تحية للاب وليم ورسالته وتعليمة رمز وقيمة متفردة للوطن والكنيسة والرهبنة.
 
سليمان شفيق

عن دار الجزويت للنشر والابداع صدر كتاب الاب وليم سيدهم اليسوعي (اربعون عاما علي ظهور لاهوت التحرير 1971ـ 2011) 94صفحة من القطع الصغير ،واربعة فصول ، الفصل الاول :اربعون عاما علي ظهور لاهوت التحرير، والفصل الثاني: التربية الشعبية في الرهبنة اليسوعية، والفصل الثالث : المؤسسة الكنسية بين الاتباع ولابداع ، الفصل الرابع : مفتاح لقراءة لاهوت التحرير.

يعد هذا الكتاب هو الحادي والعشرين من ابداعات الاب وليم ، والحادي عشر من كتاباته عن لاهوت التحرير ، وهي : لاهوت التحرير في امريكا اللاتينية 1993، لاهوت التحرير في افريقيا 1997، لاهوت التحرير في اسيا 2001، حقوق الانسان رؤية مسيحية 2011، لاهوت التحرير الفلسطيني 2018، لاهوت التحرير ـ رؤية مسيحية اسلامية 2008، المجتمع المدني عبر العمل الاجتماعي 2008، يوكيات كاهن في زمن الثورة 2015، قضية التنوير ولاهوت التحرير2019، مشكلة التأؤيل عند ابن رشد 2019 ، واخيرا الكتاب الذي بين ايدينا .

حاول الاب وليم في هذا الكتاب ان يؤكد علي أعظم مساهمة قام بها لاهوت التحريرهو انحيازة الاساسي الي الفقراء في جهودة الدؤوبة في التفكير بعمق لدور الفقراء في جعل الايمان والرحاء والمحبة أعمدة الايمان المسيحي ، ودلل علي ذلك في حديث البابا بندكت السادس عشر لحظة افتتاح المؤتمر الخامس لاساقفة امريكا اللاتينية في ابير سيدا جامعة اليسوعيين في البرازيل في ردة علي السؤالين : كيف ومتي ؟ فقد اكد علي :" أنة الاختيار التفضيلي للفقراء حاضرا ضمنا في الايمان (الكريستولوجي) بالله الذي اصبح فقيرا لاجلنا لنغتني بفقرة)
ويضيف الاب وليم :" هذا التأكيد نفسة نجدة في المحاضرات الرئيسية التي القيت في المؤتمر الذي جمع كل قارة امريكا اللاتينية في عام 2012، فكيف نتمثل هذة التأكيدات في وقتنا الراهن ؟
"
وهكذا انتظرت من الاب وليم في الكتاب ردا علي سؤالة:( "فكيف نتمثل هذة التأكيدات في وقتنا الراهن ؟") وبحثت في فصول الكتاب فلم اجد الاجابة ، الفصل الثاني :"التربية الشعبية في الرهبنة اليسوعية"، (مقال مترجم عن اليزابيث فورلين في مجلة الطريق اليسوعية الالكترونية نشر في مايو 2007)، ولم اجد سوي علي عبارة دالة تقول  ص 39:(اختزل هؤلاء هوية الرهبنة اليسوعية في رسالتها التعليمية ، وتناسوا أنه الي جانب الرسالة التعليمية للرهبنة اليسوعية توجد اشكال عديدة من الانشطة الرسولية .... ولابد ان نعترف ان مطابقة الرهبانية اليسوعية مع رسالتها التعليمية يحتوي علي تناقض ، اذ علمنا أن القديس اغناطيوس مؤسس الرهبانية ، ورفاقة الاولون كانوا يفضلون العمل الرسولي المبني علي الحركة من مكان الي اخر...)، ويضيف في رؤية تحريرية :من المؤتمر الثاني والثلاثين الذي انعقد 1974 للرهبانية اليسوعية القرار رقم 4 (ان رسالتنا اليوم في خدمة الايمان وترقية العدالة)

ويضيف الاب وليم في نقد العملية التعليمية  من المؤتمر الثالث والثلاثين :( ان التعليم التقليدي للرهبنة اليسوعية يجب ان يوضع ان يوضع الان في الاطار التجديدي ... كما يجب علينا ان نبتكراشكالا جديدة للتعليم وخاصة التعليم الموجة لخدمة الفقراء) ص 44 و45.

وفي الفصل  الثالث : المؤسسة الكنسية بين الاتباع ولابداع: يروي الاب وليم قصة الصدام بين لاهوت التحرير والمؤسسة الكنسية الرسمية رغم ان لاهوت التحرير اعتمد علي نصوص مجمعية من قلب المجمع الفاتيكاني الثاني مثل "نور الامم" و"كلمة الله" و"فرح ورجاء" و"الكرامة الانسانية" ، ويشرح الاب وليم كيف استطاع مؤتمرمدلين الذي عقد في مدلين يوليو 1968 ، في كولمبيا ،ان خلال بيانة الذي صدر في 6 سبتمبر 1968، الي نقل لاهوت التحرير الي المؤسسة الكنسية وانتقل الكاهن من خادم للعقيدة الكاثوليكية الي خادم للشعب ،ونقل الفعل الابستمولوجي من مجتمع الرفتهية الغربي الي مجتمع الفقراء في امريكا اللاتينية ،وفضح ارتباط المؤسسات الكنسية الكاثوليكية بصناع القرار،وسيطر لاهوت التحرير علي الفضاء السياسي ، ونقل لاهوت التحرير الممارسات الكنسية من الثنائية والازدواجية (الروحية / الاجتماعية السياسية ) الي التكامل ، والفصل بين الدين والدولة في مفهوم لاهوت التحرير.

وفي الفصل الرابع والاخير:" مفتاح لقراءة لاهوت التحرير" تحدث الاب وليم عن الحب التفضيلي للفقراء ، والكاهن خادم  قبل ان يكون حارسا للعقيدة ، القطيعة الابستمولوجية ، المسيح قبل المؤسسة الكنسية ، مصطلح الفعل ، مصطلح الجماعات القاعدية ، الخطيئة الجماعية ، اليوتبيا ، التنديد النبوي ،والتبعية ، وواخيرا مصطلح الاغتراب .

وهكذا استطاع الاب وليم سيدهم اليسوعي في محبة وذكاء وحذران يتحدث من خلال رؤية نقدية لمشروع التعليم الرهباني والمدارس وضرورة البحث عن رؤية تجديدية للتعليم  الموجة لخدمة الفقراء، والي اصطدام الكنيسة للاهوت التحرير ، ولكنة لم يجب علي تساؤلة : :( "فكيف نتمثل هذة التأكيدات في وقتنا الراهن ؟") ولم يحدثنا عن نضالة الشخصي كراهب ورسالتة في جمعية النهضة العلمية والثقافية بما يحقق رؤيتة للاهوت التحرير ، ولا التحديات التي يواجهها لاهوت التحرير في العمل الاهلي والمدني والفني والتنموي في الوطن والكنيسة وجمعيات الجزويت ، ولكن الاب وليم سيظل رائد ومعلم قولا وفعلا للاهوت التحرير في مصر رغم كل التحديات التي لم يتناولها علي كافة الاصعدة .

تحية للاب وليم ورسالتة وتعليمة رمز وقيمة متفردة للوطن والكنيسة والرهبنة.