العمل والسطحية بدلا من العمق !
قلت لصديقي صدقني انا لا الوم هذا الشاكوش أو أي شاكوش طفح على سطح مجتمعنا فما أكثر هذه الشواكيش في مجتمعنا !!
أنه زمن الشواكيش !
ما يغنيه هؤلاء هو نتاج ثقافة أصبحت أمر واقع في مجتمعنا .!
ثقافة شكلتها فىة من المجتمع تمثل ملايين !
فىة أصبحت أمر واقع نشاهدهم حولنا باستمرار في المدارس والجامعات والشوارع!
فىة أنتجت لنا ثقافة جديدة اسميتها 
" ثقافة التوك توك .!
نعمة ثقافة التوك توك .
فالتوك توك خير معبر عن هذا الوضع وهذا الحال .
التوك توك هو رمز للعشواىية والفوضى والبلطجة والخروج عن النظام وكسر القانون  !
وللاسف الشديد هذه أصبحت سمة من سمات قطاع عريض في مجتمعنا اليوم على كل المستويات .
التوك توك هو نتاج أيضا ولكنه أنتج لنا منتج اخر أكثر من سوء !
هذه الثقاقة شكلت جزء كبير من وجدان اجيال الشباب الصغير حتى أصبحنا نجد أن السمة الغالبة في جيل الشباب الصغير هي هذه الصفات الرديىة !
فلا احترام الكبير ولا احترام لقانون ولا التزام بنظام والسخرية من كل شيء حتى من المقدسات !!! 
المهرجانات والتوك توك والشاكوش وزملاءه جميعهم نتاج هذه الحالة !
وللاسف الشديد لا الوم اصحاب التوك توك ولا مطربي ما يسمى بالمهرجانات  أو من يقدمون الاسفاف بشكل عام !
ولكن الوم من ساهموا في خروج هذا المنتج الرديء ومن ساهموا في انتشاره ومن قبله وروج له وساعد في انتشاره !!
المهرجانات لو لم تجد قبول عند الناس لما انتشرت وكانت ماتت مثلما ماتت أمور أخرى رديىة !
شاكوش لو لم يجد متابعين له بالملايين لما انتشر بهذا الشكل !
البرامج والفضائيات لو لم تجعله نجم الساعة لما نال كل هذه الشهرة !
تهافت الجموع الي سماعه هو ما حقق له الشهرة !
هو أو غيره فهو مجرد مثال كما ذكرنا !
إذن لا نلوم هؤلاء ولكن نلوم من جعلهم هكذا !
نلوم من ساهم في انتشار الصراخ ليكون موسيقي .
نلوم من ساهم في هؤلاء قدوة الشباب .
نلوم الإعلام الذي جعل من التوافه قضايا ومن شخصيات ليس لها قيمة نجوم للمجتمع .
نلوم القنوات التي أصبح هدفها جمع المال باي طريقة حتى لو كان بنشر القبح وأعمال تخلوا من الاحترام والذوق وحتى مبادئ الاحترام !
 
! نلوم التعليم الذي هوى بالمجتمع بعد أن فقد اهم أهدافه وهي التربية وأصبح التعليم مجرد حفظ وتلقين دون فهم أو معرفة حقيقة ودون بناء شخصية تستطيع أن تعرف وتحلل وتستنتج وايضا قادرة على الابتكار .!
التعليم وانهياره من أهم أسباب حالة الانحدار التي وصلنا إليه فالتعليم أصبح في حد ذاته ليس هدفه المعرفة والحصول على العلم وايضا بناء. تربية الشخصية ولكن أصبح هدفه مجرد شهادة فقط لا غير !
هناك ظروف كثيرة ساهمت في حالة الانحدار التي وصلنا إليها وما نراه اليوم ما هو إلا نتيجة لهذه الظروف .
 
اتذكر في فترة الثمانينات والتسعينيات وكان المجتمع مازال محافظ على كثير من المبادئ والقيم والاخلاقيات كان هناك كثير من البرامج المعرفية التي تساهم في بناء شخصية الطفل أو الشاب .
 
كان هناك حدود فيما ينشر ويذاع لا تسمع لفظ خارج أو كلمة بها إساءة أو حتى مشهد غير لاىق كان هناك رقابة انتهى دورها مع الوقت وأصبح ما يذاع من أعمال تحتوي على كثير من الإمور التي لا تتماشى مع اي قيم اعمال ساهمت في حالة الانحدار هذا .
 
شاكوش والتوك توك واي قبح ظهر في مجتمعنا هو مجرد نتيجة ويجب أن يتم علاج الأسباب وليس النتائج .
 
علاج النتيجة لن يكون ابدا حل وهو علاج وقتي لن .
 
لكن علاج الأسباب هو من سيقضي على هذه الظواهر السلبية ويعالج حالة الانحدار التي وصل  إليها مجتمعنا ويعالج هذا القبح الذي طال كل شيء حولنا .
علاج الأسباب هو الحل وليس اي أمر آخر .