د. مينا ملاك عازر
بداية أنا لا احمل أي مشاعر غضب ناحية السيد حسن نصر الله الذي وبدون ترتيب مسبق ولا سابق معرفة بالطبع بيني وبينه أخذ ما عنوانت به مقالي ""قاسم الزمن" السلسلة السابقة وقاله بتحريف مقبول وقال "فاصل زمني" معتبراً مقتل قاسم سليماني فاصل زمني، فارق كبير للمنطقة ما بين ما قبل مقتله وما بعد مقتله وهذا أشرت له آنفاً، ولكنني أعيد الإشارة إليه لأؤكد على أمر هام وخطير، أن ثمة بون هائل بين الأحداث التي تجري ما قبل مقتله وما بعدها، ولا تلتفت أبداً لرد الفعل الهزيل التي قامت به إيران والذي لا يرتقي لتصورات سعادتك ولا لتصوراتي التي توقعنا رد فعل إيران، فقصفها قاعدتين عسكريتين أمريكيتين بالعراق ودون وقوع خسائر بشرية أمر نشكر الله عليه، لو كان هو الرد الفعل والثأر الذي يرتضون به حقاً كما قالوا، لكنني وإن أشكر الله على كل حال والحمد لله، لكنني لا أصدق أن هذا هو رد فعلهم ولا ثأرهم، فربما هم يهدئون الأجواء ليضربوا ضربة أشد وطأة خاصة وأنه بدى أن الضربة تسربت من قبل لأمريكا، ربما اتخذوها ليوقعوا بالشبكة التي تنقل المعلومات والضربات وتحركات القادة للخصوم بل للعدو وربما فعلاً تكون الثأر كما قالوا.
 
رد فعل حسن نصر الله ورجال حماس بغزة على مقتل سليماني، يعبر أنه في السياسة لا سنة ولا شيعة هناك، فقط مستفيدين وهم فصيلين ومعهم الحوثيين من أكبر المستفيدين من إيران والخاسرين بمقتل سليماني، ناهيك عن الدولة السورية التي ربما هي تئن الآن لو لم تدعمها إيران.
 
رد فعل المواطنيين الإيرانيين، ربما أنت تخلط ما بين الحشود المحتشدة لتشييع جثمان القتيل سليماني وهذا أفهمه أنا، بما يمكنني أن أفهم تلك الحشود التي اجتمعت لتشييع ناصر بعد قرابة ثماني أيام من موته، ولو وضعنا في اعتبارنا القفزة الزمنية والإلكترونية وتطور المواصلات وقدرات الحشد لفهمنا أن يومين كافيين لحشد مثل تلك الحشود ولا توجد حاجة لثماني أيام كتلك التي تكلفها جثمان ناصر دون دفن إلى أن يحشد الشعب لجنازة تليق ببطل شعبي، هنا أمر آخر لا أنكره أنه للنظام الإيراني مريدين كما أنه كان للنظام الناصري مريدين، وهي حقيقة لا أنكرها كما أنني لا أستطيع غض النظر عن حشود مواجهة ومعاكسة، حرقت صور سليماني وتغريد ترامب بالفارسية، ليؤكد على دعم أمريكا لثورتهم، وهي حشود لو تعلمون فاقت حدود المحاولة الثورية التي بذلها الإيرانييون قبل شهور قليلة، بسبب رفع سعر الوقود.
 
أخيراً، ردود أفعال العالم كله تحتاج أن نضعها تحت المجهر وننتظر طويلاً فربما هناك الأهم من كل ما سبق ليغير خريطة المنطقة على إثر إسقاط إيران بالخطأ أو عمداً للطائرة  الأكرانية واعتقال السفير البريطاني، وإن شئتم فلتستعدوا لنظام بديل قادر على احتواء إيران وإلا صارت كارثة العراق مكررة هذا إن تهاوى نظام الإيراني.
 
المختصر المفيد أستطيع أن أجزم أنه في السياسة لا شيء يحدث صدفة، وإن حدث هكذا فأنه مخطط له ليكون هكذا.