كتب : نادر شكرى
فجر الشيخ نشأت زارع، كبير أئمة الأوقاف بالدقهلية،  جدلًا كبيرًا  بعد ما اثاره حول الفتوحات الاسلامية الى وصفها بالاحتلال وطالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالاعتذار لدول العالم عن هذه الفتوحات الإسلامية، التى اعتبرها انتهاك لحقوق الإنسان ، وهو ادى لحملة من الهجوم عليه بعد التعبير عن رايه حول هذه الفتوحات تحت عنوان الفتوحات السياسية .
 
وبرر زارع إن هذه الفتوحات ليست إسلامية، وإن إلصاقها بالإسلام يضره، وانها فتوحات سياسية والقرآن كان واضحًا فى هذه القضية، وأكد أن الأصل هو السلم، وأن الحرب استثناء وتحدث للدفاع عن النفس (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين مشيرا أن الشيخ محمود شلتوت فى كتاب (الإسلام عقيدة وشريعة) أنكر الفتوحات، وقال إن الحرب دفاعية فقط وليست هجومية، فما هو موجود فى كتب التراث بما يسمى (جهاد الطلب) باطل باطل، هو الموجود فى عقول كل تيارات الإسلام السياسى والتنظيمات الإرهابية المسلحة التى تحلم بالسبايا والغنائم.
 
وكان زارع كتب فى مقال قديم بعنوان الفتوحات السياسية " لو قلت لواحد ان فى عصابه دخلت على جماعة فى بيتهم وقتلوا الرجل رب الاسرة وزوج بنته واخذوا مراته وبنته وفروا -- بالتأكيد سوف يتعاطف من منطلق انسانى ويقول هؤلاء قطاع طرق ومافعلوه اجرام غير مبرر فلو قلت له قس ذلك على ماحدث باسم الفتوحات انه حدث بالحرف مثل ذلك هيتنكر للكلام وهيزعل فى المرة الاولى حكم بحيادية وفى الثانية دخله التعصب .
 
وتابع :الاول لابد ان نفرق بين الاسلام وتاريخ المسلمين واى انتقاد للتاريخ فهو ليس انتقاد للاسلام وهناك فرق بين الفقه كمنتج بشرى وبين الشرع كمنهج حياه من رب العالمين لمصلحة العباد والبلاد فلو قلنا ان الشرع بيقول لااكراه فى الدين ويقول فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقال لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين 
وختم قائلا " رايى الشخصى ان الفتوحات ضد الشرع وانما هى اجتهاد سياسي خاطىء وهى غزو سياسي للتوسع وتم فيه نهب اموال البلاد المفتوحة وسبي نسائهم والدليل على ذلك ان كتبنا ذكرت انه بعد الفتوحات كان الذهب يكيل بالقنطار عند الفاتحين ومنهم من مات وهو يمتلك ملايين الدنانير والذهب والبساتين رغم انه قبل ذلك كان يعيش على المعونات
وكانت قضية الفتوحات والغزو العربى مازالت محور جدل حول دخول العرب لمصر والتى تحاول التيارات الاسلامية وصفها بالفتوحات بينما يؤكد المثقفون انه غزو عربى لمصر وان مصر اصلها فرعونى وليس عربى .