خواطر العرضحالجي المصري*د. ميشيل فهمي
***************************************
** القيـــــادات الكنسية كلهــــــا من الرُهبـــان ، لِذا يـقفز إلي الأذهان أهــم تسـاؤل ، ما هــِي معايير وشـــروط إختيــــار الرهبـــان ؟ والذين هم قادة الكنيسة المستقبليون ؟

** السؤال أو التساؤل التلقائي التالي والذي يفـــرض نفسه ، ما هي معايــير وشـــروط إختيار الأســاقفة من بين الرهبان بالكنيسة المصرية ؟ الشروط معروفة: من بين شباب الرهبان ، القدرة علي التنطيط وحُبّ الظهور ، إجادة النِّفَاق ، خلق ، دائرة واسعة من الاتصالات وأداء الخدمات ، ضرورة الإلتصاق بالبطريرك أو برئيس الدير أو أحد الأساقفة الكبار .. وسأدللّ وأِثبت ذلك في حالة الراهب برسوم بدير الأنبا بيشوي اللصيق بالأنبا يؤانس ، ومت كبار الرهبان لا توجد معايير وشـــروط ومواصفات إلا ما شابه الإنتخابات وفي الحالتان رضا وموافقة البابا من أهم ما يمكن

** التعريف الكنسي للأسقف .. هو رجٰل خَلُصّ وعليه خَـلاص الآخرين ، وليس قاصر علي التعريف باللغة اليونانية والذي معناه : الناظر من الأعلي ،

** لا شعب بلا كنيسة ... وأيضاً لا كنيسة بِلا شٓــــعب ، الكنيسة المصرية تعيش اليوم أخطر أيامها من حيثُ تَخْبط كهنوتها بكافة مراتبه ما بين الكهنوت والإدارة والإمارة فقد أغــــلق رجال الكهنوت علي أنفسهم فقط إدارة الكنيسة مالــــــياً وإداريــاً وإجتماعيـاً إستثمارياً وبِلا مُحاسبة أو مسائلة ، فمثلاً نجد الوظائف الرئيسية والطبيعية للكاهن .. منها :

صــــلوات العشية وباكر والإفخارستــيا - القـــيام بالعِظَـــات وأخذ الإعترافـــات - صلوات التجنيز والثالث وقداس الأربعين - صلوات الأفراح ً - والقيام بتعميد الأطفال وزيارت الأثرياء وحضور مناسباتهم .. الخ وهذه كلها تتطلب مجهود جبـــــار ويحتاج وقت طويـــــل لا تكفيه ٢٤ ساعة ، ما بال مـا أضاف الكاهن إلي نفسه (جَــــــبْراً ) المهام التالية :

مجهود جمع المال والتبرعات لِشراء أراضي والقيام بإنشاء المباني والمتشآت والمشاريع .....كالمدارس والمستشفيات وبيوت الطالبات والمصايف .. ثم الإشراف عليها وإدارتها - القيام بالرحلات للأديرة - والرحلات للمصَـــايف - السفر للخارج في مهام ورحلات منها القدس - وقيادة والإشراف علي فرق الكشافة - الإشراف علي الخدمة وأمناؤها بالكنائس - القيام بتوزيع إحتياجات الرعية في المناسبات والأعياد طِبْقاً للهوي الشخصي - ومراعاة عائلته .... وبذلك نلاحــظ إختفـاء مهام ( التفقد والرعاية وزيارة المرضي ) وهما من أَهَمّ مَهَـــام الكاهن والأسقف وكنتيجة لإنْعدامهما ظهرت مشاكل لا حصر لها في الأُسرة المسيحية وفي مجال الشباب وبخاصة البنات القاصرات وما يُصاحبها من ظواهر تدل علي فِقدان الرعاية والتربية الكنسية اللتان تؤديان إلي ظهور العديد من السلبيات الخطيرة مثل هروب القاصرات وبعض السيدات من أسرهن والذهاب مع رجال وشباب فُتِنّ بهم ، وفقد الشباب للأخلاق والآداب والسلوكيات التي كانت لآلئ تُزينّ حياة المسيحي وتَمْيُزُه ، والآن سادت حياة الكثير من المسيحيين إستخدام ألفاظ غير لائقة ، والقيام بسلوكيات لم تكن في يوم من الأيام ضمن أنماط ســـلوكيات المسيحيين المصريين من أبـــناء الكنيسة ، فنجد السائد اليــــوم أن الكل حريصين أشد الحرص علي التصوير مع البابا ......وإن لم يكن مع الأسقف ... وإن لم يتيسر فمع الكاهن ويــقوم بنشر صوره علي صفحات التواصل الإجتماعي ، ويكون أفضـــــل لو نشر صورته وهو يخدم كشماس ، ثم تجد بعد كل ذلك أن هذا المؤمن والقوي في الإيمان يستخدم أبشع الألفاظ شوارعية وأدناها عشوائية وإنحطاطاً بحجية الدفاع عن الكنيسة .
لماذا أسرد كل ذلك بالتفصيل : لأن هذا حالنا وذاك واقعنا والذي لم يتعرض له أحد من قٓبْلّ .

الكنيسة بالأوضاع الحالية التي عليها اليوم حالها في منتهي الخطورة ما لٓم يتِمّ تكريس عمل وجهود رجال الكهنوت للخدمة الكهنوتية فقـــــط وأعباؤها الثقيلة الحِملّ والتنفيذ ، وفصلها عن النشاطات المالية والإستثمارية والإدارية والتجـــارية بالكنيسة ، لأن هذا الخلط وبكل وضوح وبِلا أدني لَبْسّ ولا تأويل يُخـــــالف تمامـــــــاً صحيح تعاليم السيد الرب وما جاء أوصي به بالإنجيل المقدس :

( ..... لا تقدرون أن تٓخدِموا الله والمال )

فلماذا لا يعمل رجال قادة الكنيسة بما جاء بالإنجيل ؟
لابد من وجود أسباب تمنعهم من مخالفة تعاليم المسيح وصاحب الكنيسة ، وهذا يؤدي إلي تدهورات كارثية علي الكهنوت وعلي الأقباط في مصر بصفة عامة ، نتيجة للتدخل الغير مدروس والغير مهني من رحال الدين في السياسة والمال .....

فالمؤسسة الكنسية المصرية تكبر وتتضخم في الداخل والخارج ومن المستحيل أن تقتصر قياداتها وإدارتها في القصر البابوي علي البابا وقس قروي ساذج يعاونه رهبان عليهم الطاعة المطلقة ، ولا يُحيط بالبابا مجالس إستشارية متخصصة من علماء الأقباط في كافة المجالات :

القانونية والدستورية ، المالية والإستثمارية ، الإدارية والتنظيمية ، العلاقات الدولية والمراسم .... الخ

وإلي اللقاء في الجزء الثالث

ملحوظة هامة جداً :
لا علاقة لهذه المقالات وكاتبها بالموجات الشرسة السائدة هذه الأيام علي اللاهوت والعقيدة والطقس .... الخ

حيث أن كتاباتي منذ سنوات طويلة تنصب علي إنتقاد الهيكل المالي والإداري في الكنيسة فقط بهدف الأصلاح وتصحيح الأوضاع ليتمكن الكهنوت من التصدي لمثل تلك الهجمات وغيرها