على مدار الأعوام القليلة الماضية غاب عن شاشتى السينما والدراما التليفزيونية اثنان من أبرز فنانى جيلهما، لكل منهما تاريخ فنى طويل حافل بعشرات الأعمال التى جعلت الدراما المصرية ومعها السينما فى المقدمة، إنهما النجمان الكبيران صلاح السعدنى ومحمود ياسين.

 
الفنانان الكبيران قدما عشرات الأعمال السينمائية والتليفزيوينة التى جعلتنا فى المقدمة
صلاح السعدنى أو "العمدة" كما يلقبه جمهور الدراما التليفزيوينة، الذى ارتبط بأعماله على مدار عقود طويلة، حيث كانت مسلسلاته هى المعبر الأول عن فئات اجتماعية كثيرة، لذلك كان ينتظرها الجمهور بلهفة لأنه يشعر أن أحلامه وآماله ومشاكله تتمثل أمامه على الشاشة بالشخصيات والحكايات التى يقدمها السعدنى، تغيب الفنان الكبير فجأة ودون مقدمات، فمنذ أن قدم مسلسل "القاصرات" مع المخرج الكبير مجدى أبو عميرة عام 2013 ابتعد فجأة عن الشاشة، حيث انشغل بمرضه، وابتعد تماما عن الأضواء وعن محبيه.
 
السعدنى أو حسن النعمانى فى "أرابيسك" أو سليمان غانم فى "ليالى الحلمية" أو عبد القادر فى "الناس فى كفر عسكر".. إلخ، أحد الذين جعلوا للدراما المصرية مذاق وطعم خاص، الدراما التى ينتظرها الملايين أمام الشاشات، حيث كان أحد أهم المنافسين بقوة فى موسم رمضان من كل عام، من خلال مسلسلات أثرت فى وجدان الجمهور مثل "للثروة حسابات أخرى"، "الباطنية"، "الإخوة أعداء"، "جسر الخطر"، "بيت الباشا"، "عدى النهار"، "رجل فى زمن العولمة"، "الحساب"، "الأصدقاء"، أيضا كان للسعدنى محطات سينمائية لا تنسى رغم قلة تواجده فيها مثل "لعدم كفاية الأدلة" مع نجلاء فتحى، و"العملاق" مع عادل أدهم، "الزمار" مع نور الشريف، و"مقص عم قنديل" مع فريد شوقى، و"الحلال يكسب" مع حسين فهمى وغيرها من عشرات الأعمال المهمة.
 
أيضا النجم الكبير محمود ياسين صاحب عشرات الأعمال السينمائية والتليفزيوينة، والذى ابتعد فجأة بسبب مرضه، فمنذ أن تعاقد على مسلسل "صاحب السعادة"، مع النجم الكبير عادل إمام عام 2014، ولم يتمكن وقتها من استكمال العمل، للاختلاف فى بعض وجهات النظر، وابتعد تماما عن الساحة، ربما بسبب عدم قدرته على حفظ الجمل الحوارية من جهة بسبب ظروف التقدم فى السن، خاصة مع الأدوار الكبيرة الممتدة، أما فيما يتعلق بالأدوار الصغيرة فيعتذر عنها مباشرة الفنان الكبير باعتبارها لا تليق بتاريخه الكبير الذى قدم من خلاله عشرات البطولات سواء على الشاشة الفضية أو الصغيرة.
 
محمود ياسين كان وما زال وسيظل خالدا بأعماله، التى لا تنسى فيكاد يعد الوحيد أو الأبرز من نجوم جيله الذين وقفوا أمام كبار نجمات السينما المصرية بدءا من فاتن حمامة وسعاد حسنى وماجدة الصباحى ونجلاء فتحى مرورا بنادية الجندى ونبيلة عبيد حتى غادة عبد الرازق وهند صبرى وبشرى وغيرهم، فمن أبرز أعماله التى تعد من كلاسيكيات السينما المصرية مثل "أفواه وأرانب"، "الرصاصة لا تزال فى جيبى"، "غابة من السيقان"، "أنف وثلاث عيون"، "انتبهوا أيها السادة"، "أسياد وعبيد"، نهاية بفيلم "الجزيرة".
 
وبعيدا عن السينما كان للعملاق محمود ياسين محطات تليفزيونية فى غاية الأهمية رسمت وكونت شكل الدراما المصرية وجعلتها الأهم والأبرز والأكثر انتشارا فى العالم العربى بأكمله، منها مسلسل "العصيان" بأجزائه، و"سوق العصر"، و"ماما فى القسم"، و"وعد مش مكتوب"، و"أبو حنيفة النعمان"، وغيرها من عشرات المسلسلات التى أبدع فيها ياسين بشخصيات مختلفة.