كتب - نعيم يوسف

يشكل السلفيون ركنًا أساسيًا من أركان تيارات الإسلام السياسي، وكثيرا ما يتهمون بالتحريض على الإرهاب، والحصول على تمويل خارجي.
 
وقال أحمد حرقان، سلفي سابق، وحاليا لا ديني، إنه ليس بمفرده الذي انتقل من السلفية إلى اللادينية، والسلفيين مؤهلين بشكل كبير لكي يكونوا لا دينيين في المستقبل لأنهم يدرسون الدين بشكل جيد، وهذا يؤهلهم لكي يروا الصورة بشكل كامل.
 
وأضاف "حرقان"، في لقاء مع برنامج "في فلك الممنوع"، المذاع على قناة "فرانس 24"، الفضائية، أن هناك العديد من التيارات السلفية وعند البحث في الفارق بينهم اتجه إلى اللادينية، بسبب التناقضات، وهذه الخلافات سببها الأساسي بعض النصوص.
 
من السهل التورط في العنف والإرهاب
وشدد على أنه من السهل تورط أي ممن ينتمون إلى التيارات الدينية في أعمال العنف والإرهاب، لأنهم يفهمون النصوص بطريقة لا يوجد بها أدنى مرونة، ولو قال النص "اقتلوا" فإنهم يلتزمون بذلك تماما، موضحا أنه يعرف الكثير من السلفيين العاديين الذين انضموا إلى الجماعات الإرهابية مثل "داعش"، مؤكدا أن السلفية لها علاقة كبيرة بالإرهاب.
 
ولفت الباحث إلى أن الدولة قامت بقمع اللادينيين، وتم القبض عليه، وأضرب عن الطعام، ومنع من السفر، مشيرا إلى أنه تحاور مع العديد من مشايخ التلفزيون، لافتا إلى أن السلفيون يمولون أنفسهم بأنفسهم عن طريق رجال الأعمال، وأموال الزكاة التي يجمعونها.
 
أما عبدالوهاب رفيقي، والذي كان يطلق عليه "أبي حفص المغربي" عندما كان سلفيا، والباحث في الفكر الإسلامي، أنه لا علاقة له بالهجمات الإرهابية التي خططت لهجمات الدار البيضاء، موضحا أنه نشأ في ظل أجواء في المغرب وعدد من الدول تحتضن هذا الفكر، وتفتح له الأبواب من أجل أهداف سياسية، وهذا ساهم في إنتاج جيل، تم استخدامه لأغراض سياسية مثل استخدامهم في أفغانستان.
 
التشجيع على اعتناق السلفية
وأوضح "رفيقي" أن ما يقال عنه حاليا تطرفا وإرهابا لم يكن حينها يوصف بذلك، بل كانت هناك وسائل تشجيع عن طريق المساجد والكتب والشيوخ، وهو تلقى ذلك منذ الطفولة، لافتا إلى أن البعض يقول إن السلفية هي "اتباع السلف الصالح"، ولكن هذا التعريف فضفاضًا، وغير محدد، وهو عندما أراد العودة إلى هذه الحقبة، كان يظن أنهم كانوا موحدين، ولكن عندما درس التاريخ الإسلامي وجد أنه حتى هذه الفترة التي يدعون للعودة لها كان بها مدارس متعددة.
 
ولفت السلفي السابق، إلى أن نوعا من هذه السلفية وأدبياتها تعتمد على مفاهيم التكفير والحاكمية والحكم على الآخر، كان بها العديد من العنف، وإذا لم تكن بها إرهاب، فهي تنتج إرهابيين في النهاية، مشددا على أن السلفيين يتلقون تمويلا ضخما من السعودية.
 
وزن كبير على الأرض
من جانبه، قال محمد أبو رمان، الباحث في حركات الإسلام السياسي، إن الفكر السلفي أكثر تعقيدا من هذه التبسيطات، وهناك التيار السلفي الجهادي الذي انقسم إلى قسمين وهما أتباع تنظيم القاعدة، وأتباع تنظيم داعش، لافتا إلى أن أحد التيارات السلفية تيار مهادن وموجود في كل الدول العربية، ولكن تيارات أخرى تقوم بتكفير التيارات الأخرى من تيارات الإسلام السياسي.
 
وشدد الباحث في حركات الإسلام السياسي، أن هناك وزنا حقيقيا وانتشارا كبيرا للسلفيين في الدول العربية، وفي مصر حصل حزب النور على المرتبة الثانية في الانتخابات بعد ثورة يناير، لافتا إلى أن هذا التيار انتشر بشكل كبير على الأرض بعد فترة السبعينيات.