بقلم - أماني موسى
منذ آن لآخر تجد دعوات جواز تهنئة المسيحي من عدمه، جواز تبادل الهدايا معه، وتتراوح الفتاوى بين مؤيد يسمح بهذه الأمور باعتبارها من أساسيات التعايش، وأخرى تمنع بدعوى أن هذا مخالف للشريعة، وكان آخر هذه الأمور الحديث حول دخول السير مجدي يعقوب للجنة أم النار، وهل تشفع له أعماله الخيرية الإنسانية الغير عادية أم تمنعه ديانته من دخول الجنة المنتظرة وفقًا لما يعتقد البعض؟!!
 
والسؤال: هل يملك رجال الدين في وطننا العربي مفاتيح الجنة والنار؟ هل الله جل جلاله أعطاهم علمه؟ هل منحهم معرفة رأيه الشخصي في الأمر ليتحدثوا بكل هذه الثقة؟ أم هل سبقونا إلى هناك وعرفوا حفايا الأمور فباتوا على علم يقين بمن سيدخل ومن سيخرج؟
 
وفقًا لرؤيتهم "المشوهة" أصحاب ديانة معينة هم فقط أهل الجنة وبقية أهل الأرض وبقاعها والذي يتخطى عددهم الـ 7 مليار إنسان سيهلكون في النار؟!
هل هذا عدل إلهي والله جل جلاله هو العدل؟ هذا هذا منطق مستوي؟ هل هذا كلام يعقل؟ سيهلك الله كل البشرية وهم صنيعة يديه لأجل أنهم سلكوا طريق آخر للوصول إليه؟
 
إذا كان د. مجدي يعقوب الذي يعالج ويداوي ويهتم ويحب الكل بغض النظر عن لونهم، دينهم، جنسهم، مستواهم المادي والاجتماعي، الذي يمنح علمه للأطباء الأصغر منه قائلاً: مش عايز أمشي وأسيب الدنيا وفي معلومة أنا أعرفها ومقولتهاش لهم، هل إنسان كهذا سيطرد من جنتهم المزعومة فقط لأجل أنه مسيحي؟ من سيدخل إذًا؟ الذي يقطع الرقاب ويجز الأعناق ويغتصب النساء ويسرق أموال وممتلكات الآخرين؟ أي منطق مشوه هذا؟
 
اتركوا الناس يعتقدون ما يشاؤون، اتركوهم يعرفوا ربهم بالطريقة التي تريحهم ويقبلها عقلهم ويرتاح لها ضميرهم، اتركوهم يعيشون دنياهم وحسابهم عند رب العالمين وليس عند حفنة من الأشخاص يلقبونهم في مجتمعاتنا العربية رجال دين.. كفى تشويه لصورة الله والأديان، كفى متاجرة بالدين والأوطان، كفى تلاعب بعقول البسطاء.