هل تقوم أحيانا بالحكم على شخصية أصدقائك أو معارفك، بناء على المنشورات الخاصة بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ لست وحدك من يقوم بذلك، بل يؤكد الباحثون أن تلك الآراء التي تظهر عبر فيسبوك وغيره من المواقع الإلكترونية، كفيلة أن تغير نظرات البشر لبعضهم البعض أحيانا كما نوضح.

من المعتاد ألا ينجذب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، للأشخاص الذين دائما ما يقومون بعرض محتوى شديد السلبية أو الكآبة، إلا أن ذلك النفور أحيانا ما يصيب من يقومون بعرض المحتوى الإيجابي المبهج أيضا، وفقا للباحثين الذين يؤكدون أن عرض المنشورات أو الصور الرومانسية التي تكشف عن السعادة مع شريك الحياة، تؤدي في بعض الأحيان إلى تراجع محبة أصحاب تلك المنشورات من جانب الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب غير معلومة.

ليس هذا فقط، بل يرى خبراء علم النفس وفقا للأستاذة من جامعة ألبرايت الأمريكية، جويندولين سيدمان، أن التحدث عبر تلك المواقع عن الإنجازات الشخصية، بما يشمل ذلك من أمور مثل الترقي في العمل أو التخلص من الوزن الزائد أو حتى تحقيق الفريق المفضل لإنجاز رياضي ما، قد يدفع الآخرين إلى الاعتقاد بأن صاحب تلك المنشورات يسعى فقط إلى لفت الانتباه والتبجح بشأن إنجازاته، بصرف النظر عن مدى أهميتها.

معايير المصداقية

يؤثر عنصر المصداقية كثيرا في مدى حكم البشر على بعضهم البعض، من هنا يشير الخبراء إلى فارق جوهري بالنسبة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي المتربصين، بين الرأي الذي يظهر عبر أصدقاء شخص ما فيه، وبين الرأي الذي يقوله هذا الشخص في نفسه.

يرى الباحثون أن قيام أشخاص بالإشارة إلى نجاح صديق في أمر ما، يزيد من مصداقية هذا الشخص ونجاحه، فيما يعني قيام الشخص بالثناء على مجهوده الشخصي في كثير من الأحيان، هبوط أسهم مصداقيته أمام المتابعين.

من هنا يبدو من الواضح أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قد يفضلون الشخص الذي يقوم بالكشف عن منشورات إيجابية تخص العالم بأسره، إلا أنها لا بد ألا تخص نجاحاته الشخصية، حتى لا يراه الآخرون شخصا مغرورا يتبجح بما يملك.