في مثل هذا اليوم 26 فبراير1936م..
أدولف هتلر (Adolf Hitler20 أبريل 1889 - 30 أبريل 1945) سياسي ألماني نازي، ولد في النمسا، وكان زعيم ومؤسس حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي. حكم ألمانيا في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 حيث شغل منصب مستشار الدولة في الفترة ما بين عامي 1933 و1945، والفوهرر (Führer) في الفترة ما بين عامي 1934 و1945. واختارته مجلة تايم واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.

وباعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيمًا له في عام 1921. وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية.

في عام 1933، تم تعيينه مستشارًا للبلاد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية. وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي (Lebensraum) (ويُقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي) وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف. وقد قام الجيش الألماني (فيرماخت) الذي قام هتلر بإعادة بنائه بغزو بولندا في عام 1939 مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفياتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). ومع ذلك، نجحت دول الحلفاء في أن تكون لها الغلبة في النهاية.

وفي عام 1945، نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين. وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب في عام 1945، تزوج هتلر من عشيقته إيفا براون بعد قصة حب طويلة. وبعد أقل من يومين، انتحر العشيقان.، وتم حرق جثتيهما على بعد أمتار من تقدم الجيش السوفيتي في برلين.

ينظر بعض المؤرخين لهتلر بأنه شخصية فريدة في التاريخ الألماني، حاولت تحسين الظروف السياسية والاقتصادية للشعب الألماني في فترة حكمه. وعلى الطرف الآخر، يعتبر مؤرخون آخرون أن هتلر واحد من أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث؛ حيث تسببت سياساته في قتل ملايين المدنيين والعسكريين، خلال الحرب العالمية الثانية.

فولكس واغن شركة صناعية ألمانية كبرى، أسسها حزب العمال الألماني عام 1936، ومقرها فولفسبورغ، سكسونيا السفلى، في ألمانيا، وتتبع لمجموعة شركات فولكس فاجن. تنتج الشركة سيارات فولكس واغن إحدى السيارات الأكثر مبيعاً حيث وتمثل الآن ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم، بعد تويوتا.

فولكس فاجن (Volkswagen، أي سيارة الشعب، من فولك Volk: شعب، فاجن Wagen: سيارة) علامة سيارات ألمانية شهيرة. تم تطويرها أيام هتلر لتكون سيارة الشعب كما يتضح من اسمها باللغة الألمانية. وهي ثالث أكبر شركة سيارات في العالم بعد تويوتا وجنرال موتورز. وتمتلك ملكية الشركة المصنعة لأسرع سيارة في العالم (بوغاتي).

في عام 1934، أعلن هتلر عن نيته إنتاج "سيارة الشعب"، لتكون في متناول طبقات المجتمع البسيطة، لكن هدفا آخر كان يربو إليه هتلر وهو منافسة الولايات المتحدة وبريطانيا، وإنتاج نسخة ألمانية من سيارة "فورد" طراز"تي".

وقام هتلر بإقناع صناع القرار في نقابة صناعة السيارات بتوقيع عقد مع شركة بورشيه لإنتاج السيارة الشعبية بتمويل من الدولة. لكن ثمة روايات أخرى حول ارتباط المهندس بورشيه بالزعيم النازي، حيث اتصل المهندس بوزارة النقل الألمانية، وقدم رؤيته للسيارة الشعبية، لكن رواية أخرى تقول إن هتلر اتصل ببورشيه لمقابلته في برلين، في لقاء رتب له وكيل شركة مرسيدس المعروف آنذاك يعقوب فرلين.

في عام 1936 افتتح أدولف هتلر مصنع KdF-Stadt الذي سينتج سيارة الشعب المرتقبة، واسمها بالألماني «فولكسفاجن» في مدينة Fallersleben بسكسونيا السفلى، لتكتمل في عام 1939 محتوية على أفضل الآلات الأميركية.


بدأ هتلر في الاستثمار الدعائي للسيارة الجديدة، حيث تم الإعلان عن السيارة في عام 1938 بمناسبة وضع حجر الأساس لمصنع "فولفسبيرج"، وسميت رسميا KdF-Stadt أي "القوة من أجل الفرح"، وهو اسم فرع من جبهة العمل النازي كان يعمل في مجال الترفيه وتعزيز النظام في المجتمع الألماني.

لكن الحرب العالمية الثانية أجلت حلم "سيارة الشعب"، وفي عام 1945 تحول مصنع "فولفسبيرج" إلى أنقاض ووقع تحت سيطرة القوات الأمريكية.

بعد نهاية الحرب وبموجب اتفاقية بين الحلفاء، تولت وحدة إنجليزية مسؤولية إعادة تشغيل الآلات التي دمرتها الحرب.

وأنقذ ذلك القرار سيارة فولكسفاجن من الزوال بعد انتهاء عصر هتلر وهزيمته في الحرب.

وتم إرسال الميجر البريطاني "إيفان هيرست" لتقييم الأضرار، لكنه اكتشف سيارتين اثنتين من KdF أعاد بناؤهما بعض عمال المصنع طواعية، فسحرته السيارة بتصميمها الغريب، وقرر إعادة تشغيل المصنع.

الرواية التي تبدو أقرب إلى الخيال أعادت إلى العالم حلم سيارة الشعب، ولكن ليس على الطريقة التي أرادها هتلر، حيث كان الإنتاج من نصيب جيش الاحتلال.


بعد أن أفلتت سيارة الشعب من القبضة النازية، لاحقتها دعوى قضائية من شركة سيارات مغمورة تسمى "تاترا"، حيث زعمت تلك الشركة أن تصميم فولكسفاجن يشبه كثيرا نموذج "تاترا" الذي صممه المهندس التشيكي "هانز لدوينكا"، كالإنسيابية الهوائية ووضع المحرك في الخلف.

وفي كتاب حروب السيارات للمؤلف "جي مانتلي"، ذكر بأن فرديناند بورشيه اعترف بأنه استوحى تصميم سيارة الشعب إلى حد ما من موديل "تاترا"، لكن غزو الألمان لتشيكوسلوفاكيا عطل الدعوى القضائية.

ولاحقا عوضت فولكسفاجن شركة تاترا مبلغ 3 ملايين مارك ألماني، كان ذلك اعترافا ضمنيا من الشركة باستلهام تصميم فولكسفاجن من نموذج المهندس التشيكي.

وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ الصعود التجاري الرهيب لتلك السيارة الضئيلة الحجم الوقورة ذات الطلة الكلاسيكية، وزادت مبيعاتها، الأمر الذي دفع بالشركة لتجميعها في عدة دول شملت بلجيكا، والبرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وإيرلندا، ونيجيريا، والفلبين، وجنوب إفريقيا، ويوغسلافيا السابقة، وفنزويلا، ونيوزيلاند، وأستراليا.

واخترعت تلك الشعوب ألقابا خاصة على السيارة، منها "الضفدعة" في العراق والسودان، و"لفقاعة" في دول اسكندنافيا، و"سوسة الفاكهة» في كندا، و"الدعسوقة" في الجزائر، و"الخنفساء" في البرازيل، و"الجعل" في هولندا وجنوب إفريقيا، و"الحشرة" في الولايات المتحدة، و"السلحفاة" في تركيا وسوريا.

مع غروب عصر فولكسفاجن لن ينسى التاريخ أبدا أنها كانت السيارة المفضلة لما عرف في وسائل الإعلام بأفقر رئيس في العالم، وهو "خوزيه ألبرتو موخيكا كوردانو" الرئيس السابق لدولة الأوروجواي.

وأطلق ذلك الرئيس الزاهد على حلم هتلر لقبا جديدا للسيارة التي لم تنجو أبدا من سلاسل السياسة القاسية، وأصبحت رمزا للتقشف والبعد عن الزخارف والأبهة.

يلخص هاينريش نوردوف الرئيس السابق لشركة فولكسفاجن السر الغامض لتعلق العالم بالخنفساء حيث يقول: "أرى أن الجمهور يعشق البيتل، ولكن أنا لا أفهم حقاً لماذا!".