رسائل إنسانية وتربوية، تخاطب بها النيابة العامة الشعب المصري، لتضيف إلى مهامها في التحقيق في الجرائم وإقامة ومباشرة الدعاوى الجنائية، مهاما أخرى، تستشفها من وقائع وحوادث تشغل الرأي العام، تأمل في أن يكون لرسائلها صدى يسهم في الحد من الجريمة والارتقاء في المعاملات الإنسانية بين المواطنين، وتوعية الآباء بأخطار تهدد أبناءهم، كان آخرها: "ارحموا المرضى النفسيين.. رفقا بالقوارير" على خلفية حادثة انتحار الطالبة "شهد".


النيابة تهيب بالمجتمع على خلفية انتحار الطالبة شهد: لا تغلقوا أبواب العلاج أمام المرضى النفسيين

"امنحوا بناتكم قسطاً من أوقاتكم، أنصتوا إليهنّ، وشاركوهنّ آلامَهنّ وآمالَهنّ، اطمئنوا وطمئنوهنَّ، وإن وجدتم من فتياتكم أو فتيانكم مرضاً فعالجوهم، فإن المرض النفسي داءٌ كأي داء، لا خجل فيه ولا حياء، والاعتراف به أول أسباب الشفاء، فأغيثوهم بالعلاج والدواء، قبل أن ينقطع فيهم الرجاء" كانت تلك هي رسالة النيابة العامة للمواطنين، أمس، على خلفية واقعة انتحار الطالبة شهد، بعد أنَّ أسفرت تحقيقات النيابة عن أنَّ الغرق لم يحمل شبهة جنائية، وإنما ضغوط أدت إلى حالة نفسية فانتحرت الطالبة شهد (20 عامًا)، التي كانت تدرس بكلية الصيدلة جامعة قناة السويس.

وتختتم النيابة العامة رسالتها الإنسانية بمناشدة جميع أطياف المجتمع بأن ينظروا إلى المرض النفسي كما ينظرون إلى سائر الأمراض، أن يقوا أصحابه شرور نظراتهم، أن يرحموهم من همزهم ولمزهم: "لا تغلقوا أمامهم أبواب العلاج"، كما تناشدهم جميعاً الرفق بأنفسهم: "لا تجزعوا، جدوا واجتهدوا وثابروا واطمئنوا؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولا يتمنين أحدُكم الموت لضر أصابه".

النيابة لفتاة العياط: الوقاية من الخطر خير من العلاج بعد الوقوع فيه


في الثاني عشر من الشهر الجاري، وعقب انتهاء تحقيقات قضية فتاة العياط، التي جرى استدراجها لمنظقة صحراوية بالعياط ووجدت نفسها أمام محاولة لاغتصابها انتهت بقتلها للمعتدي، وجهت النيابة العامة مناشدة للفتاة ولغيرها ممن يمكن أن يقفوا في موقف مماثل، وطالبتها النيابة بالتزام السلوك السليم وعدم إيراد نفسها موارد المخاطر والشبهات.

"الوقاية من الخطر خير من علاج نتائجه بعد وقوعه".. كان ذلك فحوى بيان النيابة العامة للآباء والأمهات وكل ولي أمر، عقب واقعة فتاة العياط، وأهابتهم برعاية الأبناء وطالبتهم "بأنَّ يضعوا أمنهم وحمايتهم نصب أعينهم، وأنَّ يعظموا في أنفس فتياتهم وفتيانهم البعد عن مواطن المخاطر، بأنَّ يفطنوا لخداع شرار الناس، وبأنَّ يجعلوا الكياسة لتصرفاتهم أساس".

رسالة النيابة العامة لأولياء الأمور عقب واقعة شهيد الشهامة: ارعوا أبناءكم فهم المستقبل


واقعة مقتل محمود البنا المعروف إعلاميًا بـ"شهيد الشهامة"، والذي قتل جراء دفاعه عن فتاة تعرضت لمضايقات في الشارع، لتتخذ النيابة العامة من قضية حركت مشاعر الرأي العام، فرصة هي الأخرى للحد من وقائع البلطجة في الشارع المصري، فكان رسالتها لأولياء الأمور بمراقبة الأطفال والشباب في تلك المراحل العمرية الحرجة، التي تتشكل فيها شخصياتهم وتستهدف خلالها أخلاقهم بدخائل على المجتمع، وتابعت في بيانها الصادر 12 أكتوبر الماضي: "انتبهوا إلى من ترعون من شباب المستقبل، فأولئك هم عماد المجتمعات، بحسن تأهيلهم تنهض الأمم وتزدهر، وبضياعهم تخسر الأمم وتنحدر، حفظ الله مصر وأهلها وشبابها".