قسم أبقراط مبيقولش مسلم ولا مسيحي
مع احتفالات شبكة قنوات "DMC"، بعيدها الثالث، شاركت الإعلامية الكبيرة سناء منصور مقدمة برنامج "السفيرة عزيزة"، مع الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومقدم برنامج "لعلهم يفقهون"، في إحدى فقرات قناة "DMC".

وقالت الإعلامية الكبيرة سناء منصور، إن "الجندي"، يقدم برنامجه بعد انتهاء برنامجها، لكنها دائمًا ما تكون السبب في تأخره عن موعد دخوله الاستديو، بسبب حرصها الدائم على الحديث معه والاستزادة من علمه، ليرد الأخير مسميًا ما يدور بينهما بـ"حوار الطرق".

الفقرة تضمنت مفاجأة لمتابعي القناة، حيث استضاف الإعلاميان طبيب أسنان يدعى مينا وجدي إبراهيم، يشارك في علاج المرضى مجانا داخل عيادة أسنان في مسجد.

وقال الجندي، إنه يربطه بوالد الضيف "علاقة حياة"، لافتًا إلى أن ابنيه وهما الطبيب وشقيقته مريم دائمًا ما ينادونه بلقب "عمي": "أنا مستشارهم صغير السن، وعندما حصل مينا على مجموع كبير قدمت ورقه بنفسي لكلية الطب".

وعرض البرنامج تقريرًا تلفزيونيًا عن الطبيب، الذي يعمل في مستشفى ملحق بمسجد الرحمة في منطقة صفط اللبن، وقال عزت محمد الصفتي رئيس الجمعية الشرعية فرع صفط اللبن، إن "مينا" صنع لنفسه اسمًا رائعًا وسمعة طيبة: "هو زي ابني".

وقال أحد المترددين على العيادة، إنه تعجب في بداية الأمر من وجود طبيب مسيحي في مجمع طبي إسلامي، لكنه عندما تعامل معه، وجد ان الأجر رمزي كما أنه يتعامل مع المرضى بشكل لا يجعلهم يشعرون بوجود أي اختلاف بين الأديان.

وقالت مواطنة أخرى: "عندما مرضت ابنتي لم أفكر إلا في هذا المكان، فلا يوجد فارق بين مسلم ومسيحي، لأننا كلنا مصريون".    

وعلقت الإعلامية سناء منصور على التقرير، قائلة: "نحن في القرن العشرين، عيب أن نقول الإخوة المسلمين أو المسيحيين، وأعتبر هذا الأمر حرامًا، فكلنا أخوة وكلنا شعب واحد".

من جهته وجه مينا الشكر للإعلاميين على استضافته، قائلًا إنه طبيب أسنان ويعمل بعيادة في منطقة المهندسين، وعندما أخبره أحد أصدقائه بأمر العيادة التابعة لجامع في منطقة صفط اللبن، ذهب على الفور: "الناس لطاف جدًا ومفيش حاجز مع المرضى وبحس إنهم إخواتي".

وأوضح: "زميلي قالي هم محتاجني جدًا، لأن طب الأسنان غالي جدًا، والمسلم والمسيحي اللي ضرسهم بيوجعهم واحد"، مشيرًا إلى أنه حلف قسم أبقراط، والطب رسالة سامية يهدف إلى العمل على راحة أي مريض، أيا كانت الجنسية او الديانة.


ولفت مينا وجدي، إلى أنه جرى تطوير العيادة وأصبحت أفضل كثيرًا عما كانت عليه عندما دخلها للمرة الأولى، حيث وفر رئيس الجمعية الشرعية الكثير من الأجهزة، كما أن الكشف بأسعار رمزية.

ونفى مينا، أن يكون أي مريض قد رفض أن يُعالج على يده بسبب اختلاف الديانات: "الجميع يحبونني وأنا أحبهم وأحترمهم كثيرًا".

وحول أغرب المواقف التي مر بها طيلة عمله هناك، قال مينا إنه في إحدى المرات جاءت إليه عروس قبل ذهابها مباشرة إلى الكوافير وطلبت منه أن يتعامل مع مشكلة "الفلقات بين الأسنان" لديها: "قلتلها جيالي دلوقتي، قالتلي انقذني أرجوك، عملتلها الحشوات ومكنتش مصدقة، وسط الزغاريط لأنها تقريبًا كانت هترجع عن فكرة الجواز".

وفي النهاية، أكد مينا أنه رفض السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل بالخارج، بعدما طلب منه أحد أقاربه ذلك: "أنا أحب هذا البلد، سأتزوج وأعيش وأموت هنا".