الشرقية .... سارة على
يعتبر " إطعام الطعام "، من أحب الأعمال إلى الله في جميع الأديان، و قد انطلقت عدة مبادرات تهدف لنشر الإطعام، بعدة طرق مختلفة، على مستوى محافظات مصر، خاصة تزامنا مع فصل الشتاء، لارتباط الجوع بالبرد.
 
وفي محافظة الشرقية، يعتبر " المطبخ الخيري "، من أكبر مؤسسات الإطعام الخيرية، والتي يستفيد منها المساكين والغير قادرين، من جميع أنحاء المحافظة.
 
التقت " أقباط متحدون "، ب"سوزان المسلمانى "، مؤسسة المطبخ الحيرى، و القائمة على أعماله، فهى سيدة ثلاثينية تحدت ظروف مجتمعها و حملت على عاتقها هم الفقراء والمعدمين، بدأت مشروعها بأفكار صغيرة وبسيطة حتى توسعت، و أساست مؤسسة خيرية تضم اكبر مطبخ خيري بالشرقية.
 
بدأت المسلمانى حديثها، أنها شرعت في دخول مجال العالم، منذ حوالي 6 سنوات، و بداية الإطعام كان من منزلها، حيث قامت بإعداد عدد بسيط من الوجبات يوميا، لتوزيعها على المحتاجين، والمشردين فى الشوارع، بدأت فكرتها بحوالي 5 وجبات يوميا، و بمشاركة بعض الأهل والأصدقاء تم التوسع فى الفكرة، لتؤسس أكبر مطبخ خيري لإطعام الفقراء محافظة الشرقية.
 
وأضافت في تصريحات صحفية خاصة، أن المطبخ تطور لإنتاج مئات الوجبات يوميا، حيث وصل من 200 وجبة يوميا حتى 500 وجبة، يتم توزيعها على الأهالي الأكثر احتياجا في كل حدب وصوب بمحافظة الشرقية، لوقايتهم عبء الجوع، خاصة المرضى والمسنين ممن لا يستطيعون الحركة و رعاية أنفسهم و أطفالهم، إلى جانب الأسر الفقيرة التي لا تملك قوت يومها.
 
و عن أنواع الوجبات، فيتم خلالها تقديم اللحوم و الدواجن و الأسماك، والتي يتم إعدادها بطرق فندقية ومتنوعة، و غير تقليدية، ويكون البروتين فيها عنصرا أساسيا إلى جانب النشويات مثل الأرز والمكرونة، و اليتامينات مثل الخضار والفواكه، إلى جانب الحلوة، والتمويل من بعض المتبرعين والمتطوعين، الذين يمدون المطبخ بالخامات والمواد اللازمة فى إعداد الطعام.
 
وأوضحت المسلمانى، أن عمل المطبخ أخذ شكله القانوني، تحت إشراف مديرية التضامن الاجتماعي، حيث تم إدراجه تحت مؤسسة خيرية أقامتها صاحبة الفكرة تعرف باسم مؤسسة " زواد "، والتي تم إشهارها بمديرية التضامن الاجتماعي برقم المشهرة برقم 3553 .
 
و قد شارك المطبخ الخيري مع عددا من المؤسسات المعروفة، في أيام إطعام للنزلاء، فقد تم مشاركة مؤسسة مصر الخير في إعداد إفطار رمضان 2019، و تم إعداد 10 ألاف وجبة إفطار للمساكين والصائمين، وذلك لأن مؤسسة زواد رغم حداثتها، إلا أن حجم عملها وانتشارها كبيرا، كما يتم تقديم وجبات لدور الأيتام في تقديم الوجبات للأطفال النزلاء، و المؤسسات الخيرية المعنية برعاية المرضى و المسنين.
 
و تابعت في حديثها، أن المؤسسة الآن قد تجاوزت فكرة الإطعام، ويتم تقديم مساعدات أخرى لكل المحتاجين و المكروبين على مستوى المحافظة، و يتم تفريج كروب الغارمات والمحتاجين، و الوقوف إلى جانب المرضى، لافتة إلى أنها قد تبنت حملة "إحنا في ظهرك "، لإعادة الحياة للغارمات خارج السجون مرة أخرى، بعد أن أجبرتهن ظروفهم على الاقتراض لزواج بناتهن أو علاج مرضاهن وتعسرهن عن السداد. 
 
كما يتم تقديم الأغطية لوقاية الأهالي الأكثر احتياجا برد الشتاء، و غلاء الخامات، كما يتم توفير المشروعات الصغيرة التي تساعدهم في بناء حياة كريمة مرة أخرى، بالإضافة إلى تجهيز اليتيمات والغير قادرات، وغير ذلك من الأنشطة المجتمعية التي لم تتوانى في تحقيقها من خلال مؤسسة زواد للتنمية
الشرقية.
 
و اختتمت المسلمانى حديثها، أنه رغم الضغط والتعب، إلا أن هناك دافع كبير يحركها ويحرك جميع المتبرعين والمشاركين، و هو أحوال الأهالي من المرضى و المعدمين، مؤكدة أن فكرة الإطعام ليست مجرد وجبة عابرة، و لكنها تراها بمثابة حياة لليتيم أو الفقير أو المريض أو المسن المريض الغير قادر على الحركة، لتقيهم من أمراض سوء التغذية، و توفر عليهم عبء التكاليف و الجهد فى إعداد الطعام.